مصادر روسية للجمهورية:معارضة سوريا لا تتعامل بجدية مع جنيف2 كفرصة للحل

 

أكدت مصادر ديبلوماسية روسية لصحيفة “الجمهورية” ان “موسكو اطّلعت على مضمون مسودة شروط “الجيش السوري الحر” للمشاركة في مؤتمر جنيف 2، لكنها لم تناقشها مع الشركاء الغربيين ولم تعلّق عليها، لأنّ التوافق الاميركي ـ الروسي يؤكد في وضوح ذهاب جميع فرقاء النزاع السوري الى جنيف بلا شروط مسبقة، فالشروط والشروط المتبادلة تشكل عائقاً أمام حوار جدي ومسؤول، وتكبّل كل المساعي الدولية الهادفة الى إيجاد حلّ سلمي للازمة، خصوصاً انّ التوافق الدولي على “جنيف ـ 2” يقضي بطرح كلّ الاوراق على طاولة البحث من دون وضع سقف محدّد لها، الامر الذي يسقط مبدأ الشروط المسبقة”، مشيرة إلى أن “المعارضة لا تزال تطالب بجدول زمني محدّد لتنحّي الرئيس السوري بشار الاسد عن السلطة، الامر الذي لا يمكن تطبيقه في اعتبار انّ الأسد لا يزال فريقا اساسياً في معادلة الحلّ ولا يمكن تهميشه او إبعاده عن الحوار، لأنه يحظى بشرعية رئيس دولة منتخب، اضافة الى رصيده الشعبي لدى كلّ المكوّنات الاجتماعية في سوريا”.

واعتبرت أن “مطلب المعارضة الدخول في مفاوضات غير مباشرة مع النظام يعني عدم الجدية والمسؤولية إزاء الحلّ السلمي، زد على ذلك فإنّ المعارضة تحاول تسويق فكرة “وضع جدول زمني لتطبيق مقررات “جنيف ـ 2″ تحت البند السابع”، ما يشير في وضوح الى انها لم تسقط بعد من حساباتها التدخل العسكري الخارجي، وذلك بسبب فقدانها الأمل في تحقيق تقدم ملموس في الميدان يمهد لقلب المعادلة الحالية”.

ورأت المصادر الروسية انّ “المعارضة لا تتعامل بجدية مع “جنيف ـ 2” كفرصة مهمة، وربما الفرصة الوحيدة، للحلّ من خلال مطالبتها بتنفيذ مقررات “جنيف ـ1” برقابة عربية، في حين انّ تلك الدول التي تروّج لها المعارضة لرعاية عملية التطبيق، باتت جزءاً من الازمة ولا يمكنها لعب دور محايد لأنها دخلت في كلّ تفاصيل الازمة السورية من خلال دعمها عدداً من فصائل المعارضة عسكرياً ومادياً”، لافتة إلى أنه “في ما يتعلق بالمطالب الأُخرى كإطلاق المعتقلين من السجون ووقف العمليات العسكرية، وفكّ الحصار عن بعض المناطق، فإنها ستكون على سلم اولويات “جنيف ـ 2″، لأنّ الجانبين يجب أن يقدّما التسهيلات العملانية والتنازلات في هذا المجال من أجل خلق اجواء ايجابية في فلك جنيف، وفي هذا ما يعزز فرص الحلّ ويساهم في مدّ جسور الثقة بين المتحاورين وتخفيف الاحتقان السياسي والعسكري، وبالتالي يساهم في فتح الابواب امام حوار جدي وبنّاء”.

وأضافت أنه “على المعارضة الإدراك انها ايضاً معنية بتسهيل الطريق امام الحلّ، خصوصاً في ما يتعلق باستمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين الى سوريا، كذلك يجب عليها تحمّل مسؤولياتها امام تفشي ظاهرة الميليشيات المتطرفة المرتبطة بتنظيم “القاعدة” وغيره من التنظيمات الارهابية، التي باتت تسيطر على كثير من المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.