فرع المعلومات لبنانياً ام سعودياً؟

فرع المعلومات لبنانياً ام سعودياً؟

فرع المعلومات ومنذ تأسيسه على يد الرئيس رفيق الحريري لم يكن مشروعا لبنانيا طالما يوجد جهاز امني لبناني عام وهو “الامن العام”، هذا الجهاز أُسس ليكون خاصا بأل الحريري يقوم بحماية الرئيس رفيق الحريري وتياره، وللتجسس على باقي ألاجهزة الامنية اللبنانية، وبعد مقتل الحريري تحول هذا الجهاز الى ما يشبه الميليشيا، تم زيادة عدد أفراده و تدريبهم في الدول الاوروبية وخاصة فرنسا والمانيا وبريطانيا وكذلك في امريكا تدريبا خاصاً، وتم تجهيزه وتدريبه على أحدث الاجهزة التجسسية العالمية وتمويله من خارج مجلس الوزراء اللبناني، ليكون مستقلا عن باقي الاجهزة الامنية اللبنانية ويحتفظ بالمعلومات السرية لنفسه فقط.

وما قام به قبل سنوات بكشف شبكات عملاء تعمل لصالح “إسرائيل” إلا لتلميع صورته وتعوميه على الشعب اللبناني على اساس أنه جهاز أمني لبناني ممكن الاعتماد عليه لحماية أمن لبنان من الاعتداءات الخارجية، بينما الحقيقة هي أن اكثرها كان بناء على تسريب من جهاز أمن المقاومة، حيث كان أمن المقاومة يسرب المعلومات عن تلك الشبكات العميلة الى جهاز فرع المعلومات أو الى جهاز مخابرات الجيش اللبناني، كلا حسب الاهمية والخطورة على أمن المقاومة، وكان يقوم بالاعلان عن كشفه لشبكات تجسس كي لا ينفضح امره أمام جهاز أمن المقاومة، ولهذا نلحظ بأنه منذ بداية الازمة في سوريا لم يعرض علينا كشفه أي شبكة تجسس تعمل لصالح العدو الصهيوني، وهل تخلى العدو عن شبكاته العاملة في لبنان؟ كلا، بل لأن جهاز أمن المقاومة لم يعد يثق به، ثم لأن إهتمام فرع المعلومات أو ميليشيا فرع المعلومات تحول الى ملاحقة كل من تربطه صلة بالنظام السوري في لبنان، بل سخر كل إمكانياته اللوجستية والامنية لحماية الجماعات التكفيرية في لبنان وزعمائها، وما فرار المجرم احمد الاسير وعصابته المطلوبين للقضاء اللبناني بجريمة قتل أكثر من 20 جنديا لبنانيا إلا أحد إنجازات فرع المعلومات الاخيرة، ناهيك عن التغطية التي كان يوفرها وما زال مدير الامن العام السابق اللواء اشرف ريفي للمسلحين الارهابيين، ونقلهم الى الاراضي السورية مع الاسلحة التي كانت تأتي من قطر والسعودية عبر ميناء طرابلس اللبناني تحت حماية إجهزته الامنية التي سخرها لصالح أعداء سوريا.

لم يكتف هذا الجهاز بتقديم كل ما أمكن من دعم للجماعات الارهابية المسلحة في سوريا، بل سخر القضاء اللبناني ليكون ظهره الذي يغطي كل تجاوزاته الغير قانونية وأفعاله المليشياوية، حتى أصبح القاضي صقر صقر مفوض الحكومة في المحكمة العسكرية موظفا مطيعا لأوامر فرع المعلومات، ولم يعد قاضيا قد أقسم على إحترام مهنته التي تقوم على القضاء بالقسط والعدل والدليل والبرهان، بل أصبح شرطيا في فرع المعلومات والمخالفات الدستورية والقانونية له لا تعد ولا تحصى.

وما قدمه اللواء جميل السيد المدير العام السابق للامن العام خلال مقابلة على قناة المنار في برنامج مع الحدث من أدلة على ممارسة التعذيب الممنوع والمحرم دوليا لإرغام المتهمين على توقيع إتهامات باطلة لينجوا من قسوة التعذيب والارهاب التي يمارسها فرع المعلومات، وهو نفسه اللواء السيد قد سُجن أربع سنوات مع الضباط اللبنانيين الاربعة الذين أُتهموا في إغتيال الرئيس رفيق الحريري ليتبين لاحقا بعد أربع سنوات برائتهم من قبل المحكمة الدولية، وكان سجنهم بناء على تلفيقات جهاز فرع المعلومات.

هذا الجهاز يضع كل إمكانياته اليوم تحت إمرة الامير بندر بن سلطان ، لأنه ممول كليا من السعودية وخاضع لها، ويعمل لصالح اجهزة مخابرات دولية عدة، وما تصريحات اللواء أشرف ريفي الاخيرة التي تعبر عن دعمه لزعماء الميليشات المسلحة في طرابلس المدعومة من السعودية الا دليلا أخر على إرتباط هذا الجهاز بالسعودية، وما أشرف ريفي إلا المشرف العام وما زال على هذا الجهاز المليشياوي الطائفي.

فرع المعلومات بات جهازا أمنيا سعوديا بكل ما للكلمة من معنى، وبما أن التعاون الامني السعودي – الاسرائيلي أصبح واضحا للعيان، ولم يعد خافيا على أحد بإعتراف كبار المسؤولين الامنيين الاسرائيلين وعدم نفي المسؤولين السعوديين، عندئذاً يصبح هذا الجهاز ليس سعوديا فقط بل إسرائيليا، وهذا ما يجعل النائب سليمان فرنجية رئيس تيار المردة يقول “فرع المعلومات ميليشيا ولا نثق بها.”

إن الهزيمة الكبرى التي منيت بها السعودية في سوريا سيجعل من فرع المعلومات ميليشيا تشكل خطرا على أمن لبنان وشعبه بدل أن يكون مصدر أمن وإستقرار وحماية للوطن.

ولقد أصبح مطلوبا على الصعيد الشعبي والامني اللبناني حل هذه الميليشيا البندرية السعودية ومحاسبتها على جرائمها المتعددة التي طالت الكثير من الابرياء في لبنان من خلال الاتهامات الملفقة الباطلة، وعلى دعمهم الارهابيين في لبنان الذين إعتدوا على الجيش اللبناني على كافة الاراضي اللبنانية وأزهقوا أرواح الابرياء من خلال السيارات المفخخة التي زرعوها في المناطق المتفرقة من لبنان، وعلى تغطيتهم لأمراء الفتنة والارهاب.

لم يعد مقبولا أن يعمل جهاز أمن في لبنان لصالح دولة ترتبط إرتباطا وثيقا بالعدو الصهيوني، وحان الوقت لرفع الصوت عاليا بوجه هذا الجهاز المشبوه العميل، والعمل على إسقاطه فيما لو إستمر في ممارسة البلطجية والعمالة، رغم إننا لا نظن أن يكون لبنانيا يوما ما.

حسين الديراني – موقع بانوراما الشرق الاوسط

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.