كيف نجحت الدبلوماسية السورية في اجهاض “الخديعة السعودية”؟

geneva2-syrian-delegation

موقع المردة الإخباري ـ
حسان الحسن:
مع إنطلاق مؤتمر “جنيف 2” لحل الأزمة السورية سلمياً، تشهد جبهات القتال تراجعاً نسبياً في حدة الاشتباكات، مرده الى الضغط الدولي الذي تمارسه الدول الراعية للمؤتمر في سبيل إنجاحه، بحسب مصدر في المعارضة السورية، في وقتٍ يؤكد فيه مرجع لبناني قريب من دمشق أن السبب الحقيقي للتهدئة العسكرية على بعض الجبهات، لا سيما في ريف العاصمة، هو انقطاع خطوط الامداد عن مقار المجموعات المسلحة التي كانت تستخدم مخزون الذخيرة الذي زُوِّدت به من رعاتها الاقليميين في الاشهر الفائتة في حربها على الدولة والشعب السوري، وفي التصفيات الدموية فيما بين أفرادها على حد قول المرجع.

وفي سياق متصل، تؤكد مصادر ميدانية أن العمل جارٍ لاتمام هدنة في منطقة القابون في “الريف” عبر وسطاء محليين من لجان محلية وما شاكل، تفضي الى تسليم السلاح الثقيل الى الدولة، وبالتالي منع استهداف دمشق إنطلاقاً من المنطقة المذكورة، الأمر الذي يسهم في نجاح الجيش في استكمال عملية “طوق العاصمة”.

أما في حلب، فما إعادة فتح مطار حلب الدولي إلا دليل على استتباب الامن في المناطق المحيطة بالمطار، وتشير المصادر الى ان القوات المسلحة ماضية في تطهير تلك المناطق من فلول المسلحين، ريثما يتم التوافق على هدنة لوقف القتال في كل انحاء المدينة، على حد قول المصادر.

وبالانتقال الى المنطقة الشمالية – الشرقية، لا تزال التصفيات الدموية على أشدها بين مختلف المجموعات التكفيرية المسلحة، ما استدعى تدخل “أمير” تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري والطلب الى المجموعات كافة وقف القتال فيما بينها فوراً.

وبهدف التعمية على فشلها وتناحرها وتخبّطها، تحاول بعض هذه المجموعات، وفي طليعتها “جبهة النصرة”، حرف الانظار عن ذلك، عبر استصدار بيانات تهديد للمقاومة وجمهورها في لبنان، لا سيما أن الاخيرة اسهمت بقوة في اسقاط المشروع الغربي – التكفيري في المنطقة، ما دفع الدول الراعية له الى الانتقام من المقاومة ومحاولة النيل من عزيمة جمهورها، من خلال استهدافها بالعمليات الانتحارية، بحسب مرجع قريب من حزب الله.

ويعتبر أن هذه العمليات، تعبر بوضوح عن فشل التكفيريين ورعاتهم الاقليميين في مواجهة المقاومة في الميدان، ما دفعهم الى القيام بردود افعال انتقامية في حق جمهورها وبيئتها، يختم المرجع.

وبالانتقال الى مؤتمر “جنيف 2″، لا ريب أن النتائج المتوخاة منه، لا تزال غامضةً، وهنا يرجّح مراقبون سوريون أن يكون هناك توافق ضمني بين رعاة المؤتمر، لا سيما واشنطن وموسكو على صيغة حل معينة للأزمة السورية، بانتظار التوافق على إخراج مقبول لهذه الصيغة.

ويسأل المراقبون “هل يعقل أن يمكث وفدا السلطة والمعارضة في جنيف لأكثر من اسبوع، من دون ان يكون هناك نوع من التوافق على الخطوط العريضة لحل الازمة بين الدول الكبرى المؤثرة فيها بالحد الادنى؟” ويتوقع المراقبون أن تكون صيغة الحل المرتجى تفضي الى إشراك بعض افرقاء “المعارضة” في حكومةٍ جديدة، على أن لا تتخلى السلطة عن الوزارات الاساسية ، كالخارجية والدفاع والداخلية.

ويبدي المراقبون تخوفهم من ان تسند وزارة التربية “للمعارضة” على سبيل المثال، لا سيما أن الوفد الذي يمثلها في “جنيف 2” يضم اربعة من تنظيم “الاخوان المسلمين”، ما يشكل بداية تهديد للمناهج التربوية ذات المنحى العلماني، يختم المراقبون.

من جانب آخر، يؤكد مرجع مقرب من دمشق، أن الوفد السوري في “جنيف 2 ” نجح في اجهاض “الخديعة السعودية” التي كانت تهدف الى استفزاز الوفد ودفعه الى المغادرة، ليتم بعدها التسويق في الاروقة الدولية ان النظام السوري يعرقل الحلول، علَّ ذلك يؤدّي الى استصدار قرار دولي يدين هذا النظام، ولكن من دون جدوى، بدليل بقاء الوفد السوري في سويسرا يقول المرجع.

في كل الاحوال، ان الاوضاع الميدانية التي كانت سائدة خلال “جنيف 1” مختلفة عن اليوم، لذلك لا يمكن للمعارضة السورية ان تكسب في المفاوضات ما عجزت عن تحقيقه في الميدان، ولهذا لا حل في سورية الا بما يعكس موازين القوى على الارض وهي لمصلحة الدولة السورية بدون ادنى شك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.