فاينانشال تايمز: إيران بإمكانها أن تصبح قوة اقليمية تسهم في إحلال السلام بالمنطقة

IRAN-VOTE-REGISTRATION-ROWHANI

رأت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية أن طهران تريد إنهاء العقوبات المفروضة عليها لكي يٌنظر إليها كقوة شرق أوسطية شرعية، لافتة إلى أنه يمكنها أن تساعد فى إحلال السلام بالمنطقة .

وأوضحت الصحيفة -في مقال لها اليوم السبت- أن هناك بصيصا من الأمل في أفق حالك السواد بالشرق الأوسط، التي يشتعل بها الصراع الطائفي في بلاد الشام بين السنة والشيعة، وتهتز فيها أركان كل الدول العربية الأخرى خلال الاضطرابات التي أصابتها في الثلاث سنوات الماضية، ألا وهو إمكانية التقارب بين الولايات المتحدة وإيران.

وبينت الصحيفة أن التقارب مع إيران لن يكون مجرد بديل لتقييد طموحات إيران النووية، والتي سوف تكون بمثابة حرب قد تمتد أواصرها في كافة أرجاء المنطقة، بل إنه سوف يمنح إيران حصة في حل مشاكل الشرق الأوسط.

وأضافت أن إعادة دمج إيران اجتماعيا في الجغرافيا السياسية السائدة ستكون بمثابة حرب تاريخية للرئيس الأمريكي باراك أوباما على غرار سلفه الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون خلال التقارب الأمريكي مع الصين.

ولفتت الصحيفة إلى أن المتشككين سيطلبون دليلا على أن إيران سوف تصبح “لاعباً يعمل من أجل إحلال السلام”، نظرا لسجل طهران في هذا الصدد؛ مشيرة إلى ذكريات الماضي حول كيفية استيلاء المتطرفين على السفارة الأمريكية في طهران عقب الثورة الإيرانية في عام 1979 واحتجاز دبلوماسييها كرهائن، أو تفجير حزب الله، التابع لإيران، للسفارة الأمريكية في بيروت في عام 1983، مما دفع القوات الغربية إلى الانسحاب من لبنان عقب انفجار شاحنة المتفجرات التي أودت بحياة 241 جنديا أمريكيا و58 مظليا فرنسيا في شهر اكتوبر من ذلك العام.

وأشارت إلى أن إيران تريد إنهاء سلسلة انتصاراتها الظاهرية لثلاثة أسباب رئيسية، ألا وهي أن الاقتصاد الإيراني ينزف جراء تلك العقوبات القاسية الناتجة عن برنامجها النووي الذي يٌنظر إليه على أنه تهديد للقوى العالمية والإقليمية، والذي سيودي بها في النهاية إلى الانزلاق نحو الحرب، بالإضافة إلى أن إيران تمتلك ملفا اجتماعيا واقتصاديا مشابها لبلدان الربيع العربي، حيث أنها تعلم أن مطالب الأغلبية الساحقة من شبابها هي دائمة ويجب معالجتها.

وأردفت الصحيفة تقول إن ثاني تلك الأسباب هي أن إيران منزعجة للغاية من الصراع الطائفي المنتشر في كافة أرجاء المنطقة؛ حيث إنها تعد القوة الشيعية الوحيدة في المنطقة التي يسيطر عليها السنة من العرب والأتراك، كما أضافت أن السبب الثالث وراء التقارب الأمريكي الإيراني هو أن إيران تريد أن يتم الاعتراف بها كقوة إقليمية شرعية.

ونوهت بأن الرئيس الأمريكي سيضطر إلى الدفاع عن أي اتفاق يبرمه مع إيران؛ حيث أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحشد حلفاءه من أجل عرقلة أي اتفاق مستقبلي بين الولايات المتحدة وإيران، مضيفة أن أي اتفاق سوف يقي أمريكا مما يمكن وصفه بأنها ستكون حرب إقليمية شرسة، لذا فسوف يجب علي الرئيس الأمريكي أن يضمن تفوق كراهية الشعب الأمريكي للحروب على العداء تجاه إيران.

وعلقت “فاينانشيال تايمز” في ختام مقالها على الصراع الإيراني-الإسرائيلي الذي سيعقب أي اتفاق مع إيران، قائلة إنه يجب على أوباما أن يقترح على نتنياهو أن يمضي وقتا أقل في رسم خطوط حمراء حول موقف أمريكا تجاه إيران ومزيدا من الوقت في وضع خطوط خضراء إزاء وضع خطة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على أرض الواقع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.