مجددا نحو تطوير التفاهم

 

sayed hassan - aon
وكالة أخبار الشرق الجديد –
غالب قنديل:

يقدم حزب الله والتيار الوطني الحر مرة جديدة لجمهورهما إثباتا على متانة التفاهم الذي وقعه امين عام الحزب سماحة السيد حسن نصرالله وزعيم التيار دولة العماد ميشال عون في كنيسة مار مخايل وقد صدرت مجددا قبل أيام كلمة سماحة السيد التي كررها غير مرة في استحقاقات التأليف الحكومي منذ 6 شباط 2006 “معك يا جنرال في الحكومة أو خارجها “.

أولا – خلافا لما يظنه كثيرون وبينهم بعض الأنصار والمريدين لكل من الفريقين ، تكفلت السنوات بتوسيع مساحة اللقاء الممكن بين طرفي التفاهم والتجارب الصعبة والمريرة التي خاضاها معا في مؤسسات السلطة السياسية تؤكد الحاجة منهجيا لتوثيق التقارب الفكري والسياسي في النظر للعديد من الأمور والقضايا المتعلقة بالإصلاح والتغيير المنشودين بينما ظروف المنطقة تحتم التمسك بالتلاقي الوثيق على أحد أهم ثمار التفاهم باعتبار المقاومة خيارا استراتيجيا وقوة حماية للبنان بينما تشتد الحاجة إليها راهنا كقوة للدفاع الاستراتيجي في مجابهة التكفير الإرهابي بمقدار الحاجة المؤكدة والمثبتة بالوقائع في صد الأخطار والأطماع الصهيونية وحماية السيادة اللبنانية على التراب الوطني والمياه الإقليمية.

ثانيا – الاختلاف والخصوصية هما من المكونات الموضوعية في العلاقات السياسية ولذلك فالتباينات التكتيكية التي ظهرت أحيانا كانت ظواهر طبيعية أمكن احتواؤها بالتشاور وبالحوار وبالحرص المتبادل الذي أبداه كل من نصرالله وعون ، لكن من الثغرات الرئيسية التي أحاطت بهذه التجربة التحالفية المهمة في الحياة السياسية اللبنانية أنها تركت لتطورها العفوي وللإدارة اليومية المرتبطة بشؤون السياسة الداهمة كلما تحركت قضايا أو ملفات تستوجب التنسيق السياسي والعملي بين الفريقين وهذا ما جعل مناخ النقاشات بين قيادتي الحزب والتيار محكوما بالراهن الحكومي والسياسي وقاد إلى ظهور تباينات أحيانا في الموقف والتقدير والأولويات التكتيكية وبكل تأكيد كان ممكنا للنقاش الصريح والمنهجي احتواؤها لأننا إزاء طرفين ينطلقان من تكوين شعبي متشابه وأولويات وطنية تقدمية تشكل ركيزة للتلاقي في السعي لإنتاج المشتركات الوطنية .

ثالثا – من موقع الحرص على هذه التجربة المميزة أجد مناسبة ذكرى التوقيع على التفاهم فرصة للتأكيد على فكرة سبق لي ان اقترحتها على قيادتي حزب الله والتيار الوطني الحر وهي الحاجة لتطوير التفاهم كمحور لا بد منه لتوليد قوة دفع جديدة وديناميكية تغييرية في الحياة الوطنية اللبنانية وهما القادران على تشبيك العلاقة التحالفية مع مروحة واسعة من القوى والأحزاب والتيارات والشخصيات التي تمثل طيفا وطنيا وحدويا عابرا للطوائف والمناطق كما بينت التجارب منذ حرب تموز حتى اليوم فعلى كل مفصل مصيري تعرف القيادتان كيف حضرت حولهما تلك المروحة الوطنية الجامعة التي تمثل الكتلة الوطنية التقدمية الحاضنة لخيار المقاومة ولفكرة الإصلاح والتغيير في المجتمع اللبناني .

نقطة البداية لتطوير التفاهم هي تكوين فريق عمل للحوار والتفكير من الجانبين مع جدول أعمال محدد ومهلة للإنجاز تماما كما حصل عند إعداد وثيقة التفاهم التي وقعت يوم السادس من شباط .

رابعا جدول الأعمال الذي أقترحه على قيادتي الحزب والتيار لمناقشته وتحضير التفاهمات الممكنة بشأنه يتكون من النقاط الرئيسية التالية :

– قانون الانتخاب الجديد

– الإصلاحات الدستورية العاجلة في ضوء التجربة

– مضمون الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الراهن

– التعيينات الإدارية والإصلاحات الملحة في مؤسسات الدولة

– التدابير التي لا بد منها لإصلاح القضاء والأجهزة الأمنية

التوصل إلى فهم مشترك حول هذه النقاط وصياغته في وثيقة جديدة تستكمل التفاهم الوطني الموقع بين الجانبين ليس معجزة بل هو أمر قابل للتحقيق وربما في وقت أقل بكثير مما يهيأ لنا للوهلة الأولى ولا ينبغي استئخار هذه العملية تحت ذريعة أولوية الاستحقاقات الداهمة ولدى القيادتين القدرة التنظيمية على تكوين الفريق المقترح وتكليفه بعمله المشترك دون التأثير على فعالية متابعتهما للمستجدات.

هذه الخطوة ستؤسس لإشهار برنامج انتقالي للنضال الوطني في لبنان يمكن ان تلتقي عليه جهات عديدة وهي مسؤولية الحزب والتيار المؤهلين بحكم الخيار والموقع لتكوين عامود فقري لائتلاف إنقاذي واسع .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.