لا تضيّعوا بوصلتكم

website-opinion1

موقع إنباء الإخباري ـ
رأي الموقع ـ محمود ريا:
كُتب الكثير، ونزف من الحبر شلالات، والكل يريد أن يدلي بدلوه.
لمَ لا، فالحدث يستحق، والفرصة أتت، والذين كانوا يتحدثون في الخفاء، أو يتحينون فرصة لكي يطلقوا ما لديهم من نيران محتقنة في دواخلهم، باتوا اليوم “مطلوبين”، وتحولوا إلى نجوم الشاشات، وإلى “معبئي اوقات” البرامج السياسية التي تمددت لتأخذ معظم أوقات المحطات التلفزيونية.
الحدث جلل عند هؤلاء: كانوا لا يريدونه أن ينتصر فانتصر، كانوا يريدون أن “يجرجروه” لأشهر في وحول القصير، فحسم ـ أو لنقل إنه شارك في حسم ـ المعركة خلال أيام.
انطلقت الأبواق.
الجرائد صار لها أفواه، والإذاعات تبث الصوت والصدى، أما التلفزيونات فصارت مأوى للنائحين والمتباكين والصارخين والشاتمين والباحثين عن كلمات وعن عبارات.. وصلت إلى حد المس بالمقدسات.
وفي المواقع الإلكترونية العجب العجاب، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، يمكنك ان تجد كل شيء من الكلام الجارح والصور المقيتة و”التركيبات” التي ما أنزل الله بها من سلطان.
كل هذا لأن حزب الله انتصر في القصير.. لأن حزب الله ساهم في طرد عصابات الإجرام من المدينة، ومن محيطها، وأبعد خطرها عن أهله وناسه، عن حاضنته وعن “عرينه”، عن مداه الحيوي ومجاله الجغرافي الذي لا يمكنه إلا أن يتحرك فيه.
انتصر حزب الله، فوصل “العويل” إلى كل ركن من أركان العالم، بعربه وعجمه، بغربه وشرقه، بقاراته ومحيطاته، وكاد الصراخ أن يصمّ آذان الكرة الأرضية، إن لم يسمعه بعض القاطنين في كواكب قريبة، ضمن مجموعتنا الشمسية.
انتصر حزب الله، فكان لا بد من تشويه صورته، لا بدّ من تحميله ما لا يحمله من أوزار، وهذه المرة دون مئات الملايين التي رصدتها الإدارة الأميركية.
هناك من يتكفّل بالدفع، هناك من يبذل الكثير، أصالة عن أسياده المقيمين في واشنطن وتل أبيب، ونيابة عن نفسه المليئة بأحقاد الطائفية والتطرف والعصبية.
لكل هؤلاء.. بضع كلمات:
لم ينتصر حزب الله إلا على أعداء الأمة.
لم ينتصر إلا على إرهابيين كانوا يريدون رأسه، ويعملون على الإحاطة به خدمة لعدو الأمة وعدوه.
فإن كنتم تشعرون أن انتصار حزب الله هو انتصار عليكم، فانظروا جيداً إلى الأرض التي تقفون عليها.. انظروا إلى الموقع الذي تتخذونه، وفكروا جيداً بالإطار الذي وضعتم أنفسكم فيه.
إن انتصار حزب الله هو انتصار للأمة ـ لأمتكم إن كنتم منها ـ غصباً عنكم، وغصباً عن المهوّلين في شرقكم وغربكم.
إن انتصار حزب الله هو لكم.. إن أردتم، وهو عليكم إن وقفتم إلى جانب عدوه وعدوكم.
تماماً هذا كان واقع الأمر في عام 2006، وتماماً هذا ما سيكونه في العام.. الذي ستندلع فيه المعركة الكبرى مع عدو أمتنا لمرة قادمة وأخيرة.
انتبهوا..
لا تضيّعوا بوصلتكم.

تعليق 1
  1. […] المصدر: لا تضيعوا بوصلتكم […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.