10 سنين على هزيمة البارجة الصهيونية.. طهران تضمن تحرير سورية وفلسطين

marwan-soudah-lebanon-iran

موقع إنباء الإخباري ـ
الأكاديمي مروان سوداح*:
أكدت الحرب العالمية الثالثة الحارة التي تشن على سورية منذ نيف وخمس سنين، أن إيران هي السّند المخلص لسورية الدولة والمؤسسات والمستقبل.
قدّمت إيران الكثير من الشهداء من أجل حماية سورية من الارهاب الدولي- الذي هو الجيش السّري للولايات المتحدة الامريكية والانظمة الغربية وتلك العربية التي تدور في فلكها وبرغم ذلك تكتوي بنارها!
لكن دعم لسورية إيران لم ينحصر بإمدادها بالعناصر المسلّحة والمدرّبة تدريباً جيداً لخوض غمار المعارك الأقسى والأشرس على الأرض الشامية، حيث إرهاب دولي يجري تدريبه وتنظيمه وتسليحه بالأسلحة الأكثر تطوراً وفتكاً، بل تعدّى ذلك الى هو أهم، وهو تقديم ايران ضمانة ثابتة بالعمل بأقصى قدرة لتحقيق وحدة وسيادة سورية وتحريرها، وإلحاق هزيمة نهائية بالأعداء المشتركين.
تتبع إيران استراتيجية واضحة وثابتة لا تذبذب فيها ولا انحراف عن نهجها في الملفين السوري والفلسطيني، ذلك ان طهران تتمتع بقرارات مركزية وعملانية عالية التركيز وواضحة وناشطة جداً، وصبرها طويل، ولا تكل ولا تمل تبحث وتدرس قبل إتخاذ أي قرار نهائي. كذلك تطبّق ايران خططاً طويلة الأمد للنيل من الخصوم، وهي توظّف في ذلك أحدث التقنيات العسكرية والمدنية التي فاق تطورها عدداً من تقنيات العدو، فأفشلت إيران مساعيه في معارك عديدة، وما ضرب حزب الله للبارجة الحربية الصهيونية في 14 تموز2006 (ويُحتفل اليوم بالذكرى العاشرة لضربها والانتصار على العقل والتقنيات العسكرية الصهيونية والامريكية التي جُهّزت بها و/أو وقفت خلفها داعمة ومنسّقة) وعمليات قصف الجيش الاسرائيلي وإفشال مخططاته، سوى محطات قليلة معروفة للعامة، من محطات كثيرة غير معروفة سجّل فيها حزب الله وإيران انتصارات على الاستعماريين خلال خوضهما المعارك السرية التي لم يتم الإعلان عنها للآن، ولن يتم الكشف عن طبيعتها سوى في لحظة معينة وبعد انقضاء مدة “كافية”.
في دعم إيران لسوريا وإصرارها على تحرير كل شبر سوري مُحتل أمريكياُ وإسرائيلياُ وغريباً، وعدم المساومة عليه مقابل أيّ ثمن، هو إستراتيجية متكاملة تهدف الى تغيير كامل المعادلات السياسية والعسكرية والاصطفافات والمعسكرات التقليدية في المنطقة، وبروز ايران سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ودبلوماسياً وتوسّع دورها، إنما يَعني أنها غدت دولة محورية وإقليمية بامتياز، أراد البعض ذلك أم لم يرده، فهذا لا يدخل في مجال التمنيات، بل هو وضع ميداني يَفرض نفسه يومياً على الأرض وبقوة نافذة.
إيران لم ولن تُستنزف في ملفات وصراعات المنطقة، وإن كان البعض كان عوّل ومايزال يُعوّل على ذلك كثيراً، ويَرسم الخطط ارتكازاً على تمنيات خارج نطاق الاستراتيجيا وعلوم الواقع، لشعوره بأن قواعدة الاوسطية صار تتزعزع، ولأن دوره وتأثيره وإخضاعه الآخرين هو الآخر في انحلال متسارع.
ان تاريخ الحصار الظالم الذي تعرّضت له ايران والهجمات المتواصلة عليها في مختلف المحافل، واغتيال علمائها وخبرائها وشخصياتها لم يُفقدها التوازن، بل كان عاملاً رئيسياً في تطورها وتسريع ارتقائها لمكانة إقليمية مؤثرة، ومن المهم ان نستذكر هنا بأن النظرية التي ردّدها البعض طويلاً وملخصها إن طهران تُستنزف وستسقط “قريباً”، وأن جرّها لمواجهات عسكرية متعددة “سيحقق هذه النتيجة سريعاً” غدت بالية وخرفة، بل أكد كذلك العكس تماماً، كما في نظرية الفِعل ورد الفِعل!
*كاتب عربي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.