لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم

borjbrajneh-explosion1

موقع إنباء الإخباري ـ
إيمان مصطفى:
ليس من السهل أو الأمر العابر أن تحب شخصاً من دون أن تتعرف إليه ولكنني تعلقت بهم, فكلنا غرباء، لم نجد لغربتنا وطن, مسافرون خلف حدود الزمن، يعاندنا الوقت ويقتلنا الإنتظار.
وحين يمر شريط الذكريات بِالتفاصيل تغص في أعينِنـا دمعة. نعم مؤلمة تلك الدمعة التي سقطت واختبأت خلف شاشات التلفاز, ولكن عندما تحسست إيقاع الأرض العطشى التي ارتوت من نزف جراحهم.
هربت مني الكلمات وخنقتني العبرة.
للذين احتارو عن أي أرض أصف وعن أي قلوب أتحدث، سأخبركم وأحكي لكم عن ضاحية الشهداء، تحديداً عن حكاية برج البراجنة.
فصول حكايتي ثلاثة وأربعون فصلاً، يختصرها حيدر مصطفى بكلماته:”بدي جيب “سبايدرمان يقتلن وادعي عليهن يموتوا.”
من طفولته البريئة المستهدفة تكمل جنى ابنة الإثني عشر ربيعاً فصول الحكاية.
حبيبتي جنى .. أتدرين كم تقطعت أوتار قلبي على تنهيدة والدك المتعبة وارتعش فؤادي من ندائه لك معاتباً: “أبكرت الرحيل يا جنى عمري”. أما أشفق قلبك على عزيزك أيضاً؟
وأنت يا روان عواد، معلّمة برتبة شهيدة، شاء القدر أن تكوني ضمن قافلة شهداء الغدر، ولكن ارأفي بحال تلاميذك المشتاقين.
ولكل قصة بطل، وبطل حكايتي عادل ترمس الذي تصدى لأحد الإنتحارييين ومنعه من تفجير نفسه. هو بطل ترك فصلاً اخيراً من القصة ليكتبه طفلاه اللذين سيفتخران بوالدهما، الذي لم يهرع مسرعاً لإنقاذ روحه، بل فدى بها عشرات الأرواح.
سرعان ما كان الخبر اليقين… بلى لقد كان حان موعد الوصال، تناثرت حبيبات بيضاء وورد أحمر، كما الورد يرش في الأعراس, تزينت الأرض لقدومهم، وقد هيأت لهم الزفة، فوضعت بدلة العرس على النعش، ونثرت الورد والأرز، وتعالت الزغاريد..
فللراحلين سيماء تتجلى في لحظة اقتراب العروج ولا يستطيع أحد الوقوف أمامها… ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.