لافروف: المفتشون الأمميون لم يزوروا ضاحية حلب حيث يحتمل استخدام الكيميائي في 19 مارس الماضي

Sergey Lavrov - Russia 1

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مفتشي الأمم المتحدة لم يذهبوا خلال زيارتهم الثانية إلى سورية إلى جميع مواقع الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي، بما فيها بلدة خان العسل الواقعة بالقرب من حلب.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقده في ختام مباحثاته مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو في موسكو الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول: “ننطلق من أن حادثة 21 أغسطس/آب لم تكن الوحيدة التي كان على لجنة آكي سيلستروم التحقيق فيها”. وأشار إلى أن هذا الفريق أنهى عمله في سورية ويعود إلى نيويورك.

وأوضح لافروف أن المحققين الأمميين زاروا بضعة مواقع الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي في ريف دمشق، مؤكدا أن “الفريق لم يذهب هذه المرة أيضا إلى ضواحي حلب، حيث وقع حادث استخدام سلاح كيميائي في 19 مارس/آذار، حسب قناعتنا، لأن خبراء روسا أجروا تحقيقا فيه”.

وأضاف: “لذلك نريد أن نفهم، هل سيكون تقرير الفريق كاملا أم لا مع أخذ بعين الاعتبار أن البعثة لم تتمكن من زيارة كافة المواقع المحددة في تفويضها الأصلي”.

وتابع قائلا إن موسكو ستعمل على تحديد المسؤولين عن استخدام السلاح الكيميائي بالقرب من حلب.

وأضاف: “في كل الحالات سننتظر ما سيلعنه فريق المحققين. نعمل أيضا على الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول من يقف وراء هذه الأعمال المثيرة للاستياء، وسنعمل على تحديد المسؤولين عنها”.

وتابع قائلا إن مجلس الأمن الدولي من الأماكن الأكثر بديهية، حيث يجب بحث المعلومات حول استخدام السلاح الكيميائي في سورية مع توظيف كافة الحقائق والأدلة، بما في ذلك ما يدل على ضلوع المعارضة في هذه الهجمات.

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن موسكو تتوفر لديها سندات أكثر فأكثر للاعتقاد بأن الهجوم الكيميائي في 21 أغسطس/آب في ريف دمشق كان عملا استفزازيا.

ووصف لافروف تصريحات زعماء الدول الغربية حول استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي يوم 21 أغسطس/آب قبل الزيارة الأولى لمحققي الأمم المتحدة إلى سورية، بأنها غير مناسبة وتتعارض مع الاتفاقات التي توصل إليها قادة دول مجموعة الثماني في قمتها في لوخ إيرن في إيرلندا الشمالية.

لافروف لا يستبعد احتمال مشاركة المعارضة المسلحة في “جنيف-2”

لم يستبعد لافروف احتمال مشاركة المعارضة المسلحة في مؤتمر “جنيف-2” حول سورية إذا لم تكن تمثل التطرف والإرهاب. وقال لافروف إنه لا يوجد أي وضوح بشأن تمثيل المعارضة السورية في “جنيف-2″، معيدا إلى الأذهان أن هناك انقسامات في صفوفها.

وأضاف أنه كل ما تأخر عقد المؤتمر، يزداد نفوذ الراديكاليين والجهاديين أمثال “جبهة النصرة” وغيرها.

وأشار إلى أن الكرة الآن في ملعب من له تأثير أكبر على المعارضة.

وتابع قائلا: “نعمل مع كل من له تأثير على المعارضين وفي مقدمتهم زملاؤنا الغربيون والدول الحيوية في منطقة الشرق الأوسط”.

وأكد لافروف أن الهدف الآن هو عدم تضييع الوقت وإجلاس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة هؤلاء المعارضين العقلاء الذين “لا يفكرون في كيفية إقامة الخلافة داخل الأراضي السورية والاستيلاء على السلطة لاستخدامها كما يرون، وإنما في مصير بلادهم والحفاظ على وحدتها وعلمانيتها لتعيش فيها كافة المجموعات الطائفية والاثنية في رخاء”.

وأضاف: “أتمنى أن يكون هناك نشطاء مسؤولون داخل المعارضة”.

من جانبه شدد إحسان أوغلو على ضرورة الكشف عن المتورطين في استخدام الكيميائي في سورية ومحاسبتهم.

وقال: “نعتبر أن عمل مفتشي الأمم المتحدة ومنظمة حظر السلاح الكيميائي يجب أن ينجز ويكشف عن المذنبين لمحاسبتهم. وفي حال عدم تحقيق ذلك فإن المسؤولية المتباينة ستبقى قائمة، ولن يتم الحصول على معلومات دقيقة عن مرتكبي هذه الجريمة”.

وأضاف قائلا: “نرحب بتوصل روسيا والولايات المتحدة إلى اتفاق على تدمير السلاح الكيميائي في سورية وتبني مجلس الأمن الدولي قرارا بشأن سورية . كما نعلن عن تأييدنا التام لعملية جنيف. وتعرب منظمة التعاون الإسلامي عن استعدادها للمساهمة في التسوية السلمية للوضع في سورية”.

الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي: المشاورات بين الخارجية الروسية والمنظمة أصبحت أساسا للمشاريع ذات المنفعة المتبادلة

أعلن إحسان أوغلو أن المشاورات بين الخارجية الروسية والمنظمة أصبحت أساسا للمشاريع ذات المنفعة المتبادلة لكلا الطرفين. وأعرب عن قناعته بأن تساعد الاتفاقية الأساسية الموقعة اليوم بين وزارة ة الخارجية الروسية والمنظمة في تطوير التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وقال: “يتطور التعاون بيننا خلال الأعوام التسعة الماضية من أجل تحسين العلاقات بين روسيا الاتحادية ومنظمة التعاون الإسلامي”. وأعرب عن ارتياحه بتطور المشاورات في المجال الاقتصادي “التي أصبحت أساسا للمشاريع العديدة ذات المنفعة المتبادلة لكلا الطرفين”.

لافروف وأكمل الدين إحسان أوغلو يوقعان اتفاقية أساسية بشأن التعاون بين الخارجية الروسية والأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي

وقع لافروف وإحسان أوغلو اتفاقية أساسية بشأن التعاون بين الخارجية الروسية والأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي.

وقال الوزير الروسي إن الاتفاقية تهيئ قاعدة قانونية متينة لتوطيد العلاقات بيننا في شتى المجالات، وتقضي بتشكيل آلية لإجراء المشاورات السنوية المنتظمة في الجوانب الرئيسية للتعاون بيننا.

وأضاف أن الطرفين يعتزمان التركيز على الجهود الرامية إلى تطوير العلاقات بين الحضارات والطوائف الدينية والدفاع عن القيم الأخلاقية التقليدية المشتركة لأديان العالم.

وأعرب لافروف عن قناعته بأن تساعد الاتفاقية في تعميق الشراكة الفعالة بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي.

ومنح لافروف الأمين العام ميدالية وزارة الخارجية الروسية تقديرا لـ”مساهماته في التعاون الدولي”.

وبحسب لافروف فإن إحسان أوغلو بذل جهودا حثيثة من أجل توطيد العلاقات بين المنظمة وروسيا، وإنه كان من المبادرين إلى منح روسيا صفة عضو مراقب في المنظمة، وساهم في تطوير العلاقات بين الجانبين في شتى المجالات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.