مئة ألف مقاتل

jaafar-sleem-palestine-arabs

موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم*:

منذ صباح الأمس، الواقع في 15\12\2015، والاحتفالات الصاخبة تضج بها شوارع وقرى ومدن فلسطين على مساحة الوطن، 27000 كلم2.

لم يبقَ طفل، امرأة، رجل، وشيخ إلا وخرج مهللاً. الجميع كان يتابع وسائل الإعلام المرئية، والمسموعة.

حالة من اللاوعي سادت الشعب الفلسطيني، بدأت اتصالات التهاني المتبادلة مع اللاجئين في المخيمات الفلسطينية خارج الوطن، لا أحد في خيمته، أو كوخه، أو حتى في منزله المتواضع. كثافة الاتصالات عطّلت الشبكات الخليوية في العالم العربي، أو بالأحرى حيث يوجد فلسطيني.

لم يستطع الفلسطيني المتواجد في الخليج للعمل، التواصل مع أهله في فلسطين المحتلة، وفي سوريا ولبنان والأردن.

الفلسطيني المقيم أو اللاجئ في أوروبا حاول، مراراً وتكراراً، التواصل مع أهله في العالم العربي، لم يوفق، يتابع الاحتفالات عبر الأقمار الاصطناعية والمحطات العربية، التي تبث أخبار “الرأي والرأي الآخر”، وتنقل “الحدث” قبل وقوعه، لعله يتشارك الفرحة، أمعن النظر في الشاشات، محاولاً التقاط وجه من وجوه أقربائه المشاركين في المظاهرات الحاشدة في الشوارع العربية، أو في المخيمات الفلسطينية، على مساحة بلاد الشام.

مخيمات غزة ولبنان، الوضع فيها مختلف، فالتظاهرات خرج فيها مئات المسلحين مطلقين الأعيرة النارية في الهواء ابتهاجاً بالأخبار السعيدة التي ترد على الهواتف الذكية، وهم يرددون: نحن سنكون الطلائع الأولى لجيش المئة ألف مقاتل، الذي أعلن عن بداية تأسيسه ضمن التحالف الإسلامي، الذي يضم أكثر من 34 دولة، بعضها سمع بيان الإعلان عنه بوسائل الإعلام، كما عامة الشعب العربي والإسلامي.

الحاج أبو سليم، الذي خرج من فلسطين قبل 67 عاماً، قال: “يالله يا أم سليم، إجت ساعة العودة، بدناش قرارات دولية ولا عربه ولا أوسلو وكامب ديفيد، ولا إشي زي هيك”. وصرخ بأعلى صوته للحاجة أم سليم لتوضيب ما تستطيع حمله فقط، استعداداً لبدء مسيرة العودة إلى مدينته يافا الساحلية ولو سيراً على الأقدام.

هكذا استقبل الشعب الفلسطيني خبر الإعلان عن التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب، وهو يتطلع إلى التخلص من الإرهاب الصهيوني المستمر منذ مئة عام ضد العالم العربي والإسلامي، ويذّكر أمة المليار ونصف المليار، أن القدس هي القبلة الاولى للمسلمين، ولكن للأسف.. لا حياء لمن تنادي .

بعد مباركة الولايات المتحدة الاميركية تحالف العجزة، عاد الجمع إلى الحقيقة المرة، مرددين: حسبنا الله ونعم الوكيل.

*عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.