في الصحف: التشكيل الحكومي في المرحلة الأخيرة .. والولادة قريبة

 

سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على الأجواء الإيجابية التي تسود مسار التأليف الحكومي، موضحة أن التأليف دخل مرحلته الأخيرة في توزيع الحقائب وإسقاط الأسماء عليها، ونقلت الصحف تلك الأجواء التي تسود البلاد وذلك بعد اللقاءات الحوارية يوم أمس بين رئيس الجمهورية ميشال عون وجنبلاط من جهة، وبين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وباسيل من جهة أخرى. كما جاء في الصحف أن الأوساط تنتظر عودة الرئيس بري من جنيف لوضع اللمسات الأخيرة وإعلان تشكيل الحكومة.

تأليف الحكومة: جعجع بلا حلفاء

ركزت الأخبار على أنه لم يعد لسمير جعجع من يسانده في مفاوضات تأليف الحكومة، موضحة أن هذه هي النتيجة السياسية الرئيسية لعجلة التأليف التي انطلقت بجدية، فوليد جنبلاط حل «العقدة الدرزية» في بعبدا، وسعد الحريري تخلى عن شروط معراب لصالح فرض تشكيلة حكومية ليس فيها ثوابت جعجع، لا بعدد المقاعد الوزارية، ولا بـ«وزن» الحقائب.

وتابعت أنه بعد النقاش الذي طال حتى ساعات متأخرة من ليل أمس بين وزير الخارجية جبران باسيل ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعد سلسلة لقاءات أجراها الأخير نهاراً، عُلم أن الحريري أبلغ زواره أنه مصمّم على التأليف سريعاً. وبالتوازي استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب السابق وليد جنبلاط في ما بدا حلحلة للعقدة الدرزية بعد التجاوب الذي أبداه جنبلاط مع كلام عون بضرورة الوقوف عند خاطر النائب طلال أرسلان، مشيرة إلى أن “ما تسرّب عن ايجابية اللقاء بين عون وجنبلاط، معطوفاً على تصميم الحريري على التأليف، يعني أن هامش المناورة ضاق أمام رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي بات امام القبول بما رفضه طوال الأشهر الماضية: لا حقيبة سيادية ولا حقيبتان أساسيتان، ولا خمسة وزراء”.

وبالعودة إلى العقدة الدرزية، أشارت الأخبار إلى أن المعلومات تفيد أن جنبلاط وضع في تصرّف رئيس الجمهورية خمسة أسماء من عائلات درزية بارزة كمخرج لعدم احتكار تسمية الوزراء الدروز الثلاثة، كما فعل أرسلان الأمر نفسه مسميّاً خمسة من المحسوبين عليه. وبحسب معلومات “الأخبار”، فإن جنبلاط يرغب في مراعاة أرسلان، لكنه يصرّ على حلّ أزمة الشويفات وتسليم أمين السوقي الذي يتهمه الاشتراكي بقتل أحد أبناء البلدة بإطلاق نار قبل أشهر.

وأضافت أن أزمة جنبلاط مع الحريري تبدو أكبر من أزمته مع عون، إذ أن رئيس الحكومة لم يبدِ دعمه لمطالب جنبلاط بالحصول على وزارتي التربية والزراعة. وفي حين تبدو التربية من حصة الاشتراكي، لا يزال الصراع يدور على الزراعة، التي تطالب بها القوات أيضاً، في حين تقول مصادر أخرى إن الحريري يرغب في منحها للنائب ميشال معوض. ولم تنجح زيارة النائب وائل أبو فاعور مساء أمس إلى الحريري، في انتزاع موقف ثابت من الرئيس المكلّف بحسم مسألة الزراعة لصالح الاشتراكي.

منسوب التفاؤل يرتفع من جديد

من جهة ثانية، أظهرت صحيفة البناء الأجواء الإجابية في ملف التشكيل الحكومي، وقالت أنه وسط الكلام المتناغم من جميع الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة عن حركة نشطة، وفي الحركة بركة، دون تسجيل إنجاز بائن في أي من الملفات التي تشكل عقد تأليف الحكومة، سواء لجهة تمثيل الأطراف والمكوّنات السياسية، أو لجهة توزيع الحقائب بينها، ارتفع منسوب التفاؤل مع تكرار الاجتماعات التي يشهدها كل من قصر بعبدا وبيت الوسط، والتي كان أبرزها استقبال رئيس الجمهورية ميشال عون للنائب السابق وليد جنبلاط والنائب طلال أرسلان، من جهة، واللقاء لمرتين متتاليتين بين الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري مع رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، بعدما استقبل الحريري الوزراء علي حسن خليل ووائل أبو فاعور وملحم رياشي في جولة مشاورات متابعة للشأن الحكومي.

