ميقاتي: الجيش سيعيد الأمن والإستقرار الى طرابلس

 

ميقاتي لـ”الحياة”

انشغل رئس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي طوال نهار الاحد في متابعة معالجة الوضع الأمني في طرابلس والعمل من أجل ترسيخ الهدوء فيها. وهو أجرى لهذه الغاية اتصالات شملت وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وقادة الأجهزة الأمنية.

وأبلغ صحيفة «الحياة» ان لدى الأجهزة الأمنية أوامر واضحة وصريحة لإعادة الهدوء الى طرابلس وفرض الأمن فيها، وقال ان هذه الأوامر أعطيت لقادة الأجهزة الأمنية في الاجتماع الأخير الذي ترأسه رئيس الجمهورية ميشال سليمان «وقلنا لهم في حينها ان الغطاء السياسي متوافر للقوى الأمنية لفرض الأمن ومنع الإخلال به، تحت أية ذريعة كانت».

وأضاف: «أكد لنا قادة الأجهزة الأمنية، وعلى رأسهم قائد الجيش العماد جان قهوجي، أنه سيصار الى استقدام تعزيزات جديدة الى طرابلس (وهذا ما بوشر به منذ ليل السبت) على أن تباشر الوحدات العسكرية الانتشار فوراً والتمركز في النقاط الساخنة».

وكشف ميقاتي ان قيادة الجيش وضعت خطة متكاملة في هذا الخصوص تقضي بفرض أكثر من طوق، ليس على طول خط التماس بين باب التبانة وجبل محسن فحسب، وإنما في عمقهما لمنع عودة الاقتتال، وأن الأوامر المعطاة تنص صراحة على التشدد في تنفيذ الإجراءات لمنع أي اخلال بالأمن. وقال ان الوضع الأمني أخذ يميل الى التحسن، لكن لا بد من السيطرة عليه على رغم انه يحتاج لبعض الوقت ولكن لن يكون طويلاً.

ولفت أيضاً الى ان الوحدات العسكرية مسؤولة عن اعادة الهدوء الى هاتين المنطقتين وإلغاء خطوط التماس والعمل لفتح الطرقات بينما تتولى وحدات من قوى الأمن الداخلي معززة بدوريات من فرع المعلومات فيها الحفاظ على الأمن في الأحياء والشوارع الأخرى في المدينة وذلك بتسيير دوريات مؤللة وإقامة حواجز للتفتيش بغية توفير الحماية للخطة الأمنية.

أما على صعيد ما أعلنه ميقاتي سابقاً من احتمال مشاركة لبنان في مؤتمر «جنيف – 2» فأكدت مصادر وزارية لـ«الحياة» ان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في بيروت ديريك بلامبلي كان أبلغ ميقاتي وجود استعداد لدى الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي لزيارة بيروت، وعلى الأرجح وهو في طريقه الى دمشق، وأنه سيبلغه موعد وصوله قبل 24 ساعة.

وقالت المصادر نفسها ان لبنان لن يستبق الإعلان عن موقفه النهائي من حضور المؤتمر قبل أن يتأكد من موعد انعقاده وشكله وجدول أعماله والدول المشاركة فيه، لأنه يفضل أن يكون الحضور مكتمل النصاب وليس بمن حضر انسجاماً مع سياسته المتبعة بالنأي بنفسه عن تداعيات الحرب الدائرة في سورية والوقوف على الحياد، مع انه يلح على طرح مسألة النازحين السوريين الى أراضيه والتي تشكل عبئاً على الدولة التي لا تستطيع تلبية حاجاتهم ما لم يؤمن لها الدعم المالي من الدول المانحة.

