مخطوفو اعزاز في أحضان أهلهم

 

عرس وطني بعودة المحررين اللبنانيين التسعة الى ديارهم

 

Makhtoufi azaz

بعد حوالي سنة وسبعة أشهر، بلغ ملف الزوار اللبنانيين المخطوفين في أعزاز خاتمته السعيدة، ونالوا حريتهم بوصولهم برفقة مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الى ديارهم حيث أطلق سراحهم في إطار صفقة شملت الطيارين التركيين وعدد من السجينات السوريات، وذلك بعد ان تكللت جهود اللواء ابراهيم بالنجاح على اثر جولاته المكوكية التي قام بها ما بين بيروت وتركيا وقطر وسوريا، هذه الجولات التفاوضية أثمرت في النهاية تحريراً للزوار.

ولدى وصوله أرض المطار مع المحررين من اعزاز، اعتبر اللواء عباس ابراهيم، ان “ما تم تحقيقه وانجازه، هو نصر للبنان، فالمفاوضات مع الجانب التركي والقطري والسوري، أثمرت ما نشاهده الآن. نحن نشكر قطر من كل قلبنا، ونشكر تركيا وسيادة الرئيس (السوري بشار) الأسد الذي سهل هذه المهمة، من كل قلبنا. ولدينا عمل كثير نقوم به، إذ ما زال المطرانان وغيرهم (مخطوفين) الموضوع لم ينته انما جزء منه”.
ورداً على سؤال عن عملية التفاوض الذي وصفها البعض بالصعبة جداً، قال: “لا شك كانت صعبة، انما لا شيء صعب اذا كانت هناك ارادة”.
وعن مشهد الوحدة الذي صنعته هذه العملية، قال: “لم اكن اتمنى في نهاية هذه العملية الا ان ارى هذا المشهد”.

وبالتزامن، مع انطلاق الطائرة التي تقل المحررين اللبنانين التسعة من مطار صبيحة في اسطنبول، انطلقت الطائرة التي تقل الطيارين التركيين من مطار بيروت الى تركيا، بعد أن نقلا في مروحية عسكرية، برفقة ضباط من الأمن العام، من مطار رياق إلى مطار بيروت الدولي. وقد تم التقاط الصور للمحررين اللبنانيين والطيارين التركيين والسجينات السوريات الذين ركبوا الطائرات لتأكيد تزامن اقلاع الطائرات الثلاث. فيما أكدت وكالة الأنباء التركية الرسمية إطلاق سراح الطيارين التركيين المخطوفين.

Makhtoufi azaz 1

وكان تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، اتصالاً من المدير العام للأمن أبلغه خلاله ان الطائرة التي تضم مخطوفي اعزاز تستعد للانطلاق الى بيروت. وأجرى سليمان اتصالاً بأمير قطر تميم بن حمد شكر له في خلاله جهوده التي ادت الى الافراج عن مخطوفي اعزاز واعادتهم الى لبنان.

الى ذلك، تلقى سليمان اتصالاً من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هنأه خلاله بانتهاء قضية مخطوفي اعزاز والافراج عنهم. وقد شكر رئيس الجمهورية للرئيس عباس اتصاله وشكر له أيضا الجهود التي قام بها لإيصال هذا الملف الى نهايته.

Makhtoufi azaz 2

وحضر لبنان الرسمي والشعبي، خصوصاً أهالي المحررين في مطار بيروت لاستقبالهم في مشهد لا يمكن وصفه الا بعرس تحرير، وقد حضرت الشخصيات السياسية والرسمية من بينها وزير الداخلية مروان شربل ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ممثل الرئيس المكلف تأليف الحكومة تمام سلام محمد المشنوق، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور ممثلاً الرئيس نبيه بري، وزير الاعلام وليد الداعوق، وزير الصحة علي حسن خليل، وزير العدل شكيب قرطباوي، وزير الدولة علي قانصو، ممثل النائب سعد الحريري النائب خالد زهرمان، النائب علي عمار، عضو “تكتل التغيير والاصلاح” النائب حكمت ديب، وممثل رئيس كتلة “المستقبل” النيابية فؤاد السنيورة النائب عاصم عراجي، والنائبان بلال فرحات وقاسم هاشم، النائب غازي زعيتر، كما حضر القائم بالأعمال القطري سلطان الكبيسي، والسفير التركي في لبنان ايمان اوزيديز.

