هايد بارك الأناشيد الثورية و”نشيد الله المختار”

hosseinmokdad-songs

موقع إنباء الإخباري ـ
حسين المقداد*:
حديقة هايد بارك في العاصمة البريطانية لندن مكان لتجمع الأفراد الذين يريدون نشر أفكارهم مهما كانت هذه الأفكار، فتجد كل أصناف المعتقدات والأفكار، الجيد منها وغير الجيد، حيث يستطيع أي فرد مهما كان مستواه الثقافي أو العلمي أو الفني، أن يعتلي منبراً هناك ويبدأ بالترويج لأفكاره، وكل ذلك بحماية من الشرطة، حيث التعبير عن الرأي محمي من الحكومة.
لكن أن يتحول لبنان كله إلى هايد بارك لمنتجي الأناشيد الثورية فهذا مؤسف، وبسكوت تام من قبل من يفترض أن يتصدوا لهذه الظاهرة المؤلمة وغير الفنية.
كل صباح يطالعنا أحد ما أو فرقة ما بنشيد جديد، أقل ما يقال فيه إنه لا يجمع العناصر الفنية المطلوبه في النشيد.
عندما تراقب كلمات النشيد، فإنها لو عرضتها على سيبويه في قبره لقام وانتحر.
أما اللحن فهو مكرر مكرر مكرر حتى ينقطع النفس. وعندما نأتي إلى تسجيل النشيد فنجد أن أي نشيد سجّل على الآي فون أو “مايك” الكومبيوتر أفضل منه بدرجات. أما التوزيع الموسيقي فحدث ولا حرج، فهو توزيع مرتجل لم يراعِ أبسط المعايير الفنية المطلوبة لهكذا نوع من الأعمال الإنشادية.
وعلّة العلل التصوير ومونتاج الفديو والمشاهد الأرشيفية المستخدمة، حيث لا وجود للجودة، والصور تأتي بكثافة نقطية متهالكة. حتى صور الفديو المصورة تفتقد إلى أدنى معايير الجودة في التصوير وتتحد مع باقي عناصر النشيد لتشكيل موازاييك عجيب غريب، ربما تستحي من عرضه أمام اطفال المدارس.
ويأتيك أحدهم ليقول: أقوى، وأفضل، وأحسن، والنشيد الوحيد… وغيرها من الصفات التي يطلقونها على تلك الأناشيد، لنخرج من هذه المتاهة حيث اصبحت الأناشيد الثورية كحديقة هايد بارك، يستطيع فيها أيّ كان أن يسجل نشيدا ويعلنه باسم الامة على انه “نشيد الله المختار”.
*مدير إنتاج فني ـ عضو نقابة الفنانين المحترفين في لبنان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.