حكام الخليج و لبنان و سورية

arabic-ministeral-council

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

أكدت وقائع الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة استمرار الهيمنة القطرية السعودية على ما يسمى بالجامعة العربية في ظل إبعاد سورية و شلل مصر و تهميش العراق و الجزائر كما برهنت النقاشات و الردود التي اعقبت كلمة الوزير اللبناني الشجاع عدنان منصور درجة التوتر الهستيري الذي أصاب المسؤولين الخليجيين الذين علقوا في مأزق الحرب على سورية و يخشون ارتدادها على مصائرهم إذا تقدم اتجاه الاعتراف الأميركي بالهزيمة امام الرئيس المقاوم بشار الأسد فكشروا عن انيابهم و أشهروا مخالبهم في حالة من السعار و قرروا إرسال مزيد من السلاح و ضباط المخابرات الذين قتل بعضهم و أسر البعض الآخر و آخرهم مستشار جبهة النصرة و زعيم إحدى فصائلها ضابط المخابرات الإماراتي محمد العبدول الذي قتل في الرقة قبل أيام .

أولا  منذ بداية الحرب العالمية ضد الدولة الوطنية السورية تورطت حكومتا السعودية و قطر في قيادة العدوان سياسيا و إعلاميا من خلال الجامعة و عبر منصاتهما الإعلامية فتناغمت قناتا الجزيرة و العربية بعد طول منافسة و تزاحم و توزعت الرياض و الدوحة مهام تمويل فضائيات تمتد مروحتها من قناتي وصال و صفا التكفيريتين إلى محطات المعارضات السورية المتناحرة وصولا لتوزيع اكياس المال على عصابات المرتزقة من الكتبة  و الإعلاميين و المؤسسات الإعلامية العربية و اللبنانية التي تورطت في الحرب ضد سورية على درجات متفاوتة و من خلال القيادة العليا التي يتولاها  مكتب التواصل الأميركي في دبي في حين شاركت حكومات خليجية اخرى في تمويل و تسليح العصابات التكفيرية من خلال غرفة العمليات التي اقيمت في شمالي لبنان و تواجد فيها ضباط استخبارات من السعودية و قطر و الإمارات بينما كان موقف الحكومة الكويتية هو غض الطرف عن انخراط مؤسسات إعلامية كويتية كبرى في العدوان و كذلك التغاضي عن تورط جماعات سلفية كويتية  متطرفة في إرسال المال و الإرهابيين إلى سورية  و لبنان و ربما تكون سلطنة عمان هي الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تنشر وسائل الإعلام ما يدعو للاشتباه في تورطها في حين ان حكومة الإمارات التي تمارس النفاق السياسي حين  تدعي الحيادية لمراعاة مصالحها التجارية  و المصرفية مع إيران و روسيا و الهند قدمت مالا و سلاحا و اوفدت ضباطا للمشاركة في تخطيط و قيادة العدوان على سورية و لمؤازرة العصابات الإرهابية على الأرض .

ثانيا  استنتج حكام الخليج من جولة جون كيري ان الولايات المتحدة التي تواصل قيادة العدوان على سورية باتت يائسة من النتائج و قلقة من تداعياتها و هي لذلك تفتح مترددة باب التداول مع روسيا في خيار التراجع عن الحرب و التكيف مع حقيقة الفشل و قد أصيبوا بالهستيريا مثل رجب طيب اردوغان لأن التسوية الدولية المحتملة تقوم على الإقرار بسقوط  رهان الإطاحة بالرئيس بشار الأسد الذي سيكون هو سقف الحوار و عنوان الحل السياسي الداخلي و سيخرج بالتالي منتصرا متمسكا بخياره المقاوم و الاستقلالي الذي هو مصدر أحقاد حكام الخليج و نقمتهم عليه و غدرهم   به ، و مع هذا الخيار ثبات دمشق بوصفها القلب في المحور السوري الإيراني المقاوم و دوام الدعم السوري لحزب الله و الشراكة السورية مع روسيا و الصين و كتلة البريكس .

سورية أقوى بعد الحرب العالمية ،هي مصدر قلق و رعب لحكام الخليج و تهديد مصيري لمساعيهم الهادفة إلى ضم إسرائيل لجامعتهم  ، هكذا خصص حكام الخليج اكياسا جديدة من المال لشحنها إلى تركيا و لعقد صفقات جديدة لشراء الأسلحة التي تشحن جوا إلى الأردن حيث الملك المنافق الذي يرقص على الحبال الخليجية العراقية السورية و يبيع خدماته على الفاتورة فيهرب سلاحا و يقيم معسكرات التدريب ثم يوجه رسائل النفي  و التنصل إلى دمشق و بغداد بينما بات معروفا ان التزاماته كلها إسرائيلية بريطانية من الجذور و لا يقدم عليها شيئا سوى للمناورة .

ثالثا  من مساخر الزمان البائس ان يحضر في هذا المناخ إلى لبنان وفد خليجي رفيع يعلن رسميا أنه قام بتذكير الرئيس ميشال سليمان بالنأي الذي لم تخرقه منذ إعلانه رسميا كموقف لبناني سوى جماعات لبنانية مرتبطة بحكام  الخليج يتقدمها تيار المستقبل و قوى 14 آذار و معها اجهزة المخابرات الخليجية التي أقامت غرفة عمليات في منطقة القلمون الشمالية لإدارة استيراد بواخر السلاح إلى مرفأ طرابلس و لتنظيم إدخال الإرهابيين إلى لبنان و منه إلى سورية و لتنظيم وصول الحوالات المالية الخليجية إلى الجماعات الإرهابية في لبنان و سورية وآخر منتجات التدخل الخليجي في لبنان ما نشهده من بدع قطرية كالأسير و فضل شاكر  و سعودية كالمستقبل و عميد حمود و من دعم كويتي و إماراتي خاص و حكومي يقدم للجماعات المتطرفة المسلحة في طرابلس و عكار و لسائر ميليشيات الفتنة و لجماعات التكفير على الأرض اللبنانية و ما يدور من عمل في مخيم عين الحلوة لإحداث فرع لجبهة النصرة في لبنان لم يكن ليتم لولا التوجيهات و الرعاية الخليجية المباشرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.