ويشار الى ان الشخصيات الرسمية التي كانت موجودة في صالون الشرف الرئيسي في مطار بيروت الدولي، انتقلت إلى قاعة جانبية محاذية لصالون الشرف، بسبب الازدحام الكبير الناتج عن الأعداد الكبيرة للمستقبلين من أهال وأقرباء وإعلاميين.

وفور وصول المحررين التسعة الى الضاحية الجنوبية، أقيم أمام مقر حملة “بدر الكبرى” في بئر العبد، استقبال شعبي حاشد لهم، بدأ بنشيد خاص بالمناسبة. ووجه عريف الاحتفال تحية لـ “الفرسان الشجعان”. كما نثر سكان المنطقة الأرز على الموكب.

Makhtoufi azaz 3

وألقى النائب علي عمار كلمة حزب الله في الاحتفال، قال فيها “في هذه اللحظات السعيدة التي نستقبل بها خيرة شبان لبنان الذين عانوا ما عانوا من الاعتقال التعسفي الظالم، دون اي ذنب ودون اي امر ارتكبوه، وكانوا يعبرون وهم عائدون من زيارة ثامن ائمة اهل بيت محمد الامام الرضا عليه أفضل السلام، كانوا يعبرون عن ولائهم وانتمائهم لله، لرسالة السماء فوقعوا في الاسر والاعتقال الظالم التعسفي. اغتنم هذه الفرصة لأهنىء لبنان، كل لبنان على مختلف مشاربه وأطيافه السياسية وغير الطائفية. واقول ان هذا اليوم هو عيد وطني كبير غمر بفرحته كل اللبنانيين من دون استثناء، من اقصى الشمال: من عكار الى طرابلس والبترون وشكا وجبيل وكسروان والجبل والجنوب والبقاع والضاحية، هذه الضاحية الابية”. وهنّأ “الامهات والاباء والابناء والعوائل في البقاع والجنوب والضاحية، وفي كل لبنان بهذا اليوم السعيد”. وأضاف: “صحيح ان الفرحة تغمرنا جميعاً، الا انه مازالت الفرحة منقوصة بإستمرار احتجاز المطرانين الاسقفين اللذين يمثلون رسالة من رسالات السماء. كما انه ينقصنا أيضاً الفرحة بإستمرار اختطاف الاخ المجاهد ابن العائلة الكريمة حسان المقداد، ولا ننسى في الاول والاخر اسرانا الذين ما زالوا في سجون العدو الاسرائيلي واعني ليس فقط اللبنانيين والعرب بل اقصد بالتحديد 10 الاف اسير فلسطيني ما زالوا يرزحون تحت وزر الاحتلال. لذا اخاطب المجتمع الدولي المزدوج في معاييره ومقاييسه، بكل منظماته الدولية ان تعمل من اجل فك قيد الاسرى والمعتقلين”. وختم: “ليسمح لي سيد المقاومة السيد نصرالله ودولة الرئيس نبيه بري ان اشكر بإسمهما، انا وزميلي الكبير العريق الاستاذ غازي زعيتر، كل من شارك وساهم وبذل جهدا من اجل طي هذه القضية المتأزمة. وان كان من كلمة شكر ايضا فاننا نشكر فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس بري ودولة رئيس الحكومة والرئيس المكلف وكل القوى والفاعليات من دون استثناء، على الجهود التي بذلت في سبيل انهاء هذا الملف. كما أشكر وزير الداخلية ولواء الوطن اللواء عباس ابراهيم في الجهد المضني الذي بذله والذي لا ينتمي الى طائفة او منطقة او فريق سياسي ان اللواء ابراهيم ينتمي الى الوطن.

