كفى دولة الرئيس.. لقد أصبحتم عبئا على الشعب الفلسطيني

shaker-shubair

موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
الزعيم الاشتراكي الألماني فيللي براندت، شخصية فرضت نفسها على الأحداث، حتى قبل أن يتبوأ مركز المستشارية في المانيا. مبكراً عندما كان مجرد عمدة لبرلين، استقطب تآزرا عالميا لمدينة برلين التي كانت تشبه الجزيرة عن ما كان يعرف بالأرض الأم وهي ألمانيا الغربية. والكل يذكر كلمات الرئيس الأمريكي جون كينيدي عندما قال بالألمانية أنا برليني (Ich bin ein Berliner). حتى عندما كان زعيما للمعارضة في وجه المستشار الألماني ثعلب السياسة وباني ألمانيا المعاصرة بعد الحرب العالمية الثانية المستشار كونراد أديناور، دعاه الريس الأمريكي للاجتماع معه في البيت الأبيض قبل اجتماعه بالمستشار الألماني. فيللي براندت اشتهر فيما يعرف في التاريخ الأوروبي بسياسة الشرق (Ostpolitik)، والذي نتج عنه ما يعرف بالمعاهدات الشرقية (Ostverträge)، والتي حصل نتيجة إبرامها على جائزة نوبل للسلام.

أحد مساعدي براندت المقربين وهو جونتر جيوم (Günter Guillaume)، تبين في عام 1974 أنه كان عميلا للمخابرات الألمانية الشرقية المعروفة باسم ستاسي (Stasi). إستقال على إثرها براندت من منصب المستشارية في أيار/ مايو عام 1974، أي قبل إنطلاق مباريات كأس العالم في ألمانيا بحوالي شهر. ولم ينتظر حتى ينتهي كأس العالم الذي خلال أنشطته تكون المباريات هي السياسة والعلم وكل شيء. وتولى بعده هيلموت شمدت المستشارية. هذا زعيم يحترم نفسه ويتحمل مسؤولية أعماله مهما كانت النتائج!

في المقابل ما زالت كتائب جبهة النصرة بمسمياتها وسرية الشيخ أنور المقدسي بداعش والتي فقط بالأمس قتل منها العديد في مواجهة جيشنا العربي السوري منهم أبو خطاب الغزاوي (وديع نافذ وشح) من معسكر جباليا. وهي تقوم بهذا العمل بتشجيع من حكومة حماس في غزة برئاسة دولة الرئيس إسماعيل هنية، ثم يسافر إلى طهران بلا حياء ليشارك في افتتاح أعمال الجمعية العمومية لاتحاد التلفزيونات والإذاعات الإسلامية بطهران! أم أنه يعتقد أن القادة في طهران تُرم؛ لا يعرفون شيئا في السياسة كما يعرف هو عبقري زمانه؟ بل ويحذر من وجود محاولات جادة لاشغال الأمة عن معركتها الحقيقية!

لقد تبنت حماس – هنية ومشعل – مشروع الخلافة الفتنوية بزعامة خليفة المسلمين المعاصر وريث العرش العثماني لص حلب رجب طيب اردوغان، وهو مشروع يستهدف أساسا محاصرة الجمهورية الإسلامية من خلال إعادة سيناريو صراع حدث في حقبة من التاريخ؛ وهو الصراع التركي العثماني مقابل التركي الصفوي؛ فكلا العثمانيين والصفويين قبائل تركية. وقد سقط بحمد الله هذاالمشروع. ألا يستدعي هذا السقوط للمشروع وحده استقالة هنية واعتزاله العمل السياسي بدل أن يحمل خطاياه على رصيد القضية الفلسطينية؟!

ألم تؤيد حماس ما سمته الثورة في سوريا؟ بل ألم تحتفل حماس – هنية ومشعل – بالزيف الثوري على أرض الشام، ورفعوا رايات الانتداب؟! أليست هذه الصورة ما زالت في أذهان القاصي والداني هنية ومشعل وهم يرفعون راية الانتداب! وتبين أن هذه ليست فقط ثورة زيف بل هي من صناعة أعداء الأمة ورأس الأعداء القيوط الصهيوني، وهم يقاتلون نيابة عن إسرائيل لانهاك سوريا المقاومة! أليس هو شريك في هذه المحاولات؛ فالهجمة الشرسة على سوريا العروبة هي إحداها والآن وضح زيف وفشل الثورة المزيفة على أرض الشام، ألا يستدعي هذا لوحده أيضا استقالة هنية ومشعل واعتزالهما العمل السياسي؟!
إذا كان يعرف هنية أن خط المقاومة وخط الصمود وخط الممانعة سيبقى رأس الحربة للأمة، فلماذا تآمرت عليه؟! أليس هذا الخط أقوى دون هنية ومشعل ومرزوق، بل وكل عصابة ما يسمى بالمكتب السياسي لحماس؟!

وآخر نكتة أطلقها تركت ضحكا مجلجلا في القاعة عندما تكلم عن إيمانه بأن الوحدة سر القوة وهي السلاح الأمضى مقابل الاحتلال، وهو أساس المصالحة! فإذا كان هذا بالفعل ما تؤمن به، فلماذا لم تنجزها من سنوات ست خلت؟! أم أن الأمر تطلب من قادة حماس كل هذا الوقت ليقنعوا الوجوه الكالحة في رام الله بالنهج المقاوم؟! وهل استطاعت عبقريتهم أن تقنع الرباعية برئاسة توني بلير، الذي يحمل نفس مهمة جلوب عام48 في حماية الشعب الفلسطيني، أقنعتهم حماس بقبول النهج المقاوم لحماس، أم أنهم سلموها لعباس وبشروطه؟!

أود أن أقول لاسماعيل هنية وخالد مشعل ومرزوق كفى استهبالا، فرؤوسكم هي المطلوبة حتى لا يتحمل الشعب الفلسطيني أوزاركم وأخطاءكم في تعلم السياسة؛ عليكم بالاستقالة واعتزال السياسة، فقد أصبحتم عبئا على الشعب الفلسطيني وقضيته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.