فلسطينيون يردُّون الجميل للمقاومين ببناء منازل ذويهم التي دمرّها الاحتلال

 

فلسطين المحتلة ـ العهدفي العاشر من يناير/كانون الثاني الجاري تسللت قوات الاحتلال الإسرائيلية إلى قرية سردا قضاء رام الله – مدعومة بفرق الهندسة التابعة لها – كي تقوم بتفجير منزل الشهيد مهنَّد الحلبي منفذ أول عملية طعن خلال “انتفاضة القدس”، والتي أدت إلى مقتل صهيونيين في مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي .. وبعد أربع وعشرين ساعة فقط أطلق نشطاء فلسطينيون حملة لإعادة بناء المنزل من جديد من خلال حملة تبرعات شعبية.

الحملة التي انطلقت في رام الله جمعت في اليوم الأول ما يزيد على مئة ألف دولار أمريكي ما بين تبرع نقدي ومواد عينية في انعكاس واضح لتضامن الجماهير مع المقاومة وعوائلها المناضلة.

وتعد هذه الحملة الثانية من نوعها حيث شهدت مدينة نابلس في وقت سابق حملة مماثلة لبناء منازل منفذي عملية “ايتمار” الأربعة التي قُتل فيها مستوطن وزوجته قبل  أشهر ، ولاقت إقبالاً كبيراً بين المواطنين وبخاصة التجار وأصحاب رؤوس الأموال.

وتوافد المواطنون على صناديق زجاجية وضعت في أكثر من مكان برام الله، وجامعة بير زيت التي درس فيها مهند ، بالإضافة إلى مدن الضفة الأخرى.

 فلسطينيون يردُّون الجميل للمقاومين ببناء منازل ذويهم التي دمرّها الاحتلال

منازل المقاومين المدمّرة

الناطق باسم “حملة بناء منزل الشهيد مهند الحلبي” عبد الكريم أبو عرقوب قال لمراسل موقع “العهد” الإخباري” إنه وبعد ساعات قليلة من هدم المنزل تداعى المواطنون لتقديم المساعدة لأسرة الشهيد ، وأن الاتفاق جرى على أن تكون الجهود مشتركة لإعادة العائلة لمنزلها كما كانت من قبل قدر المستطاع”.

وأضاف “بو عرقوب” أن “هذه الحملة أُطلق عليها اسم مهند الحلبي لأنها انطلقت من فوق منزله بعد هدمه بوقت قصير، ونأمل أن تتسع الحملة لنتمكن من مساعدة جميع الأسر التي تضررت من سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال بحق أهالي الشهداء”.

ووصف في معرض حديثه استقبال الناس للحملة بالرائع ، مشيراً إلى أنه يعكس مدى انتماء هذا المجتمع وتكاتفه وإحساسه الوطني العالي والإنساني تجاه عوائل المقاومين.

وأردف قائلاً: “ترى الطفل الصغير ، والمرأة العجوز، والشاب كلهم يتبرعون فضلاً عن التجار”.

وأكد أبو عرقوب أن هناك مساندة رسمية فلسطينية للحملة عبّر عنها مسؤولون في الفصائل ، كما جاء موقف نقابة الموظفين في السلطة الفلسطينية متناغماً مع الموقف الشعبي حيث قررت النقابة التبرع بواحد بالمئة من رواتب موظفيها لمرة واحدة لصالح إعمار المنازل المهدمة، والمتضررة حيث تُقدّر قيمة المبلغ المنوي التبرع به بأربعة ملايين دولار.

والدة الشهيد مهند -والتي وقفت شامخة فوق ركام منزلها المدمر- عبرت عن فخرها بالموقف الشعبي المتضامن ، مؤكدة أن هدم المنزل لن يفت في عضد العائلة ،  وأن دماء ابنها أعز بكثير من بعض الحجارة التي دمرتها “إسرائيل”.

وشددت الوالدة الصابرة على أن محاولات كسر معنويات أسر الشهداء ستبوء بالفشل ، وأن الأيام القادمة بالتأكيد ستحمل الخير لهذا الشعب المقاوم.

وهدمت “إسرائيل” عشرة منازل على الأقل لمنفذي العمليات ضد جنودها والمستوطنين منذ بدء الانتفاضة الحالية في مسعى لوقفها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.