نقص الحديد في الجسم مشكلة شائعة

لحوم
لندن:
تعاني نصف النساء تقريباً من نقص في معدّلات الحديد في الدم، ويخشى الأطباء تفاقم هذه الظاهرة يوماً بعد يوم. فأسلوب العيش الحالي القائم على تناول مقدار أقل من اللحوم وممارسة المزيد من الرياضة، مسؤول إلى حد كبير عن ذلك النقص.

تشير الدراسات الى أن أكثر من نصف النساء يعانين من نقص في معدلات الحديد في الدم، وترتفع هذه النسبة إلى 70 في المئة بعد الحمل. والمؤسف أن 20 في المئة من هؤلاء النساء لا يملكن أي احتياطي من الحديد، وينخفض المعدل إلى 2 أو 3 في المئة تحت العتبة الضرورية ما يسبب فقر الدم. لكن لمَ تعتبر النساء عرضة لمشكلة نقص الحديد أكثر من الرجال؟ لأنهن يخسرن الدم أثناء الدورة الشهرية (خصوصاً إذا كان الطمث غزيراً)، ولأنهن يتناولن مقداراً أقل من اللحوم الحمراء (المصدر الأفضل للحديد) ولأنهن يمارسن الرياضة بشكل كثيف، علماً أن الرياضة تلتهم الحديد إذا جاز التعبير.

علامات منذرة:

يعتبر نقص الحديد في الدم مشكلة كبيرة عندما نعرف أن الحديد هو الحياة. فالحديد هو ما يسمح للكريات الحمراء بنقل الأوكسيجين إلى الخلايا. وعند حصول خلل في ذلك، تظهر أولى الأعراض المتمثلة على شكل تعب، وتساقط للشعر، وشحوب في البشرة، وتشقق في الأظافر، وانخفاض في معدل المناعة، وانقطاع النفس أثناء بذل أي جهد، وعدم التركيز. إنها أعراض مزعجة يتم تشخيصها في أغلب الأحيان على أنها مشكلات أخرى، فيبقى نقص الحديد في الدم من دون تشخيص. لذا، تبرز الحاجة إلى استشارة الطبيب وإجراء تحليل شامل للدم، ولاسيما لمستوى الفريتين (أي احتياط الحديد في الخلايا).

يكون المعدل الطبيعي عند الرجل 50 إلى 280 ميكروغرام في الليتر، وعند المرأة 50 إلى 204 ميكروغرام في الليتر قبل سن اليأس. وبعد سن اليأس، يصبح المعدل 30 إلى 250 ميكروغرام في الليتر. إذا كانت النتيجة أقل من هذه المعدلات، يبحث الطبيب عن العوامل المسببة، مثل استعمال مانع الحبل (الذي يسبب أحياناً دورات طمث أكثر غزارة) أو تناول بعض أنواع حبوب الحمل، أو حصول نزيف حاد.

الحلّ في الطبق:

لعل أحد أفضل الحلول لرفع معدل الحديد في الدم يتمثل في تناول الغذاء الصحي والسليم والمتوازن. أكثري من تناول اللحوم الحمراء قدر الإمكان، مع التركيز على الكبد. يتوافر الحديد أيضاً في المحار، والسمك وثمار البحر. كما ينصح الأطباء باستهلاك الأرز والحبوب الكاملة والبقول، مثل العدس، بمعدل مرتين على الأقل كل أسبوع. يستحسن أيضاً زيادة استهلاك الفيتامين C الذي يحفز امتصاص الحديد، عبر شرب كميات كبيرة من عصير البرتقال أو الليمون، من دون نسيان الخضار الخضراء مثل البروكولي.

لا للمداواة الذاتية:

في كل الأحوال، لا تحاولي تناول مكمّلات الحديد لوحدك من دون استشارة الطبيب قبلاً. ففي حال امتصاص الحديد بشكل سيء، يتحوّل الحديد إلى مصدر لتأكسد الخلايا، ويسرّع بالتالي شيخوخة الخلايا، ويمكن أن يسبب الإمساك أو أوجاع البطن. ويقول الأطباء إن مكملات الحديد التي تباع حالياً في الصيدليات هي أدوية قديمة، تحتوي على جرعات كبيرة ولا يتحملها الجسم جيداً في 70 في المئة من الحالات.

في المقابل، يمكن اللجوء إلى الطب الطبيعي وتناول الغذاء السليم الغني بالفيتامينات والمعادن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.