وسيط ألماني “يهنْدس” صفقة مبادلة الطيارين التركييْن بمخطوفي أعزاز

Kidnapped Lebanese - Azaz

علمت صحيفة الراي الكويتية ان “ملف التبادل بين المخطوفين اللبنانيين التسعة في اعزاز السورية والتركييْن المخطوفيْن في لبنان وُضع على السكة الصحيحة مع مجيء الوسيط الالماني اخيراً الى بيروت”.

وكان اللبنانيون التسعة خطفوا مع اثنين آخرين اطلقا في وقت لاحق في 22 أيار 2012 خلال عودتهم براً من زيارة العتبات المقدسة في ايران، ولم تؤد المساعي للافراج عنهم الى نتيجة.

اما الطيار التركي مراد اكبينار ومساعده مراد آغا فخطفا على طريق مطار بيروت في 9 اب الماضي على يد عائلات مخطوفي اعزاز التي تحمّل السلطات التركية مسؤولية استمرار احتجاز ابنائها من جماعة سوريّة على صلة بها.

وقال مصدر قريب من الجهة المسؤولة عن ادارة ملف المخطوفين اللبنانيين لـ”الراي” انه “بعدما كان مصير هذا الملف مجهولاً وعرضة للابتزاز وبلا افق، اصبح الآن على السكة الصحيحة مع بدء الوسيط الالماني تحركه الاستكشافي”.

وكشف المصدر الوثيق الصلة بـ”خفايا” هذا الملف عن ان “الجانب التركي رفض في بادئ الامر مبدأ التفاوض وتمنّع عن ربط ملفيْ التركيين (الطيار ومساعده) والمخطوفين اللبنانين التسعة في اعزاز في اطار عملية تبادل”.

وأوضح المصدر انه “بعدما أدرك الجانب التركي ان هذا الملف لا يُقابل الا بالمرونة في اطار مبادئ التبادل رضخ وانصاع للامر، وتالياً سيكون في امكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان استخدام اطلاق التركييْن كجرعة ايجابية صغيرة لشعبية فقدها بفعل موقفه من الازمة السورية”.

واشار المصدر عيْنه الى ان “قيادة حزب الله لا تمانع اذا طُلب منها، ولاسباب انسانية، الدخول على خط عملية التبادل اذا كانت الصفقة شاملة ومتكاملة وتوجد نية لدى الطرفين لاطلاق المخطوفين لديهما”.

ولفت هذا المصدر الى ان “استعداد حزب الله يعود لثقته بالجانب الالماني، الذي يملك خبرة واسعة في المفاوضة لتبادل الرهائن، وهو تسلّم عمليات تبادل عدة للمخطوفين والاسرى والجثامين بين حزب الله واسرائيل، وتالياً فهو يملك صدقية في هذه الامور”.

وقال المصدر ان “الجانب الرسمي اللبناني يتابع الملف بعناية عبر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي ستتم اي عملية تسلُّم وتسليم بإشرافه، هو الذي يضطلع بدور مهم ويتمتع بثقة الجانبين التركي وأهالي المخطوفين”.

واكد المصدر ان “الوسيط الالماني بدأ حركة استكشافية واستمع للاطراف المعنية، في تطور يؤشر الى ان ملف التبادل يُطبخ على نار هادئة ووسط تكتم مرده الى المبدأ القائل… واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”، علماً ان “الراي” كانت انفردت غداة خطف الطيار التركي ومساعده في 9 آب بنشر معلومات عن ان “طرفاً ثالثاً غير لبناني وغير تركي وله باع طويلة في صفقات التبادل، يمكن ان يدخل على خط التفاوض ضماناً لصدقية فقدها الجانب التركي لإخلاله بوعود كثيرة”.

وتحدث المصدر الوثيق الصلة بـ”الطبخة” الجارية لانضاج عملية التبادل لـ”الراي” عن ان “الجانب التركي يبدي اليوم استعداده للمضي قدماً في هذا الملف، وهو مستعجل لقفله حرصاً على سلامة المخطوفيْن التركييْن من ردات فعل انتقامية قد يتعرضان لها من عائلات المخطوفين اللبنانيين التسعة الذين باتوا في دائرة الخطر في اعزاز، خصوصاً اذا سقطت المنطقة التي يتواجدون فيها في يد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش” التي سيطرت على مناطق حدودية واسعة، والخشية كل الخشية من تمدُّد نفوذهم الى كامل المنطقة”.

واشار المصدر الى “اقتناع راسخ لدى ذوي المخطفوين اللبنانيين بان المخابرات التركية وبعض الاطراف اللبنانية والعربية، وكذلك الولايات المتحدة، كان لهم اليد الطولى بإبقاء المخطوفين اللبنانيين في الأسر طوال هذه الفترة، وتالياً فان ذوي المخطوفين لن يوفروا هؤلاء في حال تعرض أبنائهم لأيّ مكروه”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.