«كتاب ابيض» روسي لمجلس الأمن حول الإرتكابات الأميركية في سوريا

 russiaamerica

موقع العهد الإخباري ـ
جورج حداد:

في مطلع التسعينات من القرن الماضي قررت زمرة غورباتشوف ويلتسين، وبالتفاهم التام مع الكتلة الغربية وعلى رأسها اميركا، «إلغاء» المنظومة السوفياتية والاتحاد السوفياتي ذاته. وبذلك سقطت بلدان ما كان يسمى «الستار الحديدي» في قبضة الاحتكارات الامبريالية واليهودية العالمية، وانتهت «الحرب الباردة» بين المعسكرين الشرقي والغربي، بالانتصار الظاهري لما كان يسمى «العالم الحر» على «العالم الشيوعي» الدكتاتوري(!).

فشل استعمار او تطويع روسيا

وبالنسبة لروسيا «قلب الاتحاد السوفياتي والمنظومة السوفياتية السابقين» صارت الكتلة الغربية تمني النفس بأحد احتمالين:

أ- إما ان تتحول روسيا الى مستعمرة او شبه مستعمرة عالمثالثية، تتحكم بها الجيوش الأطلسية والإحتكارات الأمبريالية الغربية واليهودية، كغالبية البلدان الافريقية والآسيوية.

ب – وأما ان تتحول الى بلد «رأسمالي حر» ـ «ديمقراطي شكلي»، يأتمر بأوامر السيد الاميركي المطاع، وتتحكم به «نخبة» (موالية ومعارضة) من الاحتكاريين واليهود والماسونيين والفاتيكانيين والمثليين جنسيا والمافيات واللصوص وارباب الجريمة المنظمة ورؤوس شبكات الدعارة والمخدرات ونوادي القمار، ويتم تتويج هذه «الديمقراطية» بتنسيب «هذه الروسيا» الى «الاتحاد الاوروبي» و«حلف الناتو»، جنبا الى جنب دول اوروبا الاخرى، التي ليست غالبية حكامها و«معارضاتها» اكثر من قطعان حمير، مخططة او بدون تخطيط، يسوقها الكابوي الاميركي وشريكه الاستراتيجي اليهودي.

الشعب الذي لا يقهر

ولكن الشعب الروسي العظيم، ذا الثقافة القومية العريقة، وثقافة المقاومة الاورثوذوكسية العميقة، خيب تماما آمال العصابات الدولية، الامبريالية واليهودية والفاتيكانية والماسونية والمافياوية، وقطع الطريق تماما على امكانية تطبيق اي من الاحتمالين السالفين عليه، وتحويله الى قطيع من الكائنات ما دون البشرية.

ومثلما امتشق الروس الاسبقون السلاح ضد قياصرة وباباوات روما، وضد ملوك اليهود الخزر، وضد خانات وسلاطين المغول والتتار والشركس والعثمانيين، وضد الفرسان الصيليبيين الشماليين واذيالهم من النبلاء البولونيين الخونة والانذال، وضد البونابرتيين، واخيرا لا آخرا ضد الهتلريين، فإن روسيا اليوم امتشقت السلاح من جديد ضد الامبريالية الاميركية وذيلها الناتوي، وضد الطغمة اليهودية العالمية، وضد حليفتهما الجبهة الاسلاموية الارهابية العالمية، بمختلف انتماءاتها وتلاوينها القاعدية والداعشية والنصراوية وأخواتها، التركية والسعودية والقطرية وغيرها.

روسيا ستكون وفية لحلفائها واصدقائها الصادقين

وكما في كل تاريخها، فإن روسيا اليوم، المدججة بالاقمار الاصطناعية الحربية، والصواريخ عابرة القارات، والصواريخ المجنحة، والغواصات النووية، والطيران الاستراتيجي، وآلاف الرؤوس النووية من مختلف الاحجام والموديلات «الجاهزة وتحت الطلب لكل “زبون”»، ستدافع باستماتة عن كل شبر من اراضيها، كما ستدافع باستماتة عن جميع حلفائها واصدقائها، بدون اي مطمع لاستعمار اي ارض اجنبية، وهو ما اثبتته بالامس، حينما منحت الحرية التامة لجميع بلدان الاتحاد السوفياتي والمنظومة السوفياتية السابقة، مع انه يترتب لروسيا ديون على تلك البلدان تبلغ آلاف مليارات الدولارات. «ويكفي ان نذكر ان الجنود والضباط السوفيات ـ وغالبيتهم من الروس ـ الذين عادوا الى بلادهم بعد هدم جدار برلين وتوحيد المانيا، لم يكن لديهم بيوت سكن في بلادهم التي سبق ودمرها الالمان النازيون. ولم تدفع المانيا اي تعويض لروسيا على الاقل لاعادة اسكان هؤلاء الجنود والضباط الشرفاء، في حين انها دفعت ولا تزال تدفع عشرات مليارات الدولارات الى اسرائيل كتعويضات عما يسمى «الهولوكوست»، لتشجيع اسرائيل على قتل الفلسطينيين واللبنانيين والعرب، بحجة (الدفاع عن نفسها)».

