يا تيار المستقبل… أضبط سياسييك

سعد الحريري

 

موقع إنباء الإخباري ـ

علي الرضا بدرالدين:

أدى الإنفجار الذي دوى في سماء الضاحية أمس في منطقة الرويس، وهو الإنفجار الثاني الذي يضرب الضاحية خلال 39 يوماً، إلى سقوط ما يقارب 21 شهيداً و 336 جريحاً حسب ما ذكر وزير الصحة علي حسن خليل، وهي الحصيلة شبه النهائية للإنفجار.

إنفجار يختلف عن الإنفجار السابق الذي وقع في منطقة بئر العبد من عدة نواحي:

أولاً، من حيث الحجم، فكما ذكرت المعلومات الصحافية أن زنة العبوة 60 كغم وهي مكونة من عدة مواد ( TNT – ومواد حارقة).

وثانياً، من حيث الموقع، إذ أن العبوة الأولى وضعت في مكان لا يعج بالمدنيين وهي عبارة عن رسالة صوتية تحذيرية لحزب الله كما وصفها المحللون السياسيين والإعلام. أما الإنفجار الثاني فهو إستهداف صريح للمدنيين مما يزيد من هول الإنفجار.

ثالثاً، إن إنفجار أمس هو عمل إحترافي بإمتياز وليس عمل هواة، مما يؤكد وقوف جهات إستخباراتية وراء الإنفجار، وتبقى إسرائيل المتهمة الأولى في هذا الإعتداء، حيث وجه مجمل السياسيين والمحللين الإتهام لها، معتبرين أنه رد على إعلان الأمين العام لحزب الله أن المقاومة هي من قامت بتفجير اللبونة.

إن منع هذه العمليات بشكل كامل ضرب من المستحيل، مهما كانت قوة الإجراءات الأمنية التي يتخذها حزب الله، إذ أن أكبر الدول والتي تمتاز بقوتها الإستخباراتية والأمنية تعجز عن منع عمليات تفجيرية كهذه.

                                                                                                                                   أكبر الدول

 والتي تمتاز بقوتها الإستخباراتية والأمنية

تعجز عن منع عمليات تفجيرية

بدأت الإستنكارات والإدانات للإنفجار من قبل السياسيين من كل الأحزاب والقوى السياسية، والجميع رأى في الإنفجار إستهدافاً للبنان وليس لجهة معينة، ودعوا إلى الوحدة بين القوى السياسية ونبذ الفتنة والإبتعاد عن الخطابات التحريضية.

لكن في تيار المستقبل الأمر مختلف، فعلى الرغم من أن الرئيس سعد الحريري قد أكد في تصريحه أن الهدف من هذه الجريمة هو إضرام الفتنة، ودعا كل الأطياف السياسية لأن يدينوا هذه الجريمة الإرهابية، إضافة إلى دعوته جميع الأطياف إلى التحلي بالحكمة وضبط النفس وعدم الإنجرار إلى ما يريده أعداء لبنان، فإن بعض سياسيي تيار المستقبل كانوا الفتنة بذاتها، فالظاهر أنهم لم يعلموا بما قاله سعد الحريري وأيضاً السنيورة وبهية الحريري، وإن علموا فهم لم يعملوا به.

علوش، المرعبي، حبيش، تصريحات، إن قرأتها ترى الفتنة توقد بها، فعندما يقول المرعبي في تصريحه “لا أستغرب أن يكون حزب الله هو الفاعل لأنه محشور سياسياً”، وعندما يصف هادي حبيش الإنتحاري، في حديثه لقناة الـ”MTV”، بالإستشهادي، وعندما يقول علوش إن “هذا الإنفجار هو من تداعيات تدخل حزب الله في سوريا”، فلا الفتنة سوف تُدرأ ولا القوى السياسية ستتوحد. وبهذه الحالة يكون تصريح سعد الحريري ودعوته للوحدة مجرد حبر على ورق.

ما هي المشكلة، هل هي عدم قدرة تيار المستقبل على ضبط سياسييه، أم أنها مشكلة توحيد قرارهم، أم أنهم يفتقرون لمبدأ يؤسسون سياساتهم عليه، أم غياب سعد الحريري عن لبنان يجعلهم يغنّون على هواهم ويرقصون كل ما حلا لهم على وتر الفتنة والخطابات التحريضية.

 

يا تيار المستقبل.. أضبط سياسييك

 

هو طلب واحد من مواطن لبناني، يمتلك هوية لبنانية وطائفة لبنانية ومذهب لبناني: يا تيار المستقبل.. أضبط سياسييك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.