قاسم هاشم لـ”الأنباء”: زيارة وفد من 8 آذار للأسد للتأكيد على تمسك غالبية الشرائح اللبنانية بدعم سوريا العروبة

 

لم تنه الحرب السورية مشهد تعبيد اللبنانيين لطريق الشام باتجاه سورية، ولم تشكل عائقا امام زياراتهم لقيادات النظام السوري وفي طليعتهم الرئيس بشار الاسد، كما ان الانقسامات العمودية والحادة بين 8 و14 آذار حول مستقبل سورية لم تعط الرئيس ميشال سليمان حتى الساعة امكانية تحييد لبنان وتجنيبه تداعيات الأزمة السورية وانعكاسها دمويا على خطوط التماس بين جبل محسن وباب التبانة في طرابلس وبين طريق الجديدة والضاحية في بيروت وبين عرسال ومحيطها، واذا كانت المواقف الاخيرة للنائب محمد رعد قد اتت في سياق الرد السريع على تمسك سليمان باعلان بعبدا ورفضه عبور السلاح المقاوم للحدود اللبنانية، فهل يمكن القول ان زيارة وفد من قوى 8 آذار للرئيس الأسد يوم الاثنين الماضي اتت ايضا في سياق الرد على زيارة سليمان للسعودية والكويت، ام انها للقوطبة على الخطاب الرئاسي الذي سيلقيه الرئيس سليمان عشية ذكرى الاستقلال والمتوقع ان يكون نسخة منقحة من خطابه في عيد الجيش؟

وعليه رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب البعثي قاسم هاشم، ان ما تشهده سورية من زيارات منظمة ومبرمجة من قبل هيئات وفعاليات سياسية واجتماعية واقتصادية في لبنان تندرج في سياق التواصل الطبيعي والدائم مع القيادات السورية، الا ان لقاء وفد من قوى 8 آذار ممثلا بشخصيات سياسية وروحية يوم الاثنين الماضي مع الرئيس السوري بشار الاسد، كان له بعد اخر ومختلف، بحيث أتى للتأكيد على تمسك غالبية الشرائح اللبنانية بدعم سورية العروبة في مواجهتها للمؤامرة العربية والغربية عليها، معتبرا بالتالي انه سواء حمل الوفد رسالة من السيد حسن نصر الله للرئيس الاسد او لم يحمل، فان اللقاء بحد ذاته حمل العديد من الرسائل واهمها انصهار قوى 8 آذار في خيار ونهج المقاومة والممانعة الممتد من طهران مروراً ببغداد ودمشق وصولاً الى بيروت.

وردا على سؤال اكد هاشم ان توقيت لقاء وفد من قوى 8 آذار مع الرئيس الاسد، لا شأن له لا من قريب ولا من بعيد بالرد على مواقف الرئيس سليمان وزياراته لدول الخليج، وهو ابعد ما يكون عن استفزاز اي كان على الساحة السياسية اللبناني، مستدركا بالقول ان الكلام عن حياد لبنان او تحييده عن الصراعات القائمة اتى في غير مكانه وزمانه الطبيعيين، وذلك لاعتباره ان انغماس اللبنانيين كل اللبنانيين بالازمة السورية وانقسامهم بين مشروعين متناقضين، اصبح مكشوفاً وعلنيا، وما عاد باستطاعة اي من فريقي 8 و14 آذار التنكر له او التنصل منه، خصوصا ان شراكة قوى 14 آذار مع المنظمات والعصابات المسلحة في سورية، تعدت تقديم الدعم بالمال ضد مشاركة حزب الله في القتال الى جانب الجيش العربي السوري.

وفي سياق متصل، لفت هاشم الى ان اعلان بعبدا ليس جزءا من المقدسات بل هو مجرد تفاهم حول مبادئ عامة قابلة للتعديل لكنها حتما غير قابلة لالزام اللبنانيين بها، اذ ان هناك مبادئ دستورية اساسية ملزمة للجميع، ما يعني ان طرح اعلان بعبدا وتسويقه هنا وهناك هو لزوم ما لا يلزم، مستدركا بالقول ان الكلام عن ادخال اعلان بعبدا في مقدمة الدستور بحاجة الى عقد جديد بين اللبنانيين وهو ما سيفتح الباب واسعا امام سلة كاملة من التعديلات الدستورية، وهو ما لا قدرة للبنانيين على انجازه في ظل الظروف الراهنة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.