 

ميقاتي لـ”الجمهورية”

وفي تصريح لصحيفة “الجمهورية”، قال: “منذ الإجتماع في قصر بعبدا الأسبوع الماضي اتّخذنا قراراً سياسياً واضحاً وصريحاً بالتشدّد في كلّ ما يمكن القيام به لتوفير الأمن في طرابلس، وأعطيت التوجيهات الى كلّ القوى الأمنية المنتشرة في المدينة لتكون بإمرة الجيش اللبناني ولتنسيق المهمات في ما بينها وتوزيع الأدوار، بما يضمن أمن المدينة واستقرارها. والآن نرى أنّ كلّ ما تقرّر ينّفذ، والجيش يتّخذ الإجراءات المقررة تدريجاً وقدر المستطاع، وما يقوم به الجيش لا مسايرة فيه لهذا الطرف أو ذاك، وهو يتّخذ إجراءات بلا تمييز بين منطقة وأُخرى، فجميع الطرابلسيين يريدون الأمن والإستقرار”.

وأضاف ميقاتي: “قلت إنّنا نرفض أن تكون طرابلس صندوق بريد توجّه منه الرسائل في هذا الإتجاه أو ذاك، وكلّنا كطرابلسيين ندفع الثمن. وأنا متأكّد من أنّ كل الخطوات التي سيتّخذها الجيش ستعيد الأمن والإستقرار الى المدينة، وآخر الأخبار التي وصلتني الليلة (مساء أمس) تؤكّد أنّ الوضع مستتبّ ومستقر، وإنّني أُتابعه لحظة بلحظة لتنفيذ كلّ الخطوات في أفضل الظروف التي يتمنّاها أهلنا في المدينة”.

وعلى الصعيد القضائي، قال ميقاتي: “إنّني على تواصل دائم مع مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية لإستعجال الخطوات القضائية والإسراع في التحقيقات الجارية مع الموقوفين في تفجيري مسجدي “السلام” و”التقوى” لإحالتهم الى القضاء المختص ولتأخذ العملية مجراها لتوضيح الأمور. فأهل طرابلس الذين عبّروا عن عقلانية تامّة بعد الإنفجارين وبعد الإعلان عن توقيف بعض المُتهمين بتنفيذهما عبّروا عن وعي كامل وعن رهان غير قابل للجدل على الدولة وأجهزتها، وأتمنّى ان تكون الدولة على مستوى هذا الرهان، وطلبي الى الجميع بسيط وواضح، وهو أنّه طالما أن ليس لدينا خيار سوى الدولة اللبنانية فما علينا إلّا أن نعمل لتعطيل المساعي الهادفة لجرّنا الى حيث لا نريد، فهل نحن نريد تعطيل المدارس والجامعات وإقفال الأسواق التجارية والإستمرار في نزف الأرواح البريئة؟ علينا أن نعمل لترجمة ولائنا للدولة ومؤسّساتها وقطع الطريق على الساعين الى الفتنة. فما يحصل ليس في مصلحة أحد ولا يمكن ان يوفر مصلحة لأحد على الإطلاق”.

وردّاً على سؤال حول الحصيلة الثقيلة من ضحايا وشهداء وجرحى، قال ميقاتي: “هذا أمر مؤسف جداً، وجميع هؤلاء الضحايا أبرياء كانوا يسعون الى لقمة العيش، وقد استشهدوا أو جرحوا، فمن هو المستفيد طالما إنّ الجميع متضرّرون؟ وما هو السبب والدافع الى ما يجري؟ وهل يريد البعض ان نكون دمى في يد هذا وذاك؟ إنّ جميع السياسيين وأبناء طرابلس يرفضون ذلك، فلنكن موحّدين في مواجهة ما يخطط للمدينة من جولة إلى أخرى”.

وردّاً على ما يقال من أنّ حوادث طرابلس هي انعكاس لما يجري في سوريا ومعركة القلمون تحديداً، قال ميقاتي: “ممّا لا شكّ فيه انّنا في لبنان مرآة لما يحصل في المنطقة، وربّما أنّ جزءاً ممّا يحصل اليوم هو انعكاس لما يحصل في سوريا، ولكن من المفروض ان نكون فوق مستوى هذا الأمر، وأقول لجميع الأطراف: فلنتعالَ على كلّ ما يجري في المنطقة، وحرام القبول باستنزاف قوانا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.