ما لا تدركه المعرفة في صحافة آل سعود!

saudi-comment

موقع العهد الإخباري ـ
ميساء مقدم:
أن يتمكّن أحدهم، كائناً من كان، من صياغة نص من أكثر من 2600 كلمة يتحدّث فيه عن “مدركات المعرفة في تكوين الملك سلمان الفكري” فهو بلا شك رجل فريدٌ بفطتنه وقدراته الخارقة.

كيف تمكّن عبد الرحمن الشبيلي من إلقاء محاضرته هذه ثم صياغتها في مقال على صفحات “الشرق الأوسط”؟ بماذا تراه كان يفكّر وهو يقول إنه يسعى “لاكتشاف السمات الفكرية في شخصية الملك سلمان بن عبد العزيز وتكوينه، باعتبارها مؤهّلات نوعيّة مُضافة في القدرات القيادية المُميّزة التي ينفرد فيها القليل من الزعامات”! أتراه استذكر طلاقة الملك في خطاباته؟ أم أنه استدّل على ذلك من كلمات سلمان الارتجالية التي حققت أعلى نسب مشاهدة، لا سيّما خطاب “الاستخراء”؟!

الملك سلمان

لنبتعد عن السخرية. يبدو الرجل جاداً فيما يقول ويكتب. يحاول البحث في ماورائيات حنكة سلمان. يعيدها في السبب البيولوجي الى الحالة الوراثية. يوضح “لا بد من الاشارة إلى تلك القدرات الذهنية التي ورثها عن والديه”! ويضيف من “أسس التكوين المعرفي والفكري” لدى سلمان، بحسب الكاتب، هو “الاستعداد الفطري للمعرفة”. إذاً، لدى الملك السعودي الحالي استعداد فطري للمعرفة اختصّه به الله عزّ وجلّ، وميّزه به عن باقي مخلوقات البسيطة.

يشرح الشبيلي عن علاقة سلمان بالثقافة والمثقفين كإحدى المدركات الفكرية لديه. كيف هي هذه العلاقة؟ الاجابة في هذه الكلمات “علاقة مبنيّة على المثاقفة، تبدأ باتصال ثم بمعرفة ثم بصداقة، وقد تتواصل إلى زيارة في مشفى أو مواساة في منزل، وكنت وكثيرون غيري شهودا على ما كان يضمره من احترام متساوٍ للمثقفين والأدباء ورجال الصحافة والإعلام”. مكتبة سلمان المنزليّة، كذلك، في مقدّمة مُدركات المعرفة في تكوينه الفكري!

الضربة القاضية في مقال الرجل الغارق في بحار علوم سلمان كانت في الفقرة الأخيرة. من خلال استعراضه لثلاث سمات “انسانية”!

يقول “إن هذه القراءة لا تكتمل دون التأمّل في الأبعاد الإنسانية في شخصيّته، وهي سمات يتناول الكتّاب تحليلها بين الحين والآخر، وأكتفي هنا باستدعاء ثلاث علامات منها؛ “الكاريزما” الرزينة، والدعابات المرحة، ولمحات الوفاء”.

يكفي لأي طفل يمني أن يستمع لمقطع من خطابات سلمان ليكتشف سرّ الكاريزما التي تجعل من رجل محاضر في جامعة، يكتب كل هذه المطوّلات في مدح “المدركات الفكرية”. لعلّها “كاريزما” القتل والمجازر التي يرتكبها جيشه بإيعاز منه في اليمن. أو لعلّها “كاريزما” قطع رؤوس أصحاب الفكر والكلمة من أبناء الشعب في مملكة القمع.

هو خيار واحد لا ثاني له. أعمت الدنانير والريالات والدولارات عيون الشبيلي عن التمييز بين صاحب الفكر والكاريزما، وبين المتلعثم قاطع الرؤوس، وقاتل الأطفال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.