فرع لتنظيم القاعدة في الهند .. إلى اين؟!

shaker-shubair

موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
أعلن الظواهري الأسبوع الماضي إنشاء فرع لتنظيم القاعدة في الهند يتبع للإمارة الإسلامية في أفغانستان، هذا الفرع هو جماعة قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية، “سعياً لرفع علم الجهاد وعودة الحكم الإسلامي وتحكيم شريعته في ربوع شبه القارة الهندية”.
ولقد مر الإعلان مرور الكرام دون أن يلقي له أحد بالاً في الصحافة، مع أنه يعطي مؤشرات للتحرك القادم المحتمل للقوى الإستعمارية. فلا يعرف المرء لماذا تريد القاعدة تطبيق الشريعة الإسلامية في الهند دون مطالبة باكستان بتطبيق الشريعة وهي البلد التي من المفروض أنها تأسست على مبدأ الإسلام! فالباكستان – حتى بنظر أبي الأعلى المودودي – هي بلد مسلمين وليست بلدا إسلاميا! فالسؤال الملح هو: هل أن استهداف الهند يأتي من رب العمل للقاعدة سواء بريطانيا أم أمريكا، أم أنه من زعران الآي إس آي (ISI).

إنشاء دولة الباكستان وفصلها عن الهند هو لعبة إنجليزية مستغلة العواطف الدينية للبسطاء. بريطانيا تعرف أنه ستكون هناك ديمقراطية حقيقية في الهند وهي تتطلع لحرمان المسلمين من التمتع بهذه الديمقراطية خوفا من التأثير عليها بما يتناقض مع المصالح البريطانية، فحاولت جمع مسلمي الهند في كينونة منفصلة عن الهند. كما أن من بقي منهم في شبة القارة الهندية يتولد لدى الهند حساسية منهم، فهم يوالون دولة معادية! وقد أنشأ عداوة متبادلة بين باكستان والهند، وكان من أثرها عزل الإسلام عن الشعوب الهندية من ناحية، والحيلولة دون قيام اتحاد هندي قوي من ناحية أخرى.

وقد قامت بريطانيا بتأسيس الآي إس آي على يد الجنرال البريطاني روبرت كوتهوم
(Robert Cawthome) الذي كان رئيس الأركان في الجيش الباكستاني وأصبح ميجور جنرال للجيش الباكستاني وتولى رئاسة الآي إس آي من تأسيسها عام 1950 إلى عام 1959! وللآن تتحكم الآي إس آي في رقاب الشعب الباكستاني، وهي أنجليزية الولاء! في عام 1947 طلب رئيس وزراء باكستان محمد علي جناح من الجنرال جراسي قائد الجيش الباكستاني إرسال قواته إلى كشمير وذلك عقب دخول القوات الهندية الولاية. اعتذر القائد البريطاني عن إرسال القوات إلى كشمير، فهو لا يتلقى أوامره من رئيس الدولة بل من بريطانيا!

فهل هذا الإعلان هو إيذان ببدء دفع دماء المسلمين لتنفيذ المخططات الاستعمارية في إضعاف الهند أو حتى تفتيتها، لأنهم لا يريدون أن يروا دولا منافسة لهم، كما أن مواقفها مؤيدة لقضايا أمتنا، فموقف الحكومات الهندية المتعاقبة مع القضية الفلسطينية أشرف من مواقف الحكومات الباكستانية التي لم نرها إلا عام 1970 بقيادة الهالك ضياء الحق، لذبح الفدائيين في الأردن؟! نحن نقف مع دولة الهند الشقيقة والشعب الباكستاني الشقيق ضد المؤامرات التي تدبر ضدهما.


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.