لبنان: بعد 37 عاماً.. هل يحل لغز اختفاء الصدر ورفيقيه؟

الميادين . نت ـ
بيروت ـ ميساء شديد:
قضية مؤسس حركة المحرومين في لبنان موسى الصدر ورفيقيه تعود لتتصدر المشهد في لبنان مع إصدار مذكرة توقيف بحق هنيبعل القذافي. هنيبعل ليس سوى أحد الأبناء الثلاثة لزعيم ليبيا التي اختفى الصدر والشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين على أراضيها بعد وقت قصير من وصولهم تلبية لدعوة الزعيم الليبي.
في آب / أغسطس 2011 سقط نظام القذافي في الشهر نفسه الذي اختطف فيه الصدر ورفيقاه عام 1978
في آب / أغسطس 2011 سقط نظام القذافي في الشهر نفسه الذي اختطف فيه الصدر ورفيقاه عام 1978
خمس ساعات استغرق التحقيق مع هنيبعل معمر القذافي من قبل الأمن اللبناني تحوّل بعدها من شاهد إلى مدعى عليه في القضية اللغز التي لم يستطع لبنان على مدى قرابة أربعة عقود فك طلاسمها.ما يعرف بقضية الصدر ورفيقيه تعود اليوم لتتصدر واجهة الحدث اللبناني مع إصدار مذكرة توقيف بحق من يعتبره متابعون للملف “حلقة أساسية ومفصلية في القضية”.فالموقوف هو أحد الأبناء الثلاثة لمعمر القذافي الذي كان أرسل دعوة للصدر من أجل زيارة ليبيا في آب أغسطس عام 1978. زيارة انتهت باختفاء مؤسس حركة المحرومين وأفواج المقاومة اللبنانية موسى الصدر وكل من الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين على الأراضي الليبية بعد أيام قليلة من وصولهم. وعلى الرغم من إصرار طرابلس آنذاك على أن الثلاثة غادروا إلى روما فإن الجانب اللبناني لم يقتنع بالرواية الليبية محملاً المسؤولية للقذافي والمقربين منه.

أكثر من سبعة وثلاثين عاماً مرت على اختفاء الصدر ورفيقيه شهدت خلالها القضية محطات عديدة من بينها قطيعة بين لبنان وليبيا استمرت حتى اندلاع الأحداث في ليبيا عام 2011. بعد مقتل القذافي جرت اتصالات مع النظام الجديد في ليبيا في محاولة من لبنان للكشف عن مصير المفقودين الثلاثة. لكن بالرغم من عودة العلاقات مع طرابلس إلا أن أي اختراق لم يسجل في الملف الذي شكلت الحكومة اللبنانية لجنة من أجل متابعته.
اليوم يأتي اعتقال هنيبعل القذافي ليشكل ما يمكن اعتباره “التطور الأهم” في القضية منذ الاختطاف، بحسب المتابعين لها والمعنيين المباشرين بها.يقول المحامي شادي حسين وكيل عائلة الإمام الصدر التي تقدمت بشكوى ضد القذافي الابن بجرم التدخل في الخطف وكتمان معلومات وتضليل العدالة “إن توقيف القذافي يعد الحدث الأهم حيث إنها المرة الأولى التي يعتقل فيها شخص معني بالقضية ويملك معلومات جدية وعلى قدر من الأهمية”.  حسين الذي امتنع في حديثه للميادين نت عن إعطاء تفاصيل مرتبطة بالتحقيقات التزاماً منه بسريتها لفت إلى أنه ينتظر أن يتحرك القضاء اللبناني من أجل استدعاء الأشخاص الذين يعدون “خيوطاً” في القضية بداية عبر وزارة الخارجية ومن ثم في حال عدم مثولهم عبر مذكرات صادرة عن الإنتربول الدولي آملاً أن “تلقى القضية الاهتمام الرسمي الذي تستحقه كونها قضية وطنية بالدرجة الأولى” على حد وصفه.حسن يعقوب، نائب سابق في البرلمان اللبناني، يتابع اليوم باهتمام التطور الأحدث في هذه القضية فوالده الشيخ محمد يعقوب هو أحد الثلاثة المختطفين. يرى في حديثه للميادين نت أن “توقيف نجل القذافي هو الخطوة الجدية الوحيدة منذ حادثة الاختفاء” مسجلاً نقاطاً إيجابية أبرزها “عودة القضية أمام الرأي العام بعد أن كانت خاضعة لسنوات طويلة للنسيان والرتابة والاستعراضات” والكشف عن “تواطؤ بعض الدول العربية فيها” كما قال.
أما في المعلومات التي أدلى بها هنيبعل القذافي في افادته ونشرت جزءاً منها الصحافة اللبنانية فتوقف يعقوب عند ما اعتبره مؤشراً على أهمية الشخص الموقوف في هذه القضية، وهي على الشكل التالي: ـ اعتراف هنيبعل القذافي بدور عبد السلام جلود، الذي كان يعد أحد أهم أركان نظام القذافي، في القضية لا سيما وأن جلود كان ممسكاً بالملف اللبناني خلال الحرب الأهلية.ـ اعتراف القذافي بأن أخيه سيف الإسلام كان على معرفة بتفاصيل الملف.ـ الإدلاء باسمي منتحلي شخصيتي الصدر ويعقوب والاعتراف بأن أحدهما موجود في أحد السجون في العاصمة الليبية طرابلس فيما الثاني يتواجد في قطر ما يفترض من القضاء اللبناني التحرك لجلبهما. ـ الأهم في إفادة القذافي وفق حسن يعقوب تأكيده أن الصدر ورفيقيه كانوا موجودين في السجون الليبية بعد فترة على اعتقالهم ما ينفي الرواية الأكثر تداولاً بشأن تصفيتهم مباشرة.  يعقوب الذي لطالما كان لديه الكثير من المآخذ السلبية على أداء الحكومات المتعاقبة تجاه هذا الملف، يترقب المسلك الذي ستنحو باتجاهه القضية في ظل المعطيات الجديدة، محذراً من أي ضغوطات من أجل إطلاق سراح هنيبعل القذافي والتفريط بما ينظر إليه اللبنانيون اليوم على أنه “كنز معلومات ثمين” يأملون من خلاله جلاء الغموض الذي لف هذه القضية ومعرفة مصير المفقودين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.