لا تعتذروا اليوم .. قد كفرتم بعد إيمانكم

shaker-shubair-terror

موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:

رجل بدأ يتاجر في المخدرات ليثري بسرعة، ويوفر حياة رغيدة لابنه الوحيد، واكتشف في نقطة ما أن أبنه وحيده أصبح مدمنا للمخدرات التي فتح سوقها في بلدته التي كانت لا تعرف المخدرات قبله. جن جنون تاجر المخدرات. لماذا يجن جنونه؟! فقط لأنه أصاب أبنه وليس لمبدأ .. أليس كذلك؟!
ضرب الإرهاب بالأمس الكويت وتونس وفرنسا وقبله ضرب السعودية! وكثير من المسؤولين هنا وهناك يستغربون. وفي الحقيقة لا أدري ما وجه الغرابه فيه؟! سيظل يضرب طالما بقي الإرهاب حيا! ألم تكن الكويت حاضنة للإرهاب في سوريا العروبة؟! أليس تجميع الأموال وغسيلها كان يتم في الكويت وتحت مسمع ومرأى الحكومة الكويتية؟! بل ألم يعلن المجرم شافي العجمي ذبح الرجل (الرمز) الشيعي في مؤتمر صحفي .. وعلنا بالكويت؟! فقط لأنه رمز من رموز الشيعة في البلدة تم نحره؟! ألم يذهب أبعد ليتفاخر بذبح ابنه الطفل معه؟! صحيح تصدت له النائبة أ. صفا الهاشم في مجلس النواب بحكمة بلقيسية وطرحت أسئلة على الحكومة ووزرائها .. لكن هل هذا يكفي؟! لقد وجهت أسئلة للحكومة، فماذا كان جواب الحكومة على أسئلة النائبة الموقرة؟!
هل كل ما يهم الكويتيين اليوم هو الوحدة الوطنية، وليس وقف الإرهاب؟ واندهاشهم هو أنه اصاب العرق الآري الخليجي! لذا تحرك أمير الكويت بنفسه وخارج إطار البروتوكول وذهب بنفسه ليعزي، بل ذهب ايضا ليستقبل العزاء! أما عندما أصاب الدم العربي السوري، فلم نرَ حركة للحكومة الكويتية! هل قتل الشيعة العرب السوريين واللبنانيين والعراقيين والإيرانيين حلال، وقتل الشيعة الكويتيين فقط هو الحرام؟ هل الشيعة السوريون واللبنانيون والعراقيون والإيرانيون كفار والشيعة الكويتيون مؤمنون؟! أما كان عليكم توضيح هذه النقطة؟! أليست هذه الدماء التي تنزف كلها لرقبتكم نصيب فيها يا حكومة الكويت .. لا تعتذروا اليوم .. قد كفرتم بعد إيمانكم!
وفي تونس حيث كان يتم سرقة الثورة التونسية المباركة، أليس في هذا الإطار تم اغتيال الشخصيات الكارزمية في الاتجاه الوطني العروبي أمثال الشهيد شكري بلعيد ومحمد البراهمي على يد الإرهابيين؟! وغض طرف الحكومة آنذاك، الحكومة التي كانت تسيطر عليها النهضة.. فللآن لا نعرف من قتل هذه الهامات الوطنية العروبية التي وقفت حازمة ضد الإرهاب وفضحته، وأصبح القاتل لغزا بطريقة ما كلغز قتل الرئيس الأمريكي جون كنيدي! أتعتقدون أن السبسي سيكون رئيساً لتونس لو كان المرشح أمامه هو هامة كالشهيد شكري بلعيد أو الشهيد محمد البراهمي؟! ألم يكن هناك غض للطرف وتسهيل سفر الإرهابيين إلى سوريا عبر تركيا من قبل تلك الحكومة؟! ألم يكن برنامج المنصف المرزوقي في ترشحه ضد السبسي هو دعم الإرهاب، حتى لو سماه الثورة في سوريا؟!
أين الاندهاش في ضرب الإرهاب لتونس؟ أهو أنه خرج عن المسار الذي تحددونه له وخرج عن السيطرة؟! أم أنه انتهت مهمته بسرقة الثورة التونسية وتقسيمها بين الإخوان والفلول؟!
الإرهاب مثل الإيدز، صناعة بشرية في خضم الحرب الجرثومية، فيروس تم تصنيعه داخل المختبرات، وقد تم الاستهانة به، فأصاب البشرية ودخل كمرض فقط في الثمانينات، والبشرية إلى اليوم تعاني منه! بل إن من خلَّقوه في المختبرات هم أكثر من يعانون منه! لا تعتذروا اليوم .. قد كفرتم بعد إيمانكم!
وفرنسا اليوم، ضبع القيادة العالمية، تبحث عما تتركه الولايات المتحدة من فتات صفقات، فتذهب إلى هز السراويل هنا وهناك! هذه هي فرنسا هولاند، إنها ليست فرنسا ديجول! تتحرك بكل قوتها الاستعمارية أو ما تبقى لها من قوة في دعم المرتزقة الذين يطلقون عليهم ثوار سوريا! ثوار سوريا شذاذ آفاق قادمون من كافة أنحاء العالم؛ من الشيشان ومن أوروبا؛ من فرنسا وبريطانيا. وتنسق مع أحد أعمدة رعاية الإرهاب في عالمنا الإسلامي، أردوغان وحكومة ما يسمى بحزب العدالة والتنمية!
يعني فرنسا ليست مجرد تاريخ رهابي دموي، لذا لا أريد أن أذهب بعيداً في تاريخ فرنسا الأسود، حيث وضعت سليمان الحلبي على خازوق بعد أن حرقت يده وهو ما زال حيا! فرنسا التي اغتالت الزعيم النقابي الكبير فرحات حشاد! فرنسا التي قتلت أكثر من مليون شهيد في ثورة الجزائر الأخيرة، هي فرنسا اليوم لم تتغير؛ فقد دعمت ذبح الشعب اليمني لتنال صفقات أسلحة بعدة مليارات! فأين الغرابة أن يصيب الإرهاب مفرخه؟! لا تعتذروا اليوم .. قد كفرتم!
لا تعتذروا اليوم .. فبرعايتكم الإرهاب استدار ليضرب من يقوم على رعايته. وسيظل هذا الإرهاب يضرب مرة تلو المرة طالما بقي هذا الإرهاب – برعايتكم – على قيد الحياة!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.