Makhtoufi azaz 4

ثم ألقى النائب غازي زعيتر كلمة باسم حركة “أمل”، قال فيها: “انه يوم مبارك. انتم بين اهلكم وعوائلكم، لا يسعنا الا ان نعبر عن فرحتنا التي عاشها كل لبنان بطوائفه ومكوناته، وما جرى في المطار خلال استقبال هؤلاء الابطال، هو دليل على هذه اللحمة التي نأمل ان نسعى الى استغلالها لمعالجة كل قضايانا، نحن كلبنانيين، لا بد ان نتحاور بعد عودة هؤلاء الابطال من سجون الارهابيين. ونؤكد شكرنا لكل من ساهم في تحريركم، باسم الرئيس بري والسيد نصرالله نهنيء هؤلاء الاحرار الذين صبروا، اننا نطالب بتحرير كل السجناء المعتقلين وخاصة المطرانين اللذين ما زالوا في ايدي الارهابيين”. وشدد على “ان لبنان لا يقوى الا بهذه المشاهد التي تعبر عن صمودنا لمواجهة كل المصاعب”.

وفي الختام ألقى المحرر عباس شعيب كلمة شكر فيها الحضور جميعا، وشكر بشكل خاص اللواء عباس ابراهيم على الجهود الكبيرة التي بذلها، والوزير مروان شربل وشكر خاص لـ “صاحب العمامة السوداء (السيد حسن نصر الله) الذي يبقى جبينه مرفوعا”. وقال: “لولا فضل الطيارين التركيين لما تم الافراج عنا”.

وفي المواقف، جدّد ميقاتي التعبير عن سروره لـ “النهاية السعيدة لهذا الملف الانساني المؤلم لجميع اللبنانيين وخصوصاً للمواطنين اللبنانيين التسعة وذويهم”. وشكر مجدداً “كل من ساهم في انهاء هذا الملف من الشخصيات والدول الشقيقة والصديقة”. كما اشاد بـ “المتابعة الحثيثة لوزير الداخلية مروان شربل لهذا الملف منذ خطف اللبنانيين التسعة وحتى تحريرهم”، وبـ “الدور الذي قام به من اجل الوصول الى هذه النهاية السعيدة”. وقد أجرى ميقاتي اتصالاً برئيس المجلس النيابي نبيه بري وهنأه بتحرير اللبنانيين التسعة.

Makhtoufi azaz 5

وهنأ ممثل الرئيس المكلّف تأليف الحكومة تمام سلام، محمد المشنوق، أهالي المخطوفين بإطلاق سراح أهلهم وأقاربهم، متمنياً “الخروج من الحالة الصعبة التي مروا بها”،آملاً “أن تنتهي كل الأوضاع السيئة التي يتعرض لها أهلنا في لبنان من خطف، لأن هذا العمل مسيء للناس والمواطنين”.

بدوره، تمنّى وزير الصحة علي حسن خليل أن “تتعمم هذه الفرحة عند عودة المطرانين اللذين يبقيان أمانة عند كل اللبنانيين، ويجب العمل بكل قوة لإطلاقهم”. وتوجه وزير الصحة بالشكر الى قطر والى “كل الدول والأفراد الذين ساهموا في إتمام هذه العملية، ولا يوجد شيء من دون أبعاد ودلالات”، مشيراً الى “أن شيئاً كبيراً يحدث في المنطقة سواء على صعيد تبدل العلاقات الدولية ودورها”.

من جانبه، هنّأ وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال شكيب قرطباوي أهالي المحررين من أعزاز. وتمنى “إطلاق سراح المطرانين، وإنهاء أزمة الطيارين التركيين، لأننا ضد خطف أي كان”. وشكر قرطباوي “كل الذين ساهموا في عملية تحرير المخطوفين، خصوصاً قطر وتركيا”، كما شكر وزير الداخلية مروان شربل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على جهودهما.

Makhtoufi azaz 6

وأعرب وزير الاعلام وليد الداعوق عن سروره للتوصل “أخيراً الى هذه النتيجة المفرحة التي تم من خلالها الإفراج عن اللبنانيين التسعة، الذين كانوا محتجزين دون وجه حق منذ حوالي سنة وسبعة أشهر”. وقال: “نهنىء اللبنانيين جميعا بهذا الانجاز الوطني الكبير، ونشكر كل من ساهم وسعى من أشقاء وأصدقاء في إنجاح هذه الخطوة الكبيرة”.

