مصادر للديار: أجواء مخيم عين الحلوة تدفع بسقوط المبادرة الفلسطينية

 

رأت مصادر قيادية فلسطينية لصحيفة “الديار”، أن “كل الاجواء التي يعيشها مخيم عين الحلوة، تدفع بسقوط المبادرة الفلسطينية التي توصل اليها مختلف القوى والفصائل الفلسطينية لحماية المخيم من أية توترات أمنية أو جولات دموية، كما كان يحصل مع كل حادث أمني”. واشارت الى أن “المبادرة الفلسطينية ولدت في ظروف اجمعت القوى التي أسهمت في اخراجها والعمل بها، حيث كانت مصلحة الجميع اخراج المخيمات من الدائرة الامنية، ولكن يبدو ان هناك اجندات خارجية تريد زج المخيمات في حروب لا مصلحة لاحد بها، لا بل ان الضحية ستكون المخيمات”، لافتة الى ان “القيادة الفلسطينية في المخيمات على تواصل تام مع الجيش اللبناني القوى الامنية لمتابعة كل التطورات ومعالجة اية اشكالات امنية قد تحصل، والمبادرة ما تزال محصنة بارادة وبتوافق ومباركة الجميع، ولكن بات الجميع مقتنعا بان ايد خفية تسعى الى اشعال اقتتال فلسطيني ـ فلسطيني، والسعي لايجاد شرخ فلسطيني ـ لبناني”.

ورأت الاوساط القيادية الفلسطينية نفسها، أن “المخيمات تجاوزت القطوع الامني، وفي مراحل متعددة كانت تجري فيها أحداث دامية، في المحيط، ولم تنجر الى القتال، باستثناء بعض الحالات القليلة، وهي حالات خارجة عن مزاج المخيم وارادة قواه وابنائه، حيث ظهرت مجموعات صغيرة تتناغم مع التداعيات الخطيرة التي تركتها الاحداث في سوريا، كظهور رموز من الاسلاميين المتطرفين الذين يرتبطون بتنظيمات تشكل العمود الفقري للمجموعات المسلحة التي تقاتل النظام في سوريا، كـ”جند الشام” و”جبهة النصرة” او “فتح الاسلام”، او تورط فلسطينيين، ولو من خارج المخيمات، في عمليات تفجير إرهابية بواسطة سيارات مفخخة أو أحزمة ناسفة، استهدفت مؤسسات دبلوماسية ايرانية وتجمعات مدنية لاضفاء طابع مذهبي عليها، كل ذلك لم يُلبّ مخيم عين الحلوة او المخيمات الاخرى، دعوة التنظيمات الارهابية للانخراط في حربها الخطيرة، والتي لا يراها الفلسطينيون الا خدمة العدو الاسرائيلي، فلا وجهة للفلسطينيين في لبنان الا قضيتهم، وكل ما عداه محاولة لشطب حق عودة اللاجئين الذي تم التسويق له مؤخرا، كشرط اسرائيلي لاستئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الاسرائيلي، وهو شرط باركته الادارة الاميركية”.

ووافقت الاوساط على انه “مع ارتفاع وتيرة الاغتيالات والحوادث الامنية داخل مخيم عين الحلوة، فإن المبادرة الفلسطينية باتت على المحك، سيما وان عجز القوى الفلسطينية على حسم الامور ومحاسبة المتورطين في الحوادث الامنية بات واضحا”، مشيرة الى ان “اللجنة التي تتولى متابعة الاحداث الامنية والتحقيق بها، وتوصلت الى معلومات عن تورط احد الجهات الاسلامية السرية في اغتيال مسؤول جمعية المشاريع قبل اسبوعين، وان القاء القبض عليهم متعذر، لأن المخيم بات اشبه بالمربعات الامنية لبعض مجموعات “جند الشام” و”جبهة النصرة” وان اتخذت هذه المجموعات تسميات اخرى، لكن الخطير ان هناك معلومات تحدثت عن رابط بين اغتيال مسؤول جمعية المشاريع وبين اغتيال علي نضال خليل من “جند الشام”، حيث بدت عملية الاغتيال الثانية، وكأنها رد على عملية الاغتيال الاولى، وهذا ما يؤشر الى حرب تصفية قد لا تتوقف عند هذا الحد”.

ولا تقلل الاوساط القيادية الفلسطينية، من “أهمية التطورات والمستجدات الجارية على الساحتين السورية واللبنانية، فموازين القوى التي ترسم الواقع الاقليمي وربما الدولي، من شأنها ان تترك الاثر على ساحة المخيمات الفلسطينية في لبنان، الساحة التي ما تزال الساحة الاكثر اثارة وحساسية في لبنان”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.