لبنان يدفع ثمن الانفلات الأمني… والمطلوب ضرب المقاومة

harethreik-explosion2-4

موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:
إنه الفكر التكفيري الارهابي، قد أصبح حديث الساعة في لبنان.
فعقب كل تفجير انتحاري يقوم به هؤلاء التكفيريون، نشهد تحرك قوى الرابع عشر من آذار عبر حملاتهم الهجومية على المقاومة، وربط هذه الاعمال الإجرامية بوجود حزب الله في سوريا ودفاعه عنها، متبنين ما يصدر من بيانات عما يسمى بداعش وجبهة النصرة، ومتناسين أنهم أول من قام بالتدخل في سوريا، وأن الدولة العربية التي تدعمهم وتمولهم هي عينها الدولة التي تمول الارهاب والتطرف في سوريا، وغافلين عن مدى وقوف البيئة الحاضنة إلى جانب المقاومة فيما تقوم به اليوم من عمل بطولي في الدفاع عن سوريا بوجه الإرهاب والتكفير، لأن هذه البيئة تعي جيداً أن ما يجري لن يقف عند حدود سوريا، وإنما الهدف انتقال هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية إلى لبنان لجعله يدفع ثمن الهزيمة التي ألحقها بالكيان الصهيوني.
فقد بات معلوما أن السعودية هي التي أسست لوجود الوهابيين في لبنان، إلى جانب الدعم الذي قدمه تيار المستقبل، وعدم تحرك السلطات المعنية  لوضع حد لانتشار هذه الجماعات التكفيرية المتطرفة. وخير دليل على هذا التقاعس، ترك ظاهرة الأسير تكبر على الرغم من قدرة هذه السلطات على وضع حد لها من اليوم الأول.
إلا أنه ـ ومن أجل تيار سياسي معين ـ كان الصمت سيد الموقف، إلى أن تمددت هذه الظاهرة وباتت تشكل خطراً على مموّلها ومحرّكها، مع العلم أن هذه الجماعات التكفيرية لا تملك فكراً أو عقيدة أو لها علاقة بالدين. وما ساهم بنشر أفكارها، هو للأسف الوضع الاقتصادي الرديء، والمال السخي الذي تقدمه السعودية، وتمويل بعض وسائل الاعلام وتحديدا الفضائيات التي تعمل على نشر هذا الفكر  المتطرف.
إذاً، فإن الهدف من كل ما يجري اليوم في لبنان، من تفجير للوضع الأمني، هو ضرب المقاومة، خدمة للكيان الصهيوني الغاصب، هذا العدو التاريخي الطامع بأرضنا ومياهنا، والذي يسعى لكسر إرادة التحرر لدينا، وهو المسبب عبر حلفائه بزرع الفرقة بين اللبنانيين. فكل من يدعو إلى الفتنة والفرقة بين اللبنانيين، هو خادم للصهيونية، وللأسف الشديد أن حماسة بعض السياسيين اللبنانيين للعب أدوار من أجل نشر ثقافة العداء للمقاومة، وترويج فكر الاستسلام، فيه طعن لقيم الاستقلال الوطني، وفيه إذعان للشروط الأميركية والإملاءات السعودية، التي تريد إنهاء ظاهرة المقاومة، عبر جعل الموقع الرسمي، في تخاصم مع المقاومة، التي شكلت الأمل باستعادة الحقوق المغتصبة.
فالمطلوب اذن للخروج من هذه الأزمة:
أولاً: أن يقوم الشعب اللبناني بأطيافه كافةً، بالرد على هذه المحاولات الإجرامية بالوحدة الفعلية لمجابهة قوى التكفير، الذي وإن من لم نتوحد لمواجهتها ستطال الجميع، حتى الذين وفروا لها غطاء لاستخدام ظرفي أو بناء على أوامر من آمرهم الإقليمي والدولي، وإلى تنبه اللبنانيين، والجماعة المرتبطة إقليمياً بالدولة التي ترعى الإرهاب التنبه إلى خطورة الأوضاع التي تحاول هذه الجهات الإقليمية جرّ لبنان إليها.
ثانياً:ً أن تعمل الأجهزة الأمنية للقبض على المجرمين المحرضين وإحالتهم للقضاء المختص وإنزال أشد العقوبات بهم، وأن تعمل على ضبط الوضع الامني وإيقاف المتهمين، وإلا فتتحول بشكل أو بآخر إلى مشاركة في المؤامرة التي تحاك للنيل من لبنان ومن شعبه ومقاومته.
ثالثاً: اعتماد سياسة وقائية لقطع الطريق على فكرهم الجاهلي، كي لا يصل إلى شبابنا اليانع والتأثير عليهم بشعارات خادعة، ودعوة  كافة المسؤولين اللبنانيين إلى الكف عن التحريض المذهبي، وإلا المطلوب محاسبتهم باسم الشعب اللبناني على ما سيلحق بالبلد من أعمال إرهابية، والعمل سريعاً على تشكيل حكومة وحدة وطنية متوازنة تتفرغ لمتابعة الشؤون الوطنية وخاصة الأمنية منها والاقتصادية.
رابعاً: المطلوب من وسائل الإعلام  التحلي بالمسؤولية الوطنية وعدم المساهمة في بث هذه السموم، وعدم استضافة المحرضين الذين يعملون على الاصطياد في الماء العكر وإطلاق الاتهامات جزافا.
الوطن يحتاج إلى الجميع للخروج من هذه الأزمة، وإلا.. رحم الله لبنان وشعبه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.