عضو “تكتل التغيير والاصلاح” النائب حكمت ديب، هنأ أهالي المخطوفين، وقال:”أبارك للبنانيين، وهذه جريمة يجب ان يحاسب من قام بها لانها جريمة يعاقب عليها القانون الدولي والقوانين اللبنانية، حتى الخطف داخل لبنان يجب ان نتشدد في وجه كل من تسول له نفسه ان يقوم بهذه الاعمال”. وأضاف: “ان حجز الحرية جريمة كبرى ولبنان يعاني من هكذا نوع من العمليات وبقدر ما نرى الفرح على وجوه اهالي المخطوفين المحررين بقدر ما نتذكر 17 شهرا من المعاناة اليومية، كيف كانوا يتنقلون من مكان الى آخر للمطالبة باحبائهم. واكرر واقول مبروك لاهاليهم وللبنانيين عموما”.

وبارك النائب علي عمار للبنانيين بتحرير المخطوفين اللبنانيين التسعة وتمنى على الدولة اللبنانية وعلى كل الدول التي شاركت بانهاء الازمة الانسانية ان تسعى سعيها بملف المطرانين المخطوفين.

هذا، وأكد النائب عاصم عراجي، ان “هذه الفرحة لا تخص فريقاً بعينه فقط، ولكن كل اللبنانيين. وفي مثل هذه المواقف نقف مع بعضنا، ونساند بعضنا”.

من جهته، بارك رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك “المحررين من أعزاز ولأهلهم ومحبيهم حريتهم وصبرهم واحتسابهم وعودتهم سالمين غانمين الى حضن الوطن”، مؤكداً أن “هذا الأمر لم يكن ليحصل لولا التحولات والصمود ودماء الشهداء والمقاومين”.

بدوره، هنّأ نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، اللبنانيين، بـ “اطلاق سراح الزوار المخطوفين في اعزاز وعودتهم الى وطنهم سالمين في فرحة وطنية كبرى عمت قلوب ذويهم ومحبيهم العقلاء الصابرين”. وقال في بيان: “نسأل الله ان تعم الافراح قلوب كل اللبنانيين المطالبين بالعمل لما فيه امن واستقرار وعافية لبنان وشعبه، وان يمن الله على اللبنانيين والمسلمين بفرحة عودة الامام السيد موسى الصدر واخويه الشيخ محمد يعقوب والاعلامي عباس بدر الدين، الى ساحة جهادهم سالمين”.

وتوجه بالشكر إلى “كل الجهود المباركة التي ساهمت في اطلاق المخطوفين، ونخص بالشكر سوريا وقطر وفلسطين على كل التسهيلات والمساعي التي بذلت على مختلف المستويات، وننوه بجهود وزير الداخلية والبلديات مروان شربل والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم على جهودهما وحرصهما على عودة كل المخطوفين الى وطنهم”.

وتمنى العلامة السيد علي فضل الله، أن “تكون الفرحة بعملية اطلاق المخطوفين اللبنانيين في سوريا، فرحة لبنانية جامعة وشاملة”، وان “تكون محطة من محطات الوفاق اللبناني”.
وفي بيان أصدره لمناسبة عودة المحررين من اعزاز، هنأ فضل الله “اللبنانيين جميعا بوصول هذه العملية إلى خواتيمها السعيدة”، معتبرا ذلك “انجازا مهما وكبيرا، وخصوصا في ظل الظروف الراهنة على المستويين اللبناني والخارجي”. وقال “ان هذا الانجاز تحقق من خلال الحركة المتواصلة والمساعي الدؤوبة التي قامت بها أكثر من جهة، وإن كان الدور الأبرز والمباشر في هذه العملية يعود للجهود الكبيرة التي قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم طوال فترة معاناة المختطفين وذويهم، حيث لم يسمح لليأس والظروف الصعبة أن تكون لها كلمتها الأخيرة في هذه القضية”. ودعا السيد فضل الله “إلى اطلاق سراح كل الذين حاولت الدولة أن تعاقبهم نتيجة نشاطهم المشروع في القضية”. وأكد مجددا “على اهمية أن تكون الفرحة باستقبال المحررين فرحة لبنانية جامعة وشاملة ليكون ذلك نموذجا للتكاتف اللبناني أمام أي مشكلة مماثلة وأي ازمة مشابهة”.

 

المصدر: موقع العهد الإخباري

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.