قصة صمود تاريخي ونصر عظيم

 

 

موقع إنباء الإخباري ـ
بهاء مانع شياع
*

قُبيل حلول العيد الوطني لتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، يتحقق الكثير من الانجازات واتلانتصارات الكورية على صعيدين داخلي وخارجي.

ففي الذكرى السبعين لتأسيس الدولة الكورية الديمقراطية والشعبية والكيمئيلسونغية، يتصلب دفاعها عن أرضها ومنجزاتها في وجه العدوان الامبريالي الدولي، ويتأكد للعالم مرة تلو المرة أن كوريا سونكون منيعة وبعيدة البصيرة بقائدها المحترم الاخ والرفيق كيم جونغ وون.

لمن لا يعرف، تقع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في شبه الجزيرة الكورية، في أقصى شرق آسيا، وقد عانت من الاحتلالين الياباني والامريكي عشرات السنين، لكن شعبها الكوري الصبور لم يستكين، ولم تنكسر شوكته، بل قويت وتصلّبت في سوح النضال المتواصل لكنس العدو من أرضه المقدسة.

فبعد حصول كوريا على استقلالها بقواها الذاتية وبقيادة الرئيس المُحرّر كيم إيل سونغ، وبتعاون وثيق ما بينها وبين الجيش الأحمر السوفييتي والقوات الصينية الماوية، انتصرت الإرادة الكورية في شمال الوطن في سوح حرب صُنّفت دوليةً وعالميةً، وبقي الجنوب مُحتلاً بقوات أمريكية غازية استعملت أبشع الاسلحة في قتال الكوريين، في محاولة لمحوهم جسدياً من على وجه الارض!

كان الشعب الكوري وما زال بشقيه يطالب بالوحدة الوطنية الكبرى، ويرفض الاحتلال الأمريكي، وضم الجنوب الكوري بالقوة لقواعده وبساطير جنده، وبعد أن قمعت القوات الأمريكية بالنار والحديد انتفاضة اكتوبر عام 1948، انتقلت هذه القوات البغيضة للهجوم ضد كوريا الديمقراطية،  فنشبت الحرب الكورية منذ عام 1950 وانتهت عام 1953، فتقسمت شبه الجزيرة الكورية إلى كوريتين شعبية ديمقراطية اشتراكية زوتشيه في شمال شبه الجزيرة والى وسطها، وكورية جنوبية مستقلة إسماً وتابعة لأمريكا فعلاً وواقعاً .

واصل زعماء كوريا الديمقراطية كيم إيل سونغ و كيم جونغ إيل عملهم النضالي المتفاني لبناء الدولة الاشتراكية وفي السعي إلى توحيد الكوريتين وجمع الشمل الكوري بقيادتهم الشخصية كعائلة نضالية وبحزب العمل الكوري والشعب الكوري ودعم الأصدقاء والحُلفاء، للجم التخرصات الأمريكية والغربية والصهيونية والاسرائيلية ضد كوريا.

وبفضل دعم الشعب الكوري الديمقراطي لقادته في حزب العمل نجحت كوريا الديمقراطية في بناء قوة اقتصادية وعسكرية بدعم من الأصدقاء الصينيين والحزب الشيوعي الصيني كما فعل ذلك سابقا الاتحاد السوفييتي وكذلك روسيا بوتين حالياً، حيث كانوا ومازالوا نِعم الداعم والمساند لتطلعات وآمال كوريا الديمقراطية وشعبها .

