مصدر الكهرباء الوحيد المتبقي في لبنان مهدد.. إلا إذا

موقع العهد الإخباري-

إيمان مصطفى:

بعد توقف المعامل الحرارية المنتجة للطاقة الكهربائية في لبنان وحصول غالبية المناطق على رصيد صفر من “كهرباء الدولة”، اتجهت الأنظار إلى المعامل الكهرومائية، وهي الوحيدة التي لا تحتاج للفيول أو الغاز لتوليد الطاقة، وتعتمد فقط على تدفق المياه التي باتت شحيحة في الآونة الأخيرة بانتظار المتساقطات. ولكي لا يخسر اللبنانيون خدمات هذه الرئة الوحيدة المتبقية كمتنفس لبضع ساعات من الكهرباء، كان