من هو عمر العاصي الذي حاول تفجير نفسه في الحمراء؟

 

نجح لبنان في إحباط عملية انتحارية في شارع الحمراء وسط العاصمة بيروت، بعد تمكّن مخابرات الجيش بالتعاون والتنسيق مع فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي من إلقاء القبض على أحد عناصر “داعش” عمر حسن العاصي، الذي سبق وانتظم في صفوف جماعة الموقوف لدى القضاء اللبناني أحمد الأسير، وتبيّن أن العاصي كان ينوي تفجير مقهى في بيروت وفق خطة أعدّها داعش منذ فترة وتقضي بتنفيذ عمليات إرهابية في عدد من المناطق اللبنانية.

 

في المعلومات أن العاصي الذي يعمل ممرضاً في مستشفى حمود الجامعي في صيدا لم يكن مطلوباً في ملف أحداث عبرا، ولم يكن متوارياً رغم أنه كان من أنصار أحمد الأسير، وأنه كان ضمن فريق المسعفين الخاص بمسجد بلال بن رباح، الذي كان يتخذه الأسير مقراً له.

وقد أصيب العاصي بعد اعتداء جماعة الأسير على مجموعة من سرايا المقاومة، قبل أسبوع من معركة عبرا مع الجيش اللبناني، وعمل بعدها لفترة في محل لبيع العصائر في مدينة صيدا قبل أن يعمل ممرضاً في المستشفى.

وجاء توقيف العاصي بعد توافر معطيات لدى الأجهزة الأمنية عن تنفيذ عمليات تفجير، حيث كان موضع رصد ومراقبة منذ فترة. وتلقى الموقوف تعليمات أعطيت له من تنظيم “داعش” لتنفيذ عملية في أماكن سياحية، وتم تزويده عبر مشغل له في لبنان بحزام ناسف يزن 8 كيلوغرامات من مواد شديدة الانفجار، بالإضافة إلى كمية من الكرات الحديدية، وذلك بهدف إيقاع أكبر خسائر بالأرواح.

وتحدثت معلومات أمنية أن الإرهابي قرر تفجير نفسه في الحمراء لقتل أكبر عدد من المواطنين، “كي يعرفوا قوة داعش”، وإنه جاء بسيارة نيسان مع رفاق إثنين له وخبأ الحزام الناسف تحت المقعد.

وأشارت المعلومات إلى أنه جاء قبل يوم واستطلع شارع الحمراء حيث وجد أن مطعم “كوستا” يتواجد فيه أكثر من 50 شخصاً، فقرر أن يأتي يوم السبت ويفجّر نفسه وبات ليلته في مخيم برج البراجنة.

وفي اليوم التالي لبس الحزام الناسف وتوجه نحو شارع الحمراء، لكنه لم يكن يعرف أن ثلاث سيارات من مخابرات الجيش والمعلومات تراقبه.

هذا التطور يعدّ تغيراً في سياسة “داعش” الذي كان نفذّ مع تنظيمات إرهابية أخرى مثل “جبهة النصرة” و”كتائب عبد الله عزام” تفجيرات وعمليات انتحارية في الضاحية الجنوبية لبيروت والهرمل وفي بلدة القاع الحدودية مع سوريا في حزيران/يونيو الفائت، ويبدو أن الإرهاب لم يعد يفرّق بين المناطق التي سيستهدفها، إذ سبق وأوقف الأمن العام شبكة كانت تنوي تفجير كازينو لبنان ومقاهي في وسط بيروت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.