معركة السيطرة على البحر الأحمر: تحالف السعودية لصالح إسرائيل

 

نشرت صحيفة “يسرائيل هيوم”، مقالًا تحليليًا كتبه مدير وحدة البحوث في قسم السياسة والاستراتيجيات (IPS) في المركز الأكاديمي متعدد المجالات في هرتسليا، الجنرال شاؤول شاي، أشار فيه إلى أهمية ما يدور في اليمن وتأثيره على البحر الأحمر ذو البعد الاستراتيجي بالنسبة لإسرائيل.

واعتبر شاي أنه “بعيدًا عن اهتمام الإعلام والسياسة، بدأ مسار جيوإستراتيجي ذو إسقاطات طويلة الأمد على المنظومة العالمية والإقليمية، ومن ضمنها إسرائيل، وهو سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من الموانئ والمحاور المهمة على البحر الأحمر، والحملة العسكرية التي شنها التحالف بقيادة السعودية ضدهم”.

ورأى شاي أنه “منذ شن الحملة العسكرية بدأت معركة صعبة في اليمن، والحرب الأهلية هناك تحولت إلى معركة لفرض الهيمنة على المنطقة بين إيران وحلفائها وبين المحور السني الذي تقوده السعودية”.

وأكد الجنرال الإسرائيلي أن “أحد المركبات الأساسية للصراع هو السيطرة على البحر الأحمر، أحد أهم الممرات التجارية في عالم، الذي يقع طرفه عند مضيق باب المندب بين اليمن وجيبوتي، والطرف الآخر عند قناة السويس المصرية، ويعتبر باب المندب أحد أكثر الممرات البحرية مرورًا للسفن، إذ يمر منه كل يوم نحو 3.3 مليون برميل نفط من دول الخليج لأوروبا، وكذلك يعتبر طريق التجارة بين أوروبا ودول آسيا، وعلى رأسها الصين واليابان والهند.

وتعتبر مصر، بحسب شاي، البحر الأحمر مكانًا إستراتيجيًا ومهمًا لأمنها القومي بشكل خاص، لأن اقتصادها يعتمد بشكل كبير على ما تدره قناة السويس من مدخول. وكذلك تعتبر إسرائيل البحر الأحمر إستراتيجيًا بشكل خاص، لأنه يعتبر منفذها التجاري مع دول آسيا.

وقال شاي إن “إيران حاولت السيطرة على مضيق باب المندب عن طريق حلفائها الحوثيين، وبالمقابل تكسب ثقلًا إقليميًا وسياسيًا واقتصاديًا، وكذلك تمتلك وجودًا عسكريًا في عدد من الدول التي تطل على البحر الأحمر، مثل السودان وإريتريا”.

وأشار شاي إلى أنه خلال فترة الحرب في اليمن، تمكنت السعودية من السيطرة على عدد من الموانئ المهمة المطلة على باب المندب والبحر الأحمر، لكن الحوثيين لا زالوا يسيطرون على عدد من المناطق الإستراتيجية، ويهددون الملاحة التجارية بصواريخ أرض بحر وألغام بحرية.

وتمكنت السعودية من تحقيق إنجاز سياسي خلال حربها على اليمن، المتمثل بقطع الدول الأفريقية المطلة على البحر الأحمر (السودان، الصومال، إريتريا، جيبوتي) علاقاتها الدبلوماسية باليمن، وإقامة قواعد وموانئ عسكرية لكل من السعودية والإمارات في هذه الدول، والتي تستعملها لشن الهجمات العسكرية في اليمن.

ومع تسليم مصر جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، بدأ وضع جيوإستراتيجي جديد، هو سيطرة التحالف الذي تقوده السعودية وتعتبر مصر شريكًا أساسيًا فيه، على المناطق الاستراتيجية بالبحر الأحمر، بدءًا من قناة السويس في الشمال حتى باب المندب جنوبًا، وتعتبر الجهود المصرية السعودية الإماراتية لتعزيز قواتهم البحرية كجزء من خطة تأمين السيطرة على المرافق الإستراتيجية في البحر الأحمر.

ولفت شاي إلى أن “الأهمية الإستراتيجية لم تغب عن ناظري الدول العظمى، إذ تحولت المنطقة لحلبة صراع بين هذه الدول، إذ تملك الولايات المتحدة أكبر قاعدة عسكرية في أفريقيا في جيبوتي، وبنت الصين قاعدتها العسكرية الأولى خارج حدودها أيضًا في جيبوتي، كما يوجد في ذات الدولة قواعد عسكرية لفرنسا واليابان”.

بالنسبة لإسرائيل، يقول شاي، فالأفضل أن يبقى البحر الأحمر تحت تأثير “التحالف السني الذي تقوده السعودية ومصر، مقابل التهديدات الناتجة عن السيطرة الإيرانية عليه، هناك مصالح مشتركة بين إسرائيل والتحالف السني في عدد من المواضيع الإستراتيجية، ومن هذه المواضيع منع السيطرة الإيرانية على البحر الأحمر، مع ذلك، على إسرائيل تجهيز نفسها لسيناريوهات أخرى، مثل الناتجة عن توتر العلاقات بين السعودية وإحدى شريكاتها، وما يترتب عليه من وضع جيوإستراتيجي جديد”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.