مسؤول أوروبي يكشف خفايا المقترح الأمريكي ويقول أن الفلسطينيين في وضع لا يحسدون عليه

 

في حديث مع (المنـــار) ، كشف مسؤول اوروبي أن اتفاق الاطار الذي تنادي به الولايات المتحدة وتدعمه اسرائيل يقوم على اعادة ترتيب القضايا الجوهرية ضمن أولوية معينة، بحيث يتم البدء بالأمن والحدود وتأجيل البحث في باقي القضايا الى سنوات قادمة في اطار توافق يتم بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.

وذكر المسؤول الدبلوماسي الاوروبي لـ (المنــار) أن جون كيري وزير الخارجية الامريكي كان يؤكد في لقاءاته مع نظرائه الاوروبيين أن وجهته هي نحو اتفاق نهائي، الا أن التراجع الأخير الذي أبداه الوزير الأمريكي يؤكد أن كيري والفريق الامريكي لدعم المفاوضات برئاسة مارتن انديك اقتنعا بالموقف الاسرائيلي باستحالة التوصل الى اتفاق دائم مع الفلسطينيين في هذه المرحلة، وبالتالي هناك ضرورة للقفز عن القضايا الجوهرية المعقدة كالقدس واللاجئين وتأجيلها لسنوات قادمة، والاكتفاء بموضوعي الأمن والحدود.

ويرى المسؤول الاوروبي ـ الذي رفض الكشف عن أسمه ـ أن واشنطن تحاول ارضاء القيادة الاسرائيلية الغاضبة بسبب الاتفاق النووي مع ايران، من خلال التجاوب مع الرغبات الاسرائيلية في الموضوع الفلسطيني، وبصورة اساسية فيما يتعلق باحتياجات اسرائيل الأمنية، حيث ترغب اسرائيل في أن يتم الاتقاق على الترتيبات الأمنية بشكل يستجيب لجميع احتياجات ومطالب اسرائيل، وتحديدا الترتيبات والاجراءات الخاصة على الحدود الشرقية مع الأردن.

ويقول المسؤول الاوروبي أن المعلومات المتوفرة حول مقترح أمريكا بشأن الترتيبات الأمنية لا يختلف كثيرا عما تطالب به اسرائيل، وأنه في حال أخذت الولايات المتحدة ببعض التحفظات الاسرائيلية على المقترح الأمريكي، وأيضا في حال أجبر الفلسطينيون على قبول هذا المقترح، فان السيادة التي سيطالب بها الفلسطينيون على حدود دولتهم المستقلة ستكون عبارة عن “نكتة كبيرة” ـ Big Joke ـ حسب وصف المسؤول الأوروبي.

وأشار المسؤول الاوروبي الى أن الاجراءات الأمنية المقترحة على المعابر الحدودية تقوم على وجود مراقبة اسرائيلية على مدار الساعة لما يجري على الحدود، أي حسب وصف المسؤول الأوروبي اشرافا اسرائيليا من “وراء الستار”.

وكشف المسؤول الأوروبي لـ (المنــار) عن أن هناك العديد من الشروط في المقترح الأمني تضمن تحول التواجد العسكري الاسرائيلي المؤقت الى تواجد دائم، حيث سيتم تأهيل قوات أمنية فلسطينية على أيدي مدربين أمريكان، وأن لا تنقل السيطرة للأمن الفلسطيني قبل أن يتم تقييم تلك القوات، والتأكد من قدرتها على حفظ الأمن.

ويضيف المسؤول الأوروبي أن هناك اجماعا لدى طاقم الدعم الامريكي على أن الفلسطينيين يمكنهم الانتظار، وأن اصرارهم على التقدم باتجاه اتفاق دائم، هو اصرار “غير مفهوم” وعليهم التركبز على بناء اقتصاد فلسطيني، والتعامل مع خطة كيري الاقتصادية، كبديل عن التقدم في المسار السياسي، واختتم المسؤول الاوروبي حديثه مع (المنـــار) بالقول، إن الفلسطينيين اليوم هم في وضع لا يحسدون عليه في ظل حالة من التشتت العربي والفوضى التي تجتاح عواصم رئيسة في المنطقة، اضافة الى حالة الحصار المالي التي تتبعها أطراف عربية ودولية اتجاه السلطة الوطنية الفلسطينية.

المصدر: صحيفة المنار الصادرة في فلسطين عام 1948

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.