“برلين21” تفضح المستور

صحيفة البعث السورية-

علي اليوسف:

هي ليست المرة الأولى التي تخرج فيها أصوات تكذب مزاعم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في سورية، وها هي مجموعة “برلين21” الألمانية تؤكد من جديد أن التحقيقات التي أجرتها المنظمة، وتحديداً في دوما في نيسان 2018 منحازة، بل تم خلالها إخفاء الكثير من الأدلة والتلاعب بها.

لقد بنت المجموعة أراءها بعد أن أجرت مراجعة لتحقيقات المنظمة في حادثة دوما المزعومة، وهذه المراجعة لم تكن اعتباطية أو خدمة لأي جهة كانت، لأن من ساهم في إعدادها هم مجموعة من الخبراء الذين استعرضوا بالتفصيل كل القضايا المتعلقة بالكيمياء وعلم السموم، والمقذوفات، وشهادات الشهود، والمخالفات الإجرائية، التي تسببت في الجدل الخطير حول التحقيقات التي جرت بشأن تلك الحادثة، بمعنى أن المراجعة كانت مهنية بما تعنيه الكلمة من معنى، وليست منحازة لأي طرف.

ولعل الأهم في مراجعة كل الوثائق المتاحة بالتفصيل – بيت القصيد – أن مجموعة “برلين21” خرجت بنتيجة حتمية، وهي أنه تم التلاعب بالأدلة العلمية من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وتحديداً من قبل فريق التحقيق ما أدى إلى التوصل لاستنتاجات منحازة، وأن تلك النتيجة التي تم التوصل إليها في تحقيقات المنظمة جاءت بناء على تحليل معيب بشكل واضح، وغير مهني، وأن من قام بالتحقيق مجموعة من “الهواة”، وهو بالتالي يضع اشارات استفهام كبيرة حول المنظمة الدولية التي لم تعتمد الموضوعية والشفافية والحوار المفتوح والمساءلة في كل مراجعاتها وتقاريرها، بل إنها لم تحترم القانون الدولي الذي أوجدت المنظمة من أجل تطبيقه على الجميع دون انحياز.

وللتذكير، وقع هجوم دوما المزعوم في 7 نيسان 2018، وأعقبه في 18 نيسان 2018 ضربات جوية نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بذريعة الانتقام لما حدث في دوما، وذلك قبل أن تبدأ منظمة حظر الأسلحة فترة مراجعة التحقيقات التي قامت بها.

لقد تحولت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى “مطّية” للولايات المتحدة وبعض الدول الغربية شأنها شأن باقي المنظمات الأممية لتحقيق أهداف سياسية تخدم أجنداتهم في مخالفة صريحة عبر إقحام هذه المنظمة الفنية بقضايا جيوسياسية وأمنية ذات طابع إقليمي ودولي، وحرفها مثل غيرها من المنظمات عن المهام والأهداف التي أنشئت من أجلها.

لقد انضمت سورية بقرار سيادي إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية، ونفذت كل ما يترتب عليها من التزامات بموجب عملية الانضمام هذه، رغم الجداول الزمنية الصارمة التي فرضتها المنظمة عليها والأوضاع الصعبة للغاية التي تمر بها سورية، ومع ذلك أنجزت سورية كل ما هو مطلوب منها، وتعاونت بشكل كامل مع الأمانة الفنية للمنظمة وفرقها، باعتراف المنظمة ومديرها العام، لكن للأسف هذا التعاون والالتزام السوري لا يجد له مكاناً في بيانات وتقارير الأمانة الفنية والمدير العام للمنظمة.

إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تعلم جيداً أن سورية سلمت ما لديها من تلك الأسلحة، ولم تستخدمها مطلقاً، لكن من الواضح أن الولايات المتحدة تحاول أن تعيد تلك المشاهد من جديد نتيجة فشل واشنطن في تفخيخ كل المخارج للأزمة السورية، وليس آخرها عودة سورية إلى الجامعة العربية. لكن رغم كل هذا التفخيخ، فالمؤكد اليوم أن المشروع الأمريكي هُزم في سورية، وسوف تنسحب عاجلاً أم آجلاً، حتى وإن وضعت بعض القواعد العسكرية اللا شرعية حول حقول النفط التي تقوم بسرقتها في سابقة غير معهودة في السياسات والشرعية الدولية. كما أن العالم الحر، ومن بينه مجموعة “برلين21″، أصبح يعلم أن سورية انتصرت على الأرض، وحققت إنجازات على المستوى السياسي بعد مرحلة عاشت فيها سورية الكثير الكثير من التسييس والاستقطاب لم تشهده المنطقة من ذي قبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.