وبعد تسنّمه مقاليد السلطة، تواصلت نقلات التحوّل الكبرى في الصمود وصنع الانتصارات المتتالية بقيادة الزعيم الحكيم المحترم والشاب والمثابر كيم جونغ وون، الذي واصل النهج والكفاح والبناء والسعي إلى كوريا ديمقراطية جبارة تواصل الوقوف بقوة أمام العنجهية الامبريالية الأمريكية وحلفائها، حيث تنامت القوة العسكرية الكورية إلى جانب القوة الاقتصادية والبناء العمراني الداخلي وأسس النجاح الكبير في كافة الأصعدة، بالرغم من زيادة العداء الخارجي والتهديد باستخدام القوة المفرطة وإقامة التحالفات العسكرية والقواعد على مقربة كبيرة من الارض الكورية، واجراء أمريكا مناوراتها وتدريباتها العسكرية مع كوريا الجنوبية، ونصبها للعديد من منظومات الصواريخ العدائية على مثال منظومة “ثاد”، في محاولة منها لزعزعة أمن كوريا الديمقراطية وتهديدها، لكن شجاعة الزعيم كيم جونغ وون المحترم ودعم حزب العمل والشعب الكوري الديمقراطي حالت دون نجاح خطط الأعداء وعززت الصمود الاسطوري، ونالت خطط العدو الفشل الذريع، برغم أن الامبريالية والصهيونية لم تكتفِ بالتهديد بالقوة، بل سخّرت كذلك وبشدة إعلامها المغرض للنيل من كوريا الديمقراطية وتلفيق الأكاذيب المفضوحة حولها، لكن الشعب الكوري الديمقراطي كالشعب الصيني منضبط ومحب لقادته الذين يعملون باستمرار من أجل رفاهيته وفرض احترامه من قِبل الجميع .

صارت كوريا الديمقراطية بامتلاكها أسلحة نووية متطورة جداً تستطيع تدمير الأعداء في عقر ديارهم، إلا أن الرفيق المحترم كيم جونغ وون ومن موقع الانسانية والمسؤولية والمنعة والأُنفة وخلال لقائه الرفيق الصدوق شي جين بينغ في بكين، أعرب عن استعداده لبذل الجهود الكبيرة للحفاظ على الاستقرار والسلام الاقليمي والعالمي، وهذا يدل على أن الزعيم المحترم محب للسلام والاستقرار لخدمة البشرية ويعمل على ذلك من موقع القوي المقتدر على صد أي عدوان محتمل ولنصرة السلم العالمي.

وفي الوقت الراهن حيث يؤثر تيار السلام الجديد الناشئ في شبه الجزيرة الكورية تأثيراُ بالغاُ في الوضع السياسي العالمي، وتتغير العلاقات الدينامية في المنطقة الآسيوية بسرعة، تتعرض الدول المعادية لكوريا الى العزل وتنفصل عن تيار العصر، وهو تطور يُضفي عاراً ومأساة تجلبها الدول العدوة لكوريا على نفسها برفضها منطق العقل في احترام استقلالية كوربا والدول الأخرى التي بدأت تندفع للحفاظ، على منوال كوريا، لحماية مصالحها وذاتها بكل الوسائل المتاحة أمامها، وعلى الغرب أن يعي جيداً أنه لن يستطيع أن يتقدم نحو المستقبل ولو خطوة واحدة دون تصفية الماضي بكل تجلياتها الحالية فيه.

 

وفي احتفالات الدولة الكورية الزوتشيه بعيد تأسيسها السبعين، وبعد الفشل الأمريكي دوبياً وسياسياً وعسكرياً، وعلى مر السنين والعقود، وباختلاف رؤساء الولايات المتحدةـ رضخت واشنطن لعملية السلام والتفاوض مع كوريا الديمقراطية بقيادة زعيمها المحترم في لقاء سنغافورةـ والتي سعت فيه أيضاً كل من الصين الشعبية وروسيا الاتحادية لتقريب وجهات النظر لدعم السلام في المنطقة والعالم، فكانت كوريا الديمقراطية منتصرة وسجلت انتصاراص جديداً في سفر صمودها التاريخي على مدار عمرها السبعين، وحطمت الغطرسة الأمريكية ودوائرها الامبريالية وإعلامها المزيف للحقائق والمتحالفين مع بيتها الاسود، وانتصرت إرادة الخير والسلام والمحبة بقيادة الزعيم كيم جونغ وون المحترم وليصير احتفال النصر “في السبعين” أعظم وأشمل كورياً للكون كله.

#بهاء مانع شياع: كاتب من العراق وعضو مرشح في المجلس العربي #للتضامن مع الشعب #الكوري ومناصرة توحيد شطري #كوريا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.