لمن لم يفهم بعد: الذئب ينام مغمضاً عينا واحدة ويترك الأخرى لغدر الليالي..

caricature-syria-victory-issamhanafy

موقع إنباء الإخباري ـ
مهدي الطقش:
لطالما عرف عن المقاومة في لبنان تيقظها من الكثير من المخططات التي تحاك ضد الشعب اللبناني، ويظهر ذلك من خلال فهمها لطبيعة الصراع القائم بينها وبين “إسرائيل” كعدو أول لها. وامتلكت المقاومة تجربة خوّلتها طول سنين طويلة فهم عدوها وتشخيص نقاط ضعفه وقوته، وأسلوب عمله وأهدافه الرامية إلى حماية مصالحه، عبر الاعتداء على لبنان، وغير ذلك.
كل هذا والمقاومة كانت تسبق الدولة اللبنانية بخطوات، ولا تزال، وفيما كانت المقاومة تكشف المخططات الرامية إلى زعزعة استقرار لبنان، كانت الدولة اللبنانية في مكان المستمع المتلقي أخبار المقاومة.
ومن الطبيعي أنه حين لا تستطيع الدولة تحمّل مسؤولية تجاه شعبها في مكان معين، سيجد الشعب خيارات أخرى لحماية مصالحه والحفاظ على استقراره. وربما يقدم الكثير من التضحيات من أجل ذلك قد توفّرها دولته عليه في حال قامت هي بالمهمة نفسها.
وانطلاقا من هذه الحيثية، وعندما ينشأ صراع مسلح بين فئتين في سوريا، إحداهما داعمة لمقاومة الشعب اللبناني، وعندما يصل الأمر إلى تعرض قاطنين من الشعب اللبناني في سوريا إلى أنواع من القتل والتشريد والأسر والابتزاز وهتك الأعراض، فإن السؤال، بل الأسئلة تكثر عن مسؤولية الدولة اللبنانية في حماية شعبها مرة أخرى.
وماذا لو كانت الأجندة هذه المرة إسرائيلية أيضاً في سوريا، حيث تجد تل أبيب فرصة لها في أرض نزاعات فتطور وجودها الميداني بهدف الإطاحة بالمقاومة في أي فرصة حرب أخرى على لبنان، وهذه المرة من الخاصرة السورية.
كيف ترد الدولة اللبنانية على التهديدات التي تتعرض لها المقاومة في لبنان وهذه التهديدات مصدرها فئات متناحرة في سوريا؟ وماذا بإمكانها الفعل في حال نفذت تلك الجهات وعيدها وجاءت إلى لبنان؟
كيف يمكن للدولة أن تحمي المصالح المشتركة المهددة بين البلدين، وهذه المصالح عمرها عشرات السنين، تجارية واقتصادية وغير ذلك؟
كان الشعب اللبناني بفئاته المتعددة يتناول فطوره في بيروت وغداءه في سوق الحميدية بدمشق، ويتعشى بشارع الحمراء. والذي يحصل هناك اليوم هو تهديد لكل تلك العلاقات الودية بين الشعبين، مع ما يتركه ذلك من آثار اجتماعية ونفسية خطيرة عليهما.
ما هو المقترح عندما تنوي “إسرائيل” دخول لبنان من منطقته الجنوبية الشرقية والشرقية؟
يبدو أن المقامات المقدسة في سوريا، والتي يزورها فئة كبيرة من الشعب اللبناني، باتت مجرد عنوان لمشاركة حزب الله في القتال هناك، وإلا فإن من حق المقاومة ملاحقة أي مخططات تقترب من الشعب اللبناني بمسافة تعتبرها المقاومة خطاً أحمر.
إذا كان للمقاومة عين بصيرة فليس عيباً وإنما اللوم على من لا يتحمل مسؤولية الدفاع عن مصالح الشعب اللبناني!! وليس ذنباً أن يسبق الشعب دولته.
الذئب ينام مغمضاً عينا واحدة، ويترك الأخرى لغدر الليالي.. ولا تأمنُ المقاومةُ “إسرائيلَ”.
النظام في سوريا أدرى بشعابه وليس بحاجة إلى مساندة المقاومة في لبنان.. بل إن الشعب اللبناني هو من يتعرض هناك لأعتى أنواع الإجرام، ما أجبره على الدفاع عن نفسه بدل الهروب من ساحة بحجة أنها لم تعد آمنة. فلو كنت ضيفا عند أحد وهاجم الدار ذئب، أكنت تترك الدار وصاحبها أم تدافع عن الدار وعن نفسك؟
المعارضة صنفت المقاومة في لبنان عدوة سلفاً بحجة انها مع النظام، فغدا كل لبنان هناك معرضاً للخطر. وليس من المنطقي أن تهرب إلى لبنان فيتبعك عدوك إلى أرضك. والساحة في سوريا باتت ضبابية إذا لم تكن فيها فليس ثمة من يخبرك عن وجود الإسرائيلي فيها إلا أنت، ولكي تعلم ذلك لا بد أن تضحي وتستمر.
وتستمر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.