في الذكرى الـ74 للقائد كيم جونغ إيل: “إرث كيم جونغ ايل”

marwan-sodah-korea

موقع إنباء الإخباري ـ
الأكاديمي مروان سوداح*:
تعرف البشرية الوطنية والديمقراطية والتقدمية أن القائد الكوري كيم جونغ إيل إجترح مآثر عظيمة في حياته النضالية، ووضع الأُسـس الخالدة لكوريا الاشتراكي، وضمن آفاقها المشرقة كإرث وسبيل أبدي لا بديل عنه.
عمل القائد على تمكين وتأصيل فكرة زوتشيه وفكرة سونكون )وتعني إعطاء الاولوية للشؤون العسكرية) كفكرهادٍ وأبدي لكوريا الدولة والشعب، ومكّنها كفكر قيادي وعظيم لعصر الاستقلالية والسيادة.
كان القائد كيم جونغ إيل يتحلى بالفطنة الفكرية والنظرية الخارقة كموهبة فطرية رافقته في كل مراحل حياته النضالية، ففي سياق قيامه بالنشاطات الفكرية والنظرية الدؤوبة منذ سنوات حياته المبكرة، وضع الافكار الثورية للرئيس كيم إيل سونغ (مُحرر ومؤسس كوريا الاشتراكية) في منهجية متكاملة وعامة لفكرة زوتشيه ونظرياتها وطٌرقها.

كما شرع القائد بتطوير وإغناء فكرة الرئيس المُحرّر والمؤسس كيم إيل سونغ الخاصة بإعطاء الأهمية للسلاح والشؤون العسكرية، بما يتفق مع متطلبات العصر الجديد، بحيث رسّخ نهجها كفكرة سونكون، وجعلها سلاحاً ماضياً ودائم الظفرلإنجاز قضية الاستقلالية.

وبفضل نباهته، أصبحت فكرة زوتشيه وفكرة سونكون تشعّان بنورهما كفكرتين هاديتين لعصر الاستقلالية، وباعتبارهما الكيمئيلسونغية – الكيمجونغئيلية الخالدة.
هذه الكنوز الفكرية والنظرية التي أوجدها القائد، تعد أثمن إرث خلّفه القائد من أجل الشعب الكوري والبشرية الوطنية والديمقراطية والتقدمية، ولإضاءة طريقه نحو الظفر بمجتمع العدالة والمساواة.

وطّد القائد كيم جونغ إيل حزب العمل الكوري كقوة هادية ودائمة الظفر، وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كدولة اشتراكية لا تقهر، والجيش الشعبي الكوري كقوات نظامية مظفرة وقوية ولا ند لها في عالم اليوم.
كان القائد الخالد وعلى مدار خمسين عاماً من قيادته الفكرية والعملياتية اليومية لحزب العمل الكوري والدولة الكورية، خلاّقاً للافكار والنماذج الغير المَسبوقة لبناء الحزب الاشتراكي الباني .
وتحت قيادته المُجرّبة، استطاع حزب العمل الكوري ان يُظهر وعلى نحو حاسم قياديته كحزب كفاحي تحققت في بوتقته المتفردة وحدانية الفكر والقيادة على نحو كامل، وتميّزه بصلابة الروح التنظيمية وفولاذية الانضباطية بما لا يُقارن، وبرع الحزب كذلك كحزب أُم يعتني بمصير جماهير الشعب ويحْملها بمسؤولية وحنان على منكبيه، وكحزب مُجرّب ومحنّك، وكحزب يضمن تواصلية القيادة على نحو كامل ومُنسجم.
وحين أَوقعت الامبريالية وقوى الرجعية الدولية بزعامة الولايات المتحدة الامريكية كوريا في وضع سيئ في أواخر القرن الماضي، جرّاء انهيار النظام الاشتراكي العالمي والهجمات المتطرفة المتلاحقة التي استهدفت خنق الشعب الكوري ودولته، وحين أصابت كوريا كوارث طبيعية متلاحقة، طبّق القائد كيم جونغ إيل سياسة سونكون في كل مناحي شؤون الدولة، فأظهرت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية قدراتها العظيمة بصورة لا مثيل لها، وكحصن مَنيع للاشتراكية العلمية، فتعزّز دور ومكانة الجيش الشعبي الكوري كقوات قوية لا مثيل لها ولا ند ولا قاهر لها .

بذل القائد كيم جونغ إيل جهوداً ضخمة لتعزيز قدرات الدفاع الوطني، وواصل توجيهاته الميدانية لوحدات الجيش، حتى تم تعزيز قدرات الجيش بكل الوسائل من جهة، وعمل على تسليح الشعب بأسره وتحصين البلاد كلها على أعلى مستوى وأجد وبغية تحويل كل البلاد الكورية برمتها الى قلعة منيعة من جهة اخرى.