كما أشارت إلى أن مصادر على صلة بالمساعي الخاصة بالشأن الحكومي قالت إن الاستراتيجية التي يعمل كل من الرئيسين عون والحريري تقوم على تضييق الخلافات والمسافات وصولاً لطلب بدائل وخيارات إضافية من الأطراف، مرفقة بطلب الحصول على تفويض الرئيسين بالوصول لأي تفاهم بصددها يفضل أن يكون من ضمن لائحة الخيارات التي تقترحها الأطراف المعنية، فإذا نجح المسعى بالتشاور بين الرئيسين بإيجاد حل وفقاً للوائح الخيارات في الملفات المختلفة والمقترحة من الأطراف، صعد الدخان الأبيض، وإذا تعذّر ذلك ستكون جولة ثانية، أو ربما جولة اتصالات سريعة أثناء اجتماع الرئيسين تطلب توسيع التفويض لمخارج من خارج لوائح البدائل التي قدّمتها الأطراف، خصوصاً أن الزمن ضاغط، وأن أحداً لم يعد قادراً على تحمّله أمام الرأي العام مسؤولية تعطيل ولادة الحكومة، ما يعني وفقاً للمصادر ولادة الحكومة في نهاية شهر الحمل الخامس، الذي بقي منه أسبوع واحد، فتكون حكومة نعجة أو عنزة وفقاً لمدة الحمل، بعدما فوّتت قبل شهر ونصف فرصة الولادة بمدة حمل اللبوة ليكون المولود حكومة أسد.

وفي سياق متصل، ربطت “البناء” بين قضية خاشقجي والتأليف، وأوضحت أن لبنان بدا وكأنه يقتنص فرصة الانشغال السعودي عن ملفات المنطقة لإيجاد ممر آمن لإخراج الحكومة المحاصرة من مربع الاشتباك الإقليمي، مشيرة إلى أن هذا التطور واكبته جملة من المتغيرات الخارجية فرضت نفسها على الساحة المحلية التي كانت تنتظر إشارات خارجية منذ التكليف، وأهم هذه الإشارات الضوء الأخضر الفرنسي المشجع لتأليف الحكومة عبر عنه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال لقائه الرئيس ميشال عون في العاصمة الأرمينية، وقد كان وقع الأحداث الإقليمية المحيطة بلبنان لا سيما في سورية كبيراً جداً على الداخل وعلى واقع التأليف الحكومي، إذ إن أكثر من مصدر سياسي أكد لـ «البناء» «أننا دخلنا في المرحلة الأخيرة من المفاوضات التي تتمحور حالياً حول حسم التوزيع النهائي للحقائب تمهيداً للمرحة التفصيلية وهي إسقاط الأسماء على الحقائب وبالتالي ولادة في وقت قريب». وقد لاحت المؤشرات الإيجابية من المقار الرسمية كافة، حيث أكد الرئيس المكلف سعد الحريري خلال رعايته مؤتمر صيف الابتكار، في بيت الوسط «اننا اقتربنا جداً من تشكيل الحكومة»، وقال «أتمنى الا تطرحوا اسئلة متعلّقة بالحكومة اذ لن أجيب الآن عليها». وتكثفت المشاورات في بعبدا وبيت الوسط، فاستقبل الرئيس المكلف سعد الحريري وزير الخارجية جبران باسيل مساء أمس، لأكثر من ساعتين، مستكملاً الحريري وباسيل البحث في الملف الحكومي وآخر التطورات المتعلقة بتوزيع الحقائب والحصص، ومن ثم التقى الوزير علي حسن خليل، وموفد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وائل أبو فاعور.

وعن الأجواء في بعبدا، نقلت “البناء” موجة الإيجابيات التي واكبت رئيس الجمهورية بجهوده لتذليل العقدة الدرزية، حيث تكفل بتظهير المخرج الذي يحفظ ماء وجه كل من رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال ارسلان على قاعدة «لا يموت الذيب ولا يفنى الغنم»، وتكللت جهود عون بزيارة قام بها جنبلاط بدعوة من رئيس الجمهورية الى بعبدا وعقد لقاء بينهما هو الأول بعد قطيعة وتوتر في العلاقة بين المختارة والعهد استمرّت طيلة فترة التأليف، بينما أعلن الرئيس نبيه بري من جنيف وللمرة الأولى تفاؤله، حيث قال إن «الأمور بشأن الحكومة تتقدم».

المساعي الداخلية تسرع عجلة التأليف

بدورها رأت “النهار” أنه في وقت يظن مستعجلي ولادة الحكومة الجديدة ان تصاعد الطلائع الأولى للانفراج من “بيت الوسط” سيستتبع إنجازاً سريعاً لتذليل العقبات القليلة المتصلة بالتوافق على توزيع بضع حقائب وزارية لا تزيد عن الأربع، فإن الساعات الأخيرة أبرزت دقة الحسابات المتصلة بالحفاظ على توازنات الحكومة العتيدة بدليل الاخراج الذي اعتمد أمس لحل ما سمي العقدة الدرزية والذي يفترض ان يفضي الى انهاء هذه العقبة ومن ثم الحاقها بحل “العقدة المسيحية” ايذاناً باعلان انجاز الحل. واذ تترقب الأوساط السياسية الساعات المقبلة التي يفترض ان يستكمل خلالها الرئيس المكلف سعد الحريري حركته الاستثنائية الجارية تصاعدياً منذ ثلاثة أيام انجاز توزيع الحقائب تمهيداً لاسقاط أسماء الوزراء الجدد والقدامى عليها، فإن الإشارة الحاسمة لانجاز مهمته ستكون في طلبه لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الساعات المقبلة أو أبعد أي يوم غد الخميس، ما لم تكن الاتصالات استكملت التوزيعة الحكومية في نسختها النهائية.

