من هو العالم المسلم الذي اقترن اسمه بجبال (بلوتو)؟

pluto-idrissi1

في صور جديدة لسطح الكوكب، بثتها (ناسا) الأميركية، وقالت إنها على مستوى عالٍ من الدقة والجودة، نرى بالأبيض والأسود تضاريس لحفر وجبال وأنهار جليدية على طول شريط ثلجي خشن، ممتد 80 كيلومتراً من مشاهد مذهلة، فيها ظهرت تفاصيل جديدة عن سهول جليدية وجبال فردية، وأخرى متقاربة في سلسلة جبال، أهمها ما أطلقت عليه AL-Idrisi من دون شرح لمن يكون صاحب الاسم العريق. أكبر دارس في التاريخ للجبال والوديان.

والصور التي التقطتها المركبة من ارتفاع 10 آلاف كيلومتر، في أقرب تحليق لها حول الكوكب بيوليو الماضي ومرفقة بفيديو، في موقع NASA نفسه، ولم تجد فيها أو في الفيديو إشارة إلى الجبال التي اختارت (الإدريسي) اسما لها، لكنها ذكرتها بالاسم في الكلام الشارح للصورة.

أما الفيديو، فنجد عن (جبال الإدريسي) فيديو مجتزأ عنه، عنوانه Pluto: al-Idrisi mountains في (يوتيوب) لمن يرغب بمشاهدته، فيما ذكرت (ناسا) أن الصور التي وزعتها أدق بنحو 6 مرات من صور التقطتها (نيو هورايزونز) حين وصلت إلى الكوكب قبل 6 أشهر، بعد أن سافرت إليه بسرعة 51 ألف كيلومتر بالساعة، وأصبحت بعيدة عنه الآن أكثر من 170 مليوناً من الكيلومترات في الفضاء.

pluto-idrissi4 pluto-idrissi3 pluto-idrissi2

وما لم تذكره (ناسا) عن الإدريسي، لتلبي به فضول من تساءلوا عن صاحب الاسم، وسبب إطلاقه على سلسلة جبال في كوكب بالمجموعة الشمسية، فعلته (العربية.نت)، بعد جمعها لما تيسر عن مؤسس علم الجغرافيا، وأكبر دارس في التاريخ للجبال والوديان والتضاريس والمنحدرات، والرجل الذي استمرت أوروبا تنهل مما كتبه طوال مئات السنين.

وأشهر مؤلفات الإدريسي، كتاب (روجر) كما المعروف اسمه أجنبياً، وهو (المشتاق في اختراق الآفاق) عربياً، كموسوعة جغرافية كانت مرجعاً لعلماء أوروبا طوال 3 قرون، وتركها للعالم بطلب من (روجر الثاني) ملك صقلية، الراحل في 1154 بعمر 59 سنة، وكان محباً للعلوم والمعارف، ويكن احتراماً للإدريسي (الذي عاش في مملكته بعد سقوط الحكومة الإسلامية) وفق ما قرأت (العربية.نت) بسيرته المتضمنة أنه استخدم بيضة ليشرح للملك موقع الأرض بالفضاء، فأخبره أن صفارها الأرض، وبياضها سماء ومجرّات، وشرح في مناسبة أخرى لعدد من أمراء ووجهاء صقلية، ما أدهشهم عن كروية الأرض.

الإدريسي، الملقب بالشريف، والممهور رسمه على كثير من طوابع بريد كرمته بها بعض الدول العربية، واستغرق كتاب (روجر) أكثر من 15 سنة لينهيه، كان كبير الجغرافيين في التاريخ، مع أنه كتب في الأدب والشعر وعلم النبات، ودرس الفلسفة والطب والنجوم، خصوصاً في قرطبة، حيث كان يقيم، واستخدموا طوال قرون خرائط رسمها، بينها واحدة للعالم العربي والشرق الأوسط، وهو أول من حدد اتجاهات الأنهار والبحيرات، ودرس المرتفعات والجبال، وهو أول من حدد أيضاً مصدر نهر النيل، وكان خبيراً بالبحار وحركة تياراتها.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.