من الفايسبوك: الجهاد الإلكتروني وجهاد المناكحة

jihad-electronic

من الفايسبوك ـ
من صفحة Zakaria Mohammed:
ثمة أناس تتلخص مهمتهم في تسخيف كل عمل في مواجهة إسرائيل. وقد انضاف إليهم هذه الأيام عدد لا بأس من المتورطين في الأزمة السورية، الذين يرفضون علنا، أو بشكل غير مباشر، أي عمل ضد إسرائيل لأنه سيغطي على مركزية الأزمة السورية في اعتقادهم.
هؤلاء مثلا ظلوا يتحدثون عن الصواريخ العبثية في غزة، ويسخرون منها، إلى أن وصلت صواريخ حماس والجهاد إلى تل أبيب. واليوم هم يسخرون من الجهد الإلكتروني الذي تقوم به مجموعات من الشباب في أنحاء العالم العربي والإسلامي.
لهؤلاء نقول أن الحروب المقبلة ستبدأ بهجمات إلكترونية، وأن نجاح هذه الهجمات سيكون مؤشرا على نجاح من بدأ بالحرب. بل علينا أن نذكرهم أن الحرب الإلكترونية بدأت في الواقع منذ التسعينات في العراق وصربيا والعراق ثانية.. وفي كل الحروب التالية. كما نذكرهم بالهجمات المركزة الأميركية- الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية. أي أن هناك، بشكل ما، استبدالا للحرب المكلفة ضد إيران بالهجمات الإلكترونية، هجمات الفايروسات.
بالتالي، فالجهد الذي يقوم به الشباب في الحرب الإلكترونية يعكس تغيرا في طبيعة المواجهات في العالم، وفي الصراع العربي الإسرائيلي. كما يعكس إحساس الشباب أكثر من غيرهم بالنقلة التي تجري، ومحاولتهم للتواؤم معها.
عليه، يمكن استخلاص النقاط التالية من هجوم السابع من نيسان الإلكتروني، رغم أن حجم الأضرار التي أصابت إسرائيل لم تتضح بعد:
أولا: أننا، ولأول مرة، أمام هجوم منسق وبهذا الحجم، تشترك فيه مجموعات من العالم العربي بكامله تقريبا، إضافة إلى مجموعات من العالم الإسلامي. وهذا ما يشي بأن الحروب المقبلة مع إسرائيل لن تقتصر فقط على دول الطوق، على الأقل في الحقل الإلكتروني.
ثانيا: إن روح التضامن العربي، روح الوحدة العربية، التي مزقت وأهينت، تستعيد نفسها رمزيا انطلاقا من الحقل الإلكتروني.
ثالثا: ولهذا جانب نفسي مهم على العدو. فلأول مرة تحس إسرائيل وجمهورها أنهم مستهدفون في طول العالم العربي وعرضه.
رابعا: أن تأثيرات بروفات الحرب الإلكترونية التي بدأها الشباب، ستدفع بالجيوش العربية، عاجلا أو آجلا، إلى الانتباه لهذه المواجهة والاستعداد لها. وحين تحتاج هذه الجيوش إلى محاربين إلكترونيين، فلن تجد أمامها سوى هؤلاء الشباب الذين تمرسوا في المواجهة مع إسرائيل.
وفي كل حال، يبدو لنا أن جهاد الهاكرز أفضل من جهاد المناكحة الذي يدعو له السلفيون، على أقل تقدير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.