غداة 17 آذار الجاري: المعركة الحقيقية لرسم شكل الحكومة الاسرائيلية القادمة

 


صحيفة المنار الصادرة في فلسطين المحتلة عام 1948:

المعركة الحقيقية لرسم شكل الحكومة الاسرائيلية القادمة، تبدأ غداة السابع عشر من آذار الجاري، أي بعد ظهور نتائج الانتخابات، وعندها تتضح الأحجام الحقيقية لكل حزب ولاعب في الحلبة الحزبية الاسرائيلية.

عشية الانتخابات الاسرائيلية نلقي الأضواء على الحال الحزبي، والاحتمالات والتوقعات، وكيف ستكون عليه شكل التحالفات بعد فرز صناديق الاقتراع، وأي من الاحزاب التي من الممكن أن تتعايش معا في ائتلاف قادم، وهل هناك اتصالات بين القيادات الحزبية في هذه اللحظات الحاسمة!! وكيف سيكون عليه التصويت، وأين سيصب، ما هي الخيارات والسيناريوهات!!
هناك اتصالات بين بعض قيادات الاحزاب للتوحد في ادارة المشاورات الائتلافية بعد الانتخابات، وامكانية التعايش بين كحلون والمتدينين واردة، ويشكل لبيد عبئا على اية حكومة قادمة وعامل توتير في أي ائتلاف قادم، لذلك لن يفضل لا اليسار ولا اليمين ، وسيكون تصويت كثيف لصالح اليمين والليكود بشكل خاص، دون استبعاد امكانية سقوط الليكود واقصاء نتنياهو وصعود هرتسوغ، غير أن اصدار أحكام مسبقة، قبل ظهور النتائج أمر صعب للغاية. والاحزاب الدينية هي التي ستحدد بالاضافة الى كحلون من سيكلف بمهمة تركيب الحكومة القادمة بالاضافة الى عدد المقاعد التي سيحصل عليها أي من القائمتين الكبيرتين، “المعسكر الصهيوني والليكود”.
ويطرح هنا، تساؤل، هو: هل ستوافق يهدوت هتوراة على ذلك، فهذا الحزب ومعه شاس أعلنا دعمهما لنتنياهو لتشكيل الحكومة، لكن، في حال لم يتمكن زعيم الليكود من الحصول على كتاب التكليف من الرئيس الاسرائيلي فان الاحزاب المتدينة ستفكر في الاستجابة لدعوات المعسكر الصهيوني، ودرعي لن يجلس وحيدا في حكومة “يسارية” لذلك سيكون القرار بيد يهدوت هتوراة، لأسباب عديدة يتعلق بعضها بقرارات سابقة اتخذها درعي درعي بشكل منفرد وتسببت بضرر كبير.
وإعلان “جلنت” في قائمة كحلون بأن هرتسوغ المرشح الأول للتكليف بتركيب الحكومة هو أمر مهم، لأن الكثيرين من مؤيدي الليكود الذين دعموا كحلون سيعيدون دراسة خياراتهم والتوجه الى نتنياهو والليكود، والاستطلاعات أيضا ستشجع هي الأخرى الليكوديين للذهاب الى صناديق الاقتراع والتصويت لليكود خوفا من فقدان السلطة.
وتبقى جميع الخيارات مفتوحة في انتخابات السابع عشر من اذار الجاري فالمعركة لن تحسم حتى الدقيقة الـ 90، ان حكومة توافق بين الليكود والمعسكر الصهيوني برئاسة هرتسوغ ليفني، هو أمر غير مرغوب له، لكن صناديق الاقتراع قد تأتي بنتائج تفرض على الطرفين التوافق على تشكيل مثل هذه الحكومة، وقد تكون حكومة باطار أوسع من اطار الحكومة التوافقية بين حزبين كبيرين لتشمل معظم الأحزاب باستثناء لبيد وميرتس والقامة العربية الموحدة.
يهدوت هتوراة وشاس لن يجلسا في حكومة يسارية ضيقة، ولبيد الذي يدرك أن الأحزاب المتدينة سيكون لها أهمية كبيرة في تشكل ورسم المعادلة الائتلافية القادمة، يحاول أن يبعث برسائل عن استعداده للجلوس في حكومة واحدة مع المتدينين، لكن، الأحزاب الدينية “يهدوت هتوراة وشاس” ترغبان في معاقبة لبيد وسوف تشترط استبعاده من أية تشكيلة ائتلافية تشاركان فيها مستقبلا.
ويمكن القول أن جميع السيناريوهات والخيارات مفتوحة ومطروحة، وهناك من يتحدث عن سيناريوهات تم نسجها من خلف الكواليس وفي الغرف المغلقة بين ليبرمان ولبيد وكحلون يقوم على توحيد الصفوف في المفاوضات الائتلافية التي ستلي اعلان نتائج الانتخابات، والتنسيق فيما بينها في اختيار الشخص الذي يتم تكليفه لتشكيل الحكومة، وفي حال نجح هذا الثلاثي في الحصول على 30 مقعدا على الاقل فان هناك فرصة أن يتم دعم صاحب العدد الأكبر من المقاعد لتشكيل الحكومة في مواجهة هرتسوغ ونتنياهو على أمل أن يقوم رئيس الدولة بتكليف هذا الشخص معتمدا على عدد المقاعد التي سيحصل عليه هذا الثلاثي.
لكن، السيناريو الأكثر واقعية لحكومة مستقرة هو أن تتشكل حكومة شراكة بين المعسكر الصهيوني برئاسة هرتسوغ ليفني وبين الليكود برئاسة نتنياهو، وهناك امكانية لتحقيق معادلة الشراكة هذه، خاصة وأن من الممكن خلق أرضية مشتركة وخطوط متفق عليها في السياسة الائتلافية وبرنامج الحكومة المشتركة بين الحزبين الكبيرين.
على أية حال، المعركة الحقيقية لرسم شكل الحكومة الاسرائيلية القادمة تبدأ غداة السابع عشر من اذار.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.