ما هو مصدر التهور السعودي؟

saudi-arabia-security-britain-protest.jpg

كتب الصحفي الاميركي “ديفيد اغناتيوس” في مقالة نشرت في صحيفة “واشنطن بوست”، اعتبر فيها ان قرار السعودية تنفيذ الاعدامات الاخيرة انما يدل على ان المملكة فقدت توازنها. وقال ان خوف المملكة من صعود ايران ادى بها الى اعدام رجل دين شيعي معارض، ما اثار اعمال الشغب في ايران و ادى الى قطع العلاقات الدبلوماسية وتصعيد حاد “في العداء الطائفي” الذي يجتاح المنطقة.

ورأى الكاتب ان سبب اتخاذ السعودية هذه الخطوة يعود الى كون المملكة خائفة، حيث اشار الى انها محاطة بالمتطرفين السنة التابعين لداعش و”الشيعة المدعومين من ايران”، بحسب تعبيره. كما لفت الى انها غارقة “بحرب مكلفة وغير ناجحة في اليمن”، والى انها لا تثق “بالراعي والحامي الاميركي”، وان ذلك يعود جزئياً الى دور الولايات المتحدة باتمام الاتفاق النووي، وقال الكاتب ان البلدان التي تشعر انها معرضة للخطر احياناً ما ترتكب أعمالاً متهورة وغير منتجة، وهذا ما حصل مؤخراً مع السعودية.

كما تطرق الكاتب الى المشاكل الداخلية السعودية، حيث تحدث عن معارضة امراء سعوديين كبار خطط ولي ولي العهد “محمد بن سلمان” الاصلاحية في المجال الاقتصادي وغيره. الكاتب رأى ان اعدام الرياض 47 شخصاً الاسبوع الماضي جاء في سياق مساعي القيادة السعودية لاظهار عزمها. واشار الى اعتقاد بعض المراقبين ان قتل النمر يعود جزئياً الى اعطاء غطاء لاعدام الراديكاليين السنة، لكنه اضاف انه وبغض النظر عن الدافع، فان اعدام النمر كان خطأ.

واعتبر الكاتب ان قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران ودفع دول عربية خليجية اخرى الى القيام بالمثل قد فاقم المشكلة، وقال إن قرار قطع العلاقات هذا كان ردَّ فعل مبالغا فيه. كما رأى الكاتب ان رغبة السعودية بالتصدي لما اسماه الهيمنة الايرانية كان قد اصطدم اصلاً بالمشاكل في اليمن، حيث اشار الى ان الحرب هناك تكلف المملكة قرابة مليار دولار كل شهر، دون ان تكون الرياض قد حققت “سوى الانقاض على الارض”. وتحدث ايضاً عن الضربات التي يشنها الحوثيون على المناطق الحدودية السعودية.

وقال الكاتب إن المخاوف السعودية تسببت بالنزاعات طوال اربعين عاماً، متحدثاً بهذا السياق عن تمويل السعوديين للارهاب الذي مارسته منظمة التحرير الفلسطينية، اضافة الى تمويلها المدارس الجهادية ومؤسسي القاعدة  و امراء الحرب السوريين. و رأى الكاتب ان السعوديين بحاجة الى الطمأنة بان واشنطن تساندهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.