ماذا ينتظر العالم!!

image_330_250

صحيفة كيهان الايرانية ـ                                                                                                                                   مهدي منصوري: 

بالامس خرج الارهاب المدعوم اميركيا واقليميا من الطوق الذي حدد له وهو ان يبقى محصورا في منطقة معينة وان لا يخرج منها للاستفادة منه كوسيلة لتحقيق اهداف مشؤومة ومريبة وتنفيذ خطط جهنمية تستهدف وحدة واستقرار المنطقة.

الا ان يصل الى قلب اوروبا ويضرب باريس وبهذه الصورة التي برزت فيه ورغم كل الملابسات والتساؤلات التي رافقت الحدث في فرنسا والتي اثارت بعض الشكوك خاصة وان الرئيس الفرنسي هولاند كان حاضرا في الملعب الذي استهدفه الارهابيون بحيث اثارت الصحافة الفرنسية هذه الشكوك بالقول هل تمكن الارهاب من خلال هذه العملية وسال رسالة الى هولاند ام ان الاجراءات الامنية كانت ليست بالمستوى المطلوب. ام ان هناك حلقة مفقودة لابد من الوصول اليها في مستقبل الايام.

ولنتجاوز ما تريد مناقشته الصحافة الفرنسية لانه شان يخصها وتؤكد على المهم في الامر الا وهو ان التحذيرات التي صدرت وتصدر في كل لحظة وخاصة من الدول التي اصبحت مطمعا سهلا لهذا الارهاب لعدة عوامل واسباب لا نريد الخوض في تفاصيلها والتي اكدت ان مواجهة هذا الارهاب يتطلب جهدا عالميا واقليميا وعلى كل المستويات الاعلامية والاجتماعية والسياسية من اجل قبره في مهده وقبل ان يتفرعن. الا ان هذه النداءات قد قوبلت وخاصة من المجتمع الدولي بالبرودة وعدم الاعتناء لان المعطيات والمؤشرات المعلومة ان الذين قدموا ولازالوا يقدمون الدعم لهذا الارهاب الاهوج قد قيدوا تواجده في منطقة محددة ولغرض هدف محدود. لذلك فانهم مطمئنون من خطره.

ولكن وبنفس الوقت قد غاب عن اذهان هؤلاء ان الشعوب التي يريد الارهاب قهرها واستعبادها واذلالها لايمكن ان تسكت او تلتزم الصمت او ترفع الراية البيضاء بل هي شمرت عن سواعدها واستطاعت ان تضع ليس فقط الارهاب بل حتى داعمية في زاوية حرجة بحيث اخذت منه الضربات القاصمة والقاضية مأخذها مما جعله ان يعود من حيث اتى وان ينتقم من الذين وضعوه في هذا المأزق. وقد تكون عملية فرنسا تقع ضمن هذا الاطار. ومن الطبيعي ان الامر وان ترك على ما هوعليه فانه سيطال دولا اخرى داعمة للارهاب سواء كان في المنطقة والعالم.

لذلك فان حادثة فرنسا لابد وان تفتح الافاق والاذهان بصورة سريعة وعاجلة الى بذل الجهود وتوحيدها وعلى المستويين الاقليمي والدولي من اجل كبح جماح هذا الارهاب وبكل اشكاله وصورة لانه بدا يشكل خطرا حقيقيا وواقعيا وهو مااكدته الجمهورية الاسلامية وعلى لسان مسؤوليها وكان آخرها بالامس على لسان وزير الخارجية ظريف الذي دعا المجتمع الدولي ان يدرك خطورة الارهاب وان يضع الخطط اللازمة لمواجهته بدلا من خلق الذرائع الواهية او وضع الشروط التي لا تصب في الهدف الاساسي وهو القضاء على هذا الخطر الذي بدأ يداهم الجميع.

اذن فالمجتمع الدولي اليوم عليه ان يتحمل المسؤولية والمهمة الاساسية في وضع القوانين الصارمة خاصة ضد الذين لازالوا يدعون لدعم الارهاب تحت مسميات منمقة وكاذبة من امثال المعارضة المعتدلة في سوريا او غيرها من البلدان وان يقطعوا الطريق من خلال قطع الامداد المالي واللوجستي والبشري عن هذه المجموعات الارهابية وضربها في مواقعها التي تتواجد فيها الان من خلال مساعدة كل من دولتي العراق وسوريا واللتان ذاقا مرارة هذا الارهاب الاعمى وقطع دابره وبصورة لا تقوم له قائمة وبغير ذلك فان على هذه الدول ان تنتظر هجمات الارهابيين الحاقدين الذين لايفهمون غير لغة القتل والتدمير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.