واشنطن واتفاق موسكو

russia_USA_flags

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

تكشف التطورات بعد اتفاق موسكو تصميما واضحا من إدارة اوباماعلى تمييع التفاهمات الروسية الأميركية و محاولة إفراغها من محتواها و يعيد كبار المحللين في المنطقة و العالم هذا السلوك الأميركي إلى حقيقة الهزيمة و الفشل التي ينطوي عليها سحب شعار تنحي الرئيس الأسد الذي جعل الرئيس الأميركي منه عنوانا للعدوان على سوريا قبل حوالي عامين.

أولا بادرت الولايات المتحدة بعد اتفاق موسكو لمواصلة الحشد و التعبئة و هذا ما تعبر عنه القيادة الميركية لسلسلة اجتماعات حلف العدوان بمسمياتها المختلفة و ببياناتها التي تنضح بالتصميم على مخطط تدمير الدولة السورية و احتضان الواجهات السياسية المتخلعة التي استخدمتها واشنطن و شركاها غطاء للعدوان و بالتالي إطالة أمد الحرب على سوريا لا وقفها كما يفترض مبدئيا و تسعى الولايات المتحدة بكل وضوح في تأويلاتها لآلية تنفيذ اتفاق موسكو إلى إدامة العنف و فتح أبواب التفاوض قبل اتخاذ قرار جدي و حازم بوقف إمداد العصابات المسلحة و الإرهابية بالمال و السلاح و الهدف هو ابتزاز الدولة الوطنية السورية و استخدام عمليات التفجير و الإرهاب على الأرض كأداة مساومة سياسية للي ذراع الدولة الوطنية وفرض شراكة فريق من عملاء الغرب في العملية السياسية دون دفع الثمن المتوجب لذلك عبر آلية مضمونة لوقف تصدير السلاح و المال و الإرهابيين إلى سوريا و قد لحس وزير الخارجية الأميركية جون كيري تصريحه السابق من موسكو حول أولوية مكافحة الإرهاب الذي يبنى عليه تلقائيا اعتبار المطلوب من جميع دول العالم و المنطقة مؤازرة الجيش العربي السوري في ما يقوم به واقعيا و معاقبة جميع المتورطين.

ثانيا تواجه روسيا هذا التلاعب الأميركي الذي يوشك ان ينسف المواعيد المضروبة لانعقاد مؤتمر جنيف 2 سواء لجهة التشدد في نصاب المدعوين إلى المؤتمر و الإصرار على مشاركة إيران و غيرها من الحكومات الحليفة لسوريا بهدف محاصرة قوى العدوان و تحقيق توازن نسبي في المؤتمر أم سواء لجهة تمثيل سائر اطراف المعارضة السورية في الداخل و الخارج بينما تظهر المواقف الأميركية محاولة خبيثة لحجز مكانة كمتورمة لصالح ائتلاف الدوحة الذي ركبه الأميركيون و استخدموه بمعونة سعودية قطرية تركية ، ام بشان جدول الأعمال و ترتيب بنود النقاش في المؤتمر انطلاقا من التزامات وقف العنف التي كانت هي البند الأول في ترتيب نصوص تفاهمات جنيف التي حجزها الأميركيون سنة كاملة و منعوا تنفيذها و حاولوا الانقلاب عليها .

ثالثا إن تقدم عمليات الجيش العربي السوري على الأرض هو العامل الحاسم في المعادلات و هو التطور الذي تخشاه الحكومات المتورطة في العدوان على سوريا و قد أرعبتها التحولات الأخيرة و يقينا إن ذلك هو ما يفسر الارتباك و التوتر و الصراخ السياسي في سلوك حكومات الخليج و دول الناتو بقيادة الولايات المتحدة .

و مما يستحق التنويه تطور التناغم السياسي و الاستنراتيجي بين كل من سوريا و إيران و روسيا الاتحادية التي اظهرت قيادتها صلابة في وجه الضغوط الغربية التي اعقبت العدوان الإسرائيلي الأخير و تركزت على عرقلة صفقات السلاح الروسية لسوريا و قوبلت في موسكو بتصميم يستحق التقدير و هو يعكس و بقوة حرارة الالتزام الاستراتيجي الروسي بصد العدوان على سوريا و بعدم حرمان الدولة السورية من مقومات تطوير قدراتها الرادعة التي تنعكس في توازنات جديدة لصالح منظومة المقاومة و التحرر بعد تغيير دمشق لقواعد الاشتباك في الجولان مؤخرا و يبدو أن هذا الدعم العسكري للدولة السورية هو من محاور الردع الاستراتيجي للسياسة الأميركية التخريبية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.