#هآرتس : #نتنياهو البطل أمام #أوباما و #هولاند يبتلع لسانه أمام #بوتين

 


رأى الكاتب الاسرائيلي في صحيفة “هآرتس” أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، ولدى وصوله إلى موسكو في زيارة للاحتفال بمرور 25 عامًا على إقامة العلاقات الإسرائيلية الروسية، وصف بشكلٍ جيّد ما يعتبره الكثير من الإسرائيليين والروس “قصة حب”، حيث أنه لن يكون من المُبالغ فيه القول إن العلاقات بين “إسرائيل” وروسيا لم تكن يومًا أفضل مما هي عليه الآن، ولاسيّما أن حجم التبادل التجاري والسياحي والتنسيق الأمني والسياسي بين الجانبين وصل إلى القمة.

 

وأضاف رابيد أن “اللقاء بين نتنياهو وبوتين، سيكون الرابع خلال سنة، وللمقارنة فقط، خلال الفترة ذاتها التقى نتنياهو مع الرئيس الأمريكي أوباما مرة واحدة فقط، ما يعني أن العلاقات مع روسيا تتحسّن منذ عام 2009، وقسم من الاعتماد في هذه المسألة يرجع إلى وزير الخارجية آنذاك، ووزير الحرب حاليًا، أفيغدور ليبرمان”، وتابع “في السَّنة الماضِيَة، وعلى خلفية التَّدخُّل الروسي الناشط في الحرب السورية، وإرسال روسيا قواتها إلى الأراضي السورية، تحوَّل توثيق العلاقات الثُّنائِيَّة بين الطرفين من أمرٍ ثانوي إلى واقع محتَّم، حيث قال  مسؤول إسرائيلي رفيع ” نحن والروس أصبحنا جيرانًا بكل ما تعنيه الكلمة”.

وأردف رابيد “إذا كانت هناك مسألة سياسية أمنية واحدة، يستحق فيها نتنياهو الاعتماد عليه بشأن طريقة سلوكه واتخاذه للقرارات، فإنها السياسة المدروسة والموزونة التي انتهجها في الموضوع السوري، كذلك يندرج سلوكه أمام روسيا في الأشهر الأخيرة منذ قيامها بإرسال قواتها إلى سوريا، حيث خدم جيدًا المصالح الأمنية الاسرائيلية وهو الذي ترجع إليه المسؤولية في الهدوء النسبي على الجبهة الشمالية”.

ويرى رابيد أنه “أمام نصف كأس مليئة، هناك أيضًا نصف كأس فارغة، وعلى خلفية التحسن الملموس في العلاقات، تبرز بشكل سيء حقيقة أن روسيا تعمل أيضًا على الحلبة السياسية والحلبة الأمنية ضد “إسرائيل”، ويعطي مثالًا على ذلك بالقول إن “الروس قاموا بتزويد إيران بصواريخ “اس 300” المتطورة ، وينوون بيعها المزيد من الأسلحة، كما أنهم يحاربون في سوريا إلى جانب حزب الله. وخلال الاشهر التسعة الأخيرة فقط، وقف الروس ضد “إسرائيل” في سلسلة من عمليات التصويت المصيرية في الأمم المتحدة.

كذلك يعدد الكاتب في صحيفة “هآرتس” ما فعله الروس ضد “إسرائيل”، ففي أيلول/ سبتمبر من العام المنصرم صوتوا إلى جانب مشروع القرار المصري في الوكالة الدولية للطاقة النووية، والذي طالب بفرض الرقابة على المنشآت النووية الاسرائيلية، وفي آذار/ مارس الماضي، صوتوا ضد “إسرائيل” في مجلس حقوق الانسان، ودعموا مشروع القرار الفلسطيني الذي دعا إلى صياغة قائمة سوداء للشركات التي تتاجر مع المستوطنات، وفي نيسان/ أبريل، كانت روسيا إحدى الدول التي دعمت مشروع القرار الفلسطيني في منظمة الثقافة والتعليم في الأمم المتحدة، اليونسكو، التي أسقطت كل ذكر للعلاقة بين الشعب اليهودي والحرم القدسي.

بوتين ونتنياهو

 

على الرغم من هذا كله، يقول باراك رابيد، “لا تتجرأ “إسرائيل” على إسماع ولو كلمة واحدة من الانتقاد العلني لروسيا، نتنياهو الذي اعتاد على ضرب فرنسا بسبب دعمها لقرار اليونسكو المتعلق بالحرم القدسي، أو الهجوم العلني على الإدارة الامريكية في الموضوع الإيراني، يبدو وكأنه يبتلع لسانه حين يتعلق الأمر بروسيا، لم يكن سيتجرأ على إلقاء خطاب في مجلس الدوما أو إرسال قادة الجالية اليهودية في موسكو لنشر بيان في الصحف ضد الكرملين”.

ويشير رابيد إلى أن “روسيا ليست الولايات المتحدة أو فرنسا، أولاً، لأنها ليست ديموقراطية، وثانيًا، بسبب المصالح الإسرائيلية المتعلق بها، لكن التحالف بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”، وبين فرنسا و”إسرائيل” عميق، وراسخ ومثقل بالمصالح بشكل لا يقل عن روسيا. فالولايات المتحدة هي التي تمنح “اسرائيل” سنويًا المساعدات العسكرية بحجم ثلاثة مليارات دولار، وتقدم له الدعم السياسي في الأمم المتحدة، أما فرنسا فهي الدولة التي تملك “إسرائيل” بفضلها المفاعل النووي في ديمونة، والتي عملت من أجل تشديد الاتفاق النووي مع ايران، ورغم ذلك كله فإن نتنياهو لا يجد مشكلة في الدخول بمواجهة على الملأ مع قصر الإليزيه أو البيت الابيض، على كل انتقاد يوجهانه للاستيطان، وعليه فهو بطلٌ على أوباما في واشنطن، لكنه لا يظهر حتى ذرة من الشجاعة ذاتها أمام بوتين”.

في الختام، يخلص باراك رابيد في مقاله إلى أن “مسؤولين إسرائيليين كبار ادعوا بأنهم يطرحون هذه القضايا كلها خلال المحادثات الدبلوماسية الهادئة، وأن نتنياهو يدير حوارًا ناقدًا مع بوتين في الغرف المغلقة، قد يكون هذا الأمر صحيحًا- ولكن كما يقول نتنياهو بنفسه، من المهم أحيانًا قول الحقيقية على الملأ. وفي كل ما يتعلق بروسيا، لا يتم سماع هذه الحقيقة بتاتًا من قبل رئيس الحكومة. يصعب عدم التساؤل عما إذا كان نتنياهو يتصرف في المجال الدبلوماسي كما في المجال السياسي، ويستهتر بحلفائه وبالمحسنين إليه، ويقدر ويصالح أولئك الذين يشكلون تهديدًا بالنسبة له”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.