ما الاسباب الحقيقية وراء العطف الأوروبي المفاجىء على اللاجئين السوريين؟

imegrates-europe-syria

وكالة مهر للأنباء الإيرانية ـ
مجد عيسى*:
نسمع كثيرا عن تغني الغرب بحقوق الانسان وعن دفاع اوروبا عن المدنيين في كل انحاء العالم وعن قلق دول العالم الاول على الوضع المعيشي والصحي لمواطني دول العالم الثالث ولكن بنفس الوقت ومن خلال مراجعة صغيرة للتاريخ ندرك بان اوروبا لا تقدم أية هبة ولا تدافع عن اي شي الا اذا كان يصب في مصلحتها ويخدم مشاريعها.
ولنسأل ما سبب هذا الاهتمام المفاجىء باللاجئيين السوريين الموضوع الذي اصبح يشغل الرأي العام الدولي وماالهدف من هذا التوقيت بالذات؟

اندلعت نيران الأزمة السورية منذ قرابة الخمس سنوات تعرض خلالها اهالي المناطق التي وقعت تحت سيطرة المجموعات الارهابية لشتى انواع الترهيب والتهجير الذي كان يشكل العنصر الاساسي للضغط على الدولة السورية حيث قامت هذه المجموعات بتهجير ملايين السوريين الى كل من تركيا والاردن ولبنان و قامت هذه الدول باقامة مخيمات على الحدود مع الدولة السورية لاستيعاب هذه الاعداد الكبيرة من اللاجئين وبما ان بعض هذه الدول جزء من الازمة السورية وقد دعمت الارهاب في سوريا بدأت بمناشدة المجتمع الدولي للتدخل السريع في سوريا لايقاف الحرب الدائرة وكانت اتهاماتها فقط توجه للدولة السورية بانها المسؤول الوحيد لما يجري في سوريا متناسيين الاف الارهابيين الذين يتسللون من حدودهم يوميا.

وبالرغم من المعاناة الكبيرة التي كان يتحملها اللاجؤون السوريون في المخيمات من فقر وجوع ومناخ قاس الا ان الدول الاوروبية لم تحرك ساكنا تجاه وقف العنف بل وعلى العكس استمرت في مخططها الداعم لهذه المجموعات الارهابية حتى انها قامت بتسهيل هجرة وتسلل الارهابيين من كل انحاء العالم الى سوريا.

لكن في الآونة الاخيرة بدأ التعاطف الغربي بالتضخم وبشكل مفاجىء وبدأت الماكينة الاعلامية الاوروبية بتسليط الضوء على معاناة اللاجئين السوريين والترويج لفكرة مساعدة اللاجئين عن طريق السماح لهم بدخول اوروبا مما دفع الكثير من الباحثين الى متابعة وتحليل هذا السلوك للوصول الى السبب والهدف من وراء هذا التحول المفاجىء وقد تمكنوا من التوصل إلى عدة نقاط  كان اهمها ان الحكومات الاوروبية ولتبرير تدخلها في سوريا قررت الاستفادة من قضية اللاجئين كغطاء للضربات الجوية التي تقوم بها  في سوريا وللعمليات الاستخباراتية التي تقوم بها بعض الدول الاوروبية خاص المانيا وبريطانيا وفرنسا والتي تدعي مكافحة الارهاب ومن جهة اخرى سلط بعض الباحثون الضوء على نقطة هامة وهي حاجة بعض الدول الاوروبية وخصوصا المانيا الى طاقات شابة حيث ان هذه الدول تعاني من مشكلة حقيقية في موضوع النمو السكاني وارتفاع معدل الاعمار مما يسبب افتقار للكوادر الشابة في الطبقة العاملة.

هذه الاسباب تبقى ثانوية ويبقى السبب الرئيسي قيد البحث ولكن بتحليل بسيط للمخطط الغربي منذ بدايته يمكن التوصل الى سبب اقرب ما يمكن إلى المنطق .كان الهدف الاساسي من اشعال نار الحرب في سوريا هو هدم الدولة السورية بالاعتماد على انهاكها بحرب طويلة مع مجموعات ارهابية مدعومة من قبل الدول الغربية وامريكا وبعض دول المنطقة لكن وبعد فشل هذه المجموعات بتنفيذ المخطط وبعد تنامي الخوف من انتشار ظاهرة الارهاب في العالم خاصة بعد ان اصبحت هذه المجموعات تسيطر على مساحة واسعة وغنية بالثروات بين سوريا والعراق واصبحت تمتلك نوع من الادارة الذاتية، بدء التحضير لعملية تحول في الخطة الغربية يعتمد على فكرة احتواء هذا الارهاب والسيطرة على افعاله وتحركاته وابقائها في منطقة الشرق الاوسط فبدل تدمير الدولة السورية يكفي فقط اشغالها بحرب لسنين طويلة تبقيها ضعيفة لا تشكل تهديد للمخططات الامريكية والغربية في المنطقة ولتنفيذ ذلك كان لا بد من  تشجيع السوريين على الهجرة خارج البلاد ليحل مكانهم كيان مقامه المجموعات الارهابية وفي مقدمتها  داعش وبالتالي تحول صراع الدولة السورية مع الارهاب الى صراع مع كيان مزروع في ارض سورية لديه مقومات عسكرية ولديه دعم وثروات تمكنه من خوض حرب طويلة الامد مع الدولة السورية وهذا الامر ليس بالجديد فهو مشابه لحد ما للمخطط الغربي الذي قام بزرع الكيان الصهيوني في قلب الامة العربية فلسطين عام 1948هذا الكيان الذي استمر باستنزاف الدول العربية وتنفيذ المخططات الامريكية حتى اليوم .

كاتب سوري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.