معركة الكليات…الحصار يشتد والمسلحون يفرون

kr

مُنيت الجماعات المسلحة بهزيمة قاسية في جنوب حلب بعد سيطرة الجيش السوري وحلفائه على الكليات العسكرية، محكمين بذلك الطوق على المسلحين داخل الاحياء الشرقية لحلب. الضربة الموجعة أدت الى اقفال الثغرة التي أحدثها المسلحون باتجاه الراموسة قبل أسابيع بشكل تام وبالتالي الاجهاز على مشروع سخرت له الجماعات المسلحة والأطراف الإقليمية والدولية الداعمة لها آلاف المسلحين من مختلف الجنسيات (27 فصيلاً) يترأسهم ما يُسمى “جيش الفتح”، فضلاً عن مدهم بكميات ضخمة من السلاح والعتاد والمعلومات الاستخباراتية، بهدف فك الحصار المفروض على المسلحين داخل حلب، حتى ان بعض تلك الأطراف روج لمحاولة حصار وحدات الجيش السوري داخل الاحياء الغربية في حلب عبر إصدار بيانات بذلك، وهو ما فشلت بتحقيقه منذ اللحظة الأولى لبدء ما سُمي بـ”ملحمة حلب الكبرى”، إضافةً للبروباغندا التي صنعها السعودي “عبد الله المحيسني” حيث أراد فك الحصار عن الأحياء الشرقية لحلب، متذرعا بأنه خلال أيام سيحرر المدينة وسيصلي بقلعتها.

كل ذلك، ذهب سدى مع إجهاز الجيش السوري وحلفائه على ثغرة الراموسة وإحكام الطوق مجدداً على المسلحين داخل أحياء حلب الشرقية.

عملية السيطرة على الكليات العسكرية بدأت مراحلها الأخيرة منذ أيام باستعادة التلال الحاكمة من الصنوبرات (المحروقات) إلى تلة القرع التي فشل المسلحون في استعادتها رغم استماتتهم، كونها تشرف بشكل مباشر على الكليات وخصوصاً التسليح، قبل أن يسيطر الجيش والقوات الحليفة على تلة البرندات..

وعلى جبهة 1070 حققت وحدات الجيش تقدماً في الأيام الاخيرة وتمكنت من خرق دفاعات المسلحين وإيجاد موطئ قدم داخل الكلية الفنية عبر السيطرة على مبنيين فيها. ترافقت هذه النجاحات مع قصف مدفعي وجوي مكثف، واستهداف لكافة تحركات المسلحين، الأمر الذي مهّد لهجوم وحدات الجيش السوري ليل الاحد انطلاقاً من جهة تلة القرع باتجاه كلية التسليح حيث دارت اشتباكات عنيفة انتهت بسيطرة قوات العميد سهيل الحسن في الجيش السوري خلال النهار على الكلية، وباءت محاولات المسلحين لاستعادتها بالفشل الذريع وتكبدوا خسائر كبيرة.

بعد ذلك، واصلت قوات الجيش والحلفاء تقدمها من جهة أخرى وسيطرت على باقي مباني الكلية الجوية وسط إشغال كبير للمسلحين في مشروع 1070 غرب حلب.

مع حلول عصر يوم الاحد، انطلقت قوات الجيش من كلية التسليح بالتوازي مع تقدم وحدات أخرى من الكلية الجوية باتجاه مواقع المسلحين داخل كلية المدفعية وسيطرت بشكل كامل عليها، تزامن ذلك مع فرار المجموعات المسلحة على رأسها جيش الفتح باتجاه الاحياء الشرقية، بينما هرب آخرون صوب قرية المشرفة جنوب مدينة حلب ومدرسة الحكمة غربها.

وفي وقت كانت قوات من الجيش والحلفاء تُشاغل المسلحين على جبهات الريف الجنوبي وتسيطر على تلة وقرية العمارة،
انجلى غبار المعركة عن مصرع 73 مسلحاً وجرح العشرات اعترفت تنسيقياتهم بمقتل 48 منهم، فضلاً عن مقتل عدد من المسؤولين الميدانيين والعسكريين وفقدان الاتصال مع بعضهم، بعد ان تمت الاستعانة بأكثر من 100 مسلح في الساعات الأخيرة من المعركة غالبيتهم أجانب استجلبوا من الحدود التركية.

المعركة التي أسموها “ملحمة حلب الكبرى” والتي انطلقت بـ31-7-2016 وكان لها عشرات المراحل، لم تبقي لحماً على عظام “جيش الفتح” والفصائل المشاركة معه إلا وتطاير، لينتج عنها 1300 قتيل بينهم أكثر من40 مسؤولاً ميدانياً وعسكرياً.

هذا الإنجاز العسكري للجيش السوري والحلفاء أصاب الجماعات المسلحة والفضائيات والأطراف الداعمة لها بصدمة كبيرة حيث أقرت جميعها بالهزيمة في الكليات العسكرية، لتنطلق بعدها حملات تخوين متبادلة حول المسؤولية عن هذه الهزيمة واتهامات بين الفصائل المسلحة بشأن التقصير والخذلان في المعركة.

كما أفيد أن ما يُسمى “غرفة العمليات المركزية” للمسلحين في منطقة ادلب صعقت من هروب مسلحي “جيش الفتح” من كلية المدفعية، فيما ذهبت بعض الفصائل إلى تبرير هزيمتها وفرارها من الميدان متذرعة بالقوة النارية الكثيفة التي استخدمها الجيش السوري وحلفاؤه، كما اتُّهِمَ “الجيش الحر” بسحب مجموعات مسلحة تابعة له من جبهة جنوب حلب والزج بها في المعارك الدائرة مع تنظيم “داعش” والوحدات الكردية في منطقة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، وذلك بعد تلقيه أموالاً من قبل الحكومة التركية.

وتجدر الإشارة إلى الحملة الكاذبة الكبيرة التي اتبعتها الفصائل المسلحة خلال معارك جنوب غرب حلب عبر بث الأخبار والصور والفيديوهات التي لا علاقة لها بمنطقة العمليات وإلى التضخيم في أعمال المسلحين في المنطقة، فالجيش السوري وحلفاؤه صمموا على الوفاء بالوعد بعدم تركهم للكليات العسكرية بأيدي المسلحين وهذا ما حصل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.