وتحت رعايته تحولت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الى دولة مقتدرة ومالكة للسلاح النووي بمواجهة التهديد النووي للامبرياليين ، حيث تم بفضل بُعد بصيرته الدفاعية، إبطال مفاعيل تهديداتهم، وأظهر الجيش الشعبي جبروته كجيش متحدٍ وجبّار والأقوى في الفكر والإيمان بعدالة قضيته والنصر، وكجيش مقتدر يُعادل كل فرد من أفراده مئة من عسكريي الأعداء، وكجيش مستعد ليل نهار للدفاع والهجوم بقدرات وطنية نافذة.

وحوّل القائد كيم جونغ إيل المجتمع الكوري كله الى عائلة واحدة كبيرة، والبلاد كلها الى دولة سياسية وفكرية قوية، إتّحد فيها جميع أبناء الشعب بقلب واحد بسياسته المُعلية للمحبة والثقة بالوطن والقائد. لذا، تم إرساء ركائز خالدة في كوريا كفيلة بتحقيق قضية الاشتراكية وانتصارها، دون وجلٍ ولا خشيةٍ في مواجهة العواصف العدوانية الحربية منها، والسياسية العاتية أيضاً.

لذلك، ليس من باب الصُدف ان يرفع الشعب الكوري كيم جونغ إيل قائداً وأميناً عاماً ورئيساً له الى مراتب المجد الأبدي، ورمزاً خالداً للجنة الدفاع الوطني لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والاشتراكية الكورية الزوتشيه. فقد هيأ القائد كيم جونغ إيل الأُسس الخالدة والأصلب للدولة الاشتراكية القوية والمزدهرة والضامنة لكل مواطن حقوقه كافة في كل مجالات الحياة اليومية.
وبعد ان وضع القائد الخالد تصاميم باهرة لبناء الدولة الاشتراكية القوية والمزدهرة، وفّر كل الظروف لتفعيلها بتوجيهاته الميدانية المُتفانية، ومنها على سبيل المِثال لا الحصر، تدشين عصر صناعات المعرفة، بدءاً من إدخال التشغيل الرقمي بالحاسوب في صناعة الآلات، وتأجيج لهيب الثورة الصناعية في القرن الجديد، الحادي والعشرين، في كل أنحاء البلاد، شمالاً وجنوباً، وتوجيه اقتصاد الدولة بمجمله نحو تأكيد التحديث وإرساء القاعدة المعرفية .
وبقيادته شَهِد العالم في كوريا واقع هو الأكثر إدهاشاً جٌلّه الانتقال الى عصر اقتصاد المعرفة .فتم انتاج أعداد كبيرة من الآلات الصانعة الرائدة والمُشغّلة رقمياً بالكمبيوتر، وأُقيم نظام انتاج حديد زوتشيه دون استخدام فحم الكوك ونفايات الحديد، باعتباره ثورة في مجال صناعة التعدين في العالم، وتحقيق تحديث إنتاج البينالون، ووضع نظام الحواسيب الرقمية لإنتاج الأسمدة بتغويز الفحم (وهو عملية كيميائية الهدف منها تحويل الكربون (C) في الفحم إلى مركبات غازية قابلة للاشتعال).
كما تحوّل مَجمع هويتشون لآلات ريونها، ومَجمع دايدونغكانغ لتحويل الفواكه، وغيرهما من المصانع والمؤسسات العديدة، الى مصانع عالمية رائدة وذات انتاجية كبيرة.
وفي عصر القائد كيم جونغ إيل، صَعدت كوريا الى مكانة الدول الصانعة للأقمار الصناعية وإطلاقها وتثبيتها في مَدارات حول الارض، علماً بأن الدول المُصنّعة والمُطلقة للأقمار الصناعية قليلة للغاية على صعيد العالم.
وبنتيجة عمليات تجديد كل أصقاع البلاد الكورية، بما فيها العاصمة الجميلة بيونغ يانغ، بملامح حديثة، إنفتحت أمام الشعب الكوري آفاق إضافية ليتمتع بنعيم وترف الاشتراكية، كما يحلو له.
إن المآثر الخالدات التي حقّقها القائد كيم جونغ إيل خلال حياته الفاعلة، تتألق كأثمن إرث ضامن لإنتصار قضية الاشتراكية في كوريا وتحقيق قضية الاستقلالية وإنجاز السيادة للشعب الكوري والبشرية جمعاء.

*الكاتب يَحمل أوسمة رئاسية كورية ولقب الصحفي الفخري لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وعضوية اللجنة المركزية لاتحاد الصحفيين الكوريين، وهو رئيس مجلس التضامن الاردني والعربي مع الشعب الكوري ومُناصرة توحيد شطري كوريا، ورئيس مركز الزوتشية والاستقلالية ورئيس منتدى جونغ وون / كيم جونغ إيل لمُستمعي ومناصري الاذاعة الكورية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.