روسيا قدوة لجميع الشعوب الطامحة الى الحرية

ان عجز الكتلة الغربية وحلفائها عن تطويع روسيا والهيمنة عليها يعطي قوة مثال «سلبية»، من وجهة نظر الغرب، لجميع الشعوب والبلدان الطامحة للتحرر من الامبريالية واليهودية والاسلاموية الارهابية العميلة.

وهذا ما يدفع الكتلة الغربية لان يجن جنونها من جديد ضد روسيا ما بعد الشيوعية. وهذا هو السبب الرئيسي لتجدد «الحرب الباردة»، ولكن هذه المرة ليس ضد الايديولوجية «الشيوعية»، و«الستار الحديدي» والنظام «السوفياتي» الدكتاتوري «حيث ان كل هذه المفاهيم لم تعد تنطبق على روسيا». بل ان «الحرب الباردة» الجديدة هي موجهة ضد روسيا كشعب وكبلد وكسلطة شرعية حازت اكثر من نصف اصوات الناخبين واكثر من ثلثي المقاعد النيابية في الانتخابات النيابية الاخيرة في 18 ايلول الماضي، وتشمل الهستيريا الغربية ضد روسيا المعارضة الوطنية الروسية المعادية للغرب الامبريالي. وطبعا ان الهدف الرئيسي للحملات المغرضة ضد روسيا هو  الرئيس فلاديمير بوتين، الذي تلقبه الصحافة الغربية المأجورة بـ «القيصر» و«الدكتاتور» مع ان كل الاستقصاءات الاجتماعية تجمع ان بوتين يحوز شعبية تفوق 85%، ومع انه ـ باستثناء الارهابيين القتلة، والمتهربين الكبار من دفع الضرائب ـ لا يوجد اي معتقل سياسي في روسيا.

«الكتاب الابيض» الى مجلس الامن

هذا وكانت روسيا قد سلمت في 25 تشرين الاول الماضي الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة «كتابا ابيض» هو عبارة عن تقرير خاص عن نشاطاتها الخاصة في مكافحة المنظمات الارهابية في سوريا، ونشاطات الكتلة التي تتزعمها الولايات المتحدة الاميركية في الشرق الاوسط، والتي يمكن تماما تقييمها بوصفها جرائم حرب.

«الاخطاء» الاميركية الشهيرة

ويصف «الكتاب الابيض» الروسي حول سوريا سلسلة «الاخطاء» التي ترتكبها القوات الاميركية، والتي تخدم بها ما يسمى المعارضة «المعتدلة». ومثالا على ذلك، قيام طائرات تابعة للتحالف الدولي «المعادي» لداعش بزعامة اميركا، بتوجيه 4 ضربات ضد وحدات الجيش الوطني السوري في دير الزور.

كما يعدد «الكتاب الابيض» الارتكابات الوحشية التي قامت بها «المعارضة».

وفي الوقت ذاته يستعرض الانجازات التي حققتها القوات الجوية الروسية: عدد المناطق المأهولة التي تم تحريرها، اعداد الارهابيين الذين تم القضاء عليهم، واخيرا المهجرين الذين تم اعادتهم الى مناطقهم الاصلية.

ويذكر «الكتاب الابيض» تشكيل مركز الرقابة الروسي ـ الاميركي الذي اتفق عليه بين البلدين. ولكن المركز لم يعمل لأن الخبراء الروس حضروا الى مراكز عملهم، ولكنهم لم يعملوا شيئا لان الخبراء الاميركيين لم يحضروا الى العمل. وطبعا على اميركا ان تتحمل مسؤولية قرارها عدم التعاون مع روسيا لاجل حل النزاع سياسيا في سوريا.

وقد عمل على اعداد هذا التقرير كل من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الروسيتين. ويلخصه فيتالي تشوركين بأنه يتيح معرفة «ماهية كل طرف»، ومن الذي يعمل فعلا من اجل الحل السياسي للصراع في سوريا، ومن الذي يكافح الارهاب فعلا، ومن الذي يفعل العكس.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.