لقاء “سري” يجمع #القوات – #حزب_الله.. الرواية الكاملة!

 

YGEKFFWXFF

عبدالله قمح – ليبانون ديبايت

بدأت حرب التسريبات تجتاح الزواريب الضيقة بين الأحزاب المتخاصمة سياسياً، فمع تسريب لقاء موفدين بين العماد عون والرئيس سعد الحريري، طافت على السطح أنباء عن لقاء جمع نائبين عن حزب الله والقوات اللبنانية في احد مطاعم الضاحية الجنوبية، بدعوة من حزب الله، حيث تقول التسريبة القريبة أكثر إلى الإشاعة، أن “الحزب تواصل بشكل غير مباشر مع معراب عبر أحد نواب تكتل التغيير والإصلاح طلباً الحزب إيفاد ممثل عن رئيس القوات لتسليمه رسالة”.

ومع تداول هذه المعلومات، ظهر أن حزب الله تخلى عن الكثير من المرتكزات التي بنى سياسته الداخلية عليها ويعتمدها في العلاقة مع القوات اللبنانية، التي لا تتعدى سقف الإجتماع داخل الحكومة أو المجلس النيابي لكن حقيقة الأمور تُظهر أن لا إجتماع عُقد أساساً بين نائبين عن الحزبين المتخاصمين سياسياً، ولم يحصل أبداً لا لقاء من فوق الطاولة ولا من تحتها، ليس بالأمس ولا ما قبله، بحسب ما تؤكد مصادر حزب الله لـ”ليبانون ديبايت”، التي تنفي جملةً وتفصيلاً حصول هذا اللقاء.

وإذ يؤكد حزب الله أنه منفتح على سائر القوى السياسية، يرى أن العلاقة مع القوات اللبنانية يشوبها الحذر نتيجة عدة إعتبارات مرتبطة بالتاريخ، لكنه في السياق نفسه، لا يستغرب تسريب مثل هذه المعلومات من جهات، المؤكد أنها ليست قريبة منه، بل تدور بفلك مطلع على التطورات السياسية الأخيرة التي تهيمن على الساحة وسعى عبرها لرمي سنانير عله يلتقط عبرها أسماكاً يبيعها في سوق المزايدات.

ويبدو أن قراءة مصادر قريبة من “حزب الله” تذهب أكثر نحو تفسير واقعية التسريب ونوعيته وأسبابه والأهداف المرادة من خلفه، فالغاية أولاً خلق حالة بلبلة في ظل الأجواء السياسية الملبدة التي يشوبها الحذر على كافة الصعد، حيث أن هناك من يريد أن “يُحرتق” بين العماد ميشال عون وحزب الله من جهة، عبر الغمز من أن هناك خطب ما أو تباعد في وجهات النظر نتيجة الأمور السياسية الراهنة وناتجة عن المواقف الأخيرة من جلسة الحكومة أو التمديد. ومن جهة ثانية، هناك أيضاً من يريد الإصطياد في ماء علاقة الرابية – معراب التي عُكرَ صوفها في الأيام الماضية نتيجة إعلان القوات اللبنانية أنها لا تحبذ السير في موضوع “الحشد الشعبي” على الطرقات، أو بموضوع معارضة التمديد للعماد جان قهوجي، وهو ما “فرمل” العماد ميشال عون الذي إستاء من نظرة القوات للأمور، وعليه، هناك من يريد الإستفادة من هذا الجو عبر إطلاق الإشاعات يميناً ويساراً من أجل الإيحاء بعدم مقدرة عون على إقناع حلفائه أو المتفاهم معه بطروحاته، وهو ما يدفع إلى “جمعهم على طاولة المصيبة”.

ما يثير شهية حزب الله لكي يذهب أكثر نحو تفنيد الخبر بعد نفيه، المكان الذي زعم أن الإجتماع قد إنعقد فيه، فبطبيعة الحال، حزب الله ليس ساذجاً إلى هذه الدرجة لكي يعقد لقاءات “سرية” بعيداً عن الإعلام مع أحد نواب القوات اللبنانية، في مطعم الساحة الشهير الذي يعتبر مقصداً للكثير من المحللين والصحافيين والمواطنين، ومن الطبيعي أن من يخطط لتسليم رسائل أو لعقد مثل هكذا لقاءات، قد يفضل أماكن خاصة بعيدة عن الجو العام والرقابة الإعلامية، فيتجه نحو مناطق نائية مريحة أكثر.

بالعودة إلى موضوع “الجلسة الفضائية”، كما تحبذ المصادر وصفها، يؤكد لسان حال حزب الله أنه “لا يكن العداء للقوات اللبنانية أبداً”، بل أن هناك قرار متخذ بعدم التوسع في العلاقة مع معراب وإبقاء الأمر على مستوى لقاءات بين النواب والوزراء تتم تحت سقف السراي او ساحة النجمة، وعدم نقلها إلى مستوى أكبر في الفترة الراهنة، وما لا يؤدي لتطورها، هو عدم إعتراف القوات بأخطاء الماضي وما صدر من القضاء حول التورط بقضايا أمنية لا تزال تؤرق الساحة اللبنانية إلى اليوم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.