في الذكرى العُظمى.. النصر حليفٌ موثوق لروسيا بوتين

yelina-nedogina-russia

موقع إنباء الإخباري ـ
يلينا نيدوغينا*:
احتفالات روسيا وسفاراتها في  العالم، وبضمنها السفارة الروسية في الاردن، بالذكرى السبعين لنصر الشعب السوفييتي المؤزر على محور الفاشية الموسولينية الايطالية والنازية الهتلرية الالمانية والعسكرتاريا اليابانية على الجبهتين السوفييتية الألمانية في أُوروبا، والسوفييتية اليابانية في آسيا، في الحرب العالمية الثانية، دشّنت أنذاك عَصراً جديداً، فتح أمام البشرية روسياً أبواب العالم على مصاريعه، لإحقاق الحق الانساني الضائع، وطمر حروب الطاعون البُني، ومعالجة الآلام والويلات، ووقف هَدر دماء المُتعبين وفقراء ومُستضعَفي جميع القارات على يد أتباع جهنم ورفقاء الشياطين من كل الألوان والأجناس.
الجيش الأحمر السوفييتي المُنتصر، الذي ضم في صفوفه القتالية مُمَثّلي أكثر من أربعمئة قومية وقوم وأمة وشعب سوفييتي، إنتصر على أخطر ما كان يُخطط له اليهودي الصهيوني هتلر “شيكل غروبر”، (“جامع الشيكيلات الألمانية للكنيس”)، وهو استعباد واسترقاق الأَسرى السلافيين السوفييت صِغار السن، الذين كان هتلر وزبانيته يقومون باستخدامهم كفئران تجارب، وحقنهم بالأمراض والتيفوئيد، واستعبادهم، وكانوا يرمون الى ان يَنمو كل واحد منهم في ظل “عبودية المانية هتلرية شيكل غروبيرية”، ولا يَذكر شيئاً غير العبودية والاستعباد والانكشارية للرايخ الثالث وعَسكره. وفي معسكرات الموت الهتلرية، وكان عددها 14 ألفاً، قُتل مليون طفل روسي، من أصل خمسة ملايين طفل، تم استقدامهم من روسيا “كغنائم” للعمل في المصانع والمزارع والمؤسسات الانتاجية والعسكرية الالمانية، وكقطع غيار للمواطنين والعسكر الألمان، وسُحبت الدماء من أجسادهم الغضّة لصالح الجرحى الالمان، وتم إجبارهم على تمشيط حقول الألغام، وبهم شن الهتلريون حرباً جرثومية على الجيش الاحمر، بدفعهم نحوه فعرقلة تقدمه لتحرير شرقي اوروبا والمانيا من نير الهتلرية، بهدف نشر الامراض الوبائية بين الجنود السوفييت وقتلهم بطريقة شيطانية يُحسد عليها الشيطان نفسه. أما أُمهاتهم، فقد أُجبرن على الترفيه الجنسي عن المحاربين الألمان، والتخلّص من جثث كل اولئك “كمواد مستهلكة”، بقذفهم الى خنادق أرضية أجبر الاسرى الروس والسوفييت على حَفرها.. فما أشبه اليوم الصهيوني في فلسطين الجريحة، بالبارحة النازية في اوروبا.
السفير الروسي لدى الاردن، بوريس بالوتين، استرسل في كلمة احتفالية مُعبّرة، في حفل على مدرّج كلية تراسانطة العتيقة، أقامته السفارة الروسية بعمّان، وحضره ألوف المُحتفين والمحتفلين ومُمَثِّلي الشعب الاردني والجالية الروسية والناطقين بالروسية، بالحديث عن الحرب التي فقدَ فيها السوفييت، وبضمنهم الروس، أكثر من 27 مليون مواطن قتيل، لكن  الجيش الالماني تكبّد على تلك الجبهة ما يزيد على 80 بالمئة من خسائره خلال أربع سنوات، مما يؤكد الدور الأساس لموسكو في صناعة النصر ودحر الطاعون الفاشي وحرق جحره. وفي تعداده المآسي التي إقترفها العسكر الألمان بحق شعوب الاتحاد السوفييتي والشعب الروسي، نوّه بالوتين الى أن المعتدين دمّروا أكثر من (1700) مدينة، و(70) ألف قرية سوفييتية، وألحقوا خسائر اخرى كثيرة بالسوفييت، ناهيك عن تدمير بلد بأكمله، والإعتداء على هِبة الحياة المقدّسة، لكن الاحتلال النازي وأشياعه فشلوا فشلاً ذريعاً بمشاريعهم، لأن كل منهم لم يرَ أبعد من أرنبة أنفه.
وبعد سبعين سنة كاملات من النصر العظيم في الحرب الوطنية العظمى للشعب السوفييتي، أُقيم حفل كبير التمثيل وعميق المعاني في العاصمة الاردنية، شهد على رؤوس الاشهاد، على بُعد روسي كبير وعميق في الاوساط الاردنية وطبقات المجتمع المحلي، وعلى الدور الهام الذي يَلعبه الناطقون بالروسية في الاردن في أعمالهم وأنشطتهم التي هي في الواقع اللغة الثانية المحكية يومياً بالاردن بعد الانجليزية.
كان الاحتفال بالاردن، ولم يَكن ليَكن انعقاده في الاردن لولا إحراز النصر العظيم، شهادة أخرى ناصعة على ان الغلبة كانت لموسكو قبل سبعين سنة، وأنتجت إحتفائية جماهيريةً في قلب عمّان، وكانت سبباً رئيسيا ً لنجاحها. وفي الاحتفائية لمس الحضور كم كانت مأثرة الاتحاد السوفييتي كبيرة وكونية شاملة، وكيف أنها مارست تأثيراً واسعاً على الاستقلالية العربية، إذ أن الشعوب العربية كانت بدأت بتعزيز مطالبها الاستقلالية والسيادية بعد دخول الجيش الاحمر الى الرايخستاغ ببرلين المحرَّرَة، ورفع العَلم السوفييتي عليه، وصارت واحدة بعد أخرى ومنها الاردن، تشكّل دولاً مستقلة وسيّدة، نفضت غبار الاستعمار المباشر والإحلالي والاستيطاني الغرب الاوروبي عن كواهلها المُتعبة.
النصر العظيم كان حليفاً لروسيا طوال تاريخها، وها هو يؤكد هذه الصفة التحالفية مع موسكو في ساحات الوغى العالمية في الحرب العالمية الثالثة التي تخوضها روسيا وأنصارها حالياً على الارهاب الدولي المتسربل بكل الألوان، رافضة تدخلات الغرب والعقوبات الامريكية التي أعادت روسيا الى روسيتها، وبعثت فيها من جديد قسماتها السلافية، وروّست  حقولها وغاباتها ومصانعها ومدارسها وجامعاتها ولغتها أيضاً، بل وشعبها المتّحد والمتعدّد القوميات والأديان والنِحل أيضاً، وعلى رأسه الرئيس المُنتصر والصلد فلاديمير بوتين.
*كاتبة روسية اردنية ورئيسة تحرير الملحق الروسي سابقاً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.