وأضافت أنه بينما تنتظر الأوساط ألا يتجاوز موعد الولادة الحكومية نهاية الأسبوع الجاري بحيث يكون رئيس مجلس النواب نبيه بري قد عاد من جنيف ليكون جاهزاً لحظة تلقيه دعوة رئيس الجمهورية الى القصر الجمهوري تمهيداً لإصدار مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة، قالت مصادر وزارية بارزة في حكومة تصريف الأعمال لـ”النهار” ان ثمة مغالاة غير واقعية في الكلام عن بعض الاعتبارات الخارجية التي أملت توقيت استعجال دفع الجهود لتأليف الحكومة، في حين أن المصادر “ثمة من دق الجرس داخلياً قبل أيام لمن يجب ان يسمعوا” طالباً تسهيل تأليف الحكومة وهذا ما حصل. أما التطور البارز الذي حصل أمس، فتمثل في ملاقاة رئيس الجمهورية مساعي الرئيس المكلف باجتماعين خصصهما لحل ما عرف بعقدة الدرزي الثالث، فتسلم صباحاً من النائب طلال ارسلان على رأس وفد “كتلة ضمانة الجبل” لائحة بأسماء درزية غير حزبية، كما تسلم بعد الظهر لائحة أخرى من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، على ان يتم اختيار اسم ممن تتقاطع حولهم اللائحتان بالتفاهم بين الرئيس عون والرئيس المكلف بتفويض من الطرفين.

إنتعاش التأليف يُنعِش الأسواق والأسهم

ومن جهتها رحبت “اللواء” بأجواء التفاؤل التي تعصف البلاد، ولفتت أن حركة مشاورات الرئيس المكلف سعد الحريري تكاد توصل الليل بالنهار لترسو المعالجة عند حقيبتين ما تزالا موضع أخذ ورد هما: وزارة التربية التي تطالب بها «القوات اللبنانية»، حيث يحرص اللقاء الديمقراطي على المطالبة للاحتفاظ بها، فضلاً عن حقيبة العدلية التي تطالب بها «القوات» أيضاً، ويرغب التيار الوطني الحر الاحتفاظ بها..
وكشف مصدر واسع الاطلاع ان الهيكلية التوزيعية انتهت، وان ما يجري هو إسقاط الأسماء على الحقائب.

وتحدث مصدر نيابي لـ”اللواء” عن اتجاه قوي لدى الرئيس المكلف لاجراء مصالحة في بيت الوسط بين القطبين الدرزيين النائب السابق وليد جنبلاط والنائب طلال أرسلان. لكن المصدر استدرك قائلاً ان المحاولة ما تزال قيد السعي، مشيراً إلى ان ما أعلنه جنبلاط بعد ان سلّم الرئيس ميشال عون لائحة بخمسة أسماء ليختار واحداً منهم، تردّد انه نبيل أبو ضرغم، وهو القاسم المشترك مع النائب أرسلان، من بعبدا لجهة تسليم أمين السوقي المتهم بقضية الشهيد أبو فرج (بتعبير جنبلاط نفسه)، أولاً.

وبحسب الصحيفة فقد شهدت الأسواق المالية اللبنانية يوم أمس عودةً للطلب في سوق سندات اليوروبوندز الذي انعكس تحسناً في الأسعار وتقلصاً في الهوامش، كما اتجهت الأسعار في سوق الأسهم الى الإرتفاع رغم استمرار الإنخفاض في أحجام التداول، أما سوق القطع فسجلت استقراراً في سعر تداول الدولار في وقت حافظت فيه الموجودات الخارجية لدى مصرف لبنان على مستوى مرتفع.

وختمت بالإرتفاع الذي شهدته سوق سندات اليوروبوندز لينهي سلسلة الانخفاضات الحادة في الأسعار التي سجلتها أدوات الدين اللبنانية في الأسابيع القليلة الماضية وسط استمرار عقدة التشكيل الحكومي وضعف الأسواق الناشئة عموماً.
أما حركة التداول على ​بورصة بيروت فقد سجَّلت تحسُّناً للأسبوع الثاني على التوالي مع تسجيل تداول شريحة كبيرة من أسهم سوليدير «ب» الذي ارتفع سعره من 6.12 دولارات (سعر الإقفال يوم أمس الأول الإثنين) الى 7.01 دولارات (سعر الإقفال الأخير يوم أمس الثلاثاء) وبلغت نسبة الإرتفاع 14.54 في المئة، فيما بلغ حجم التداول 6.566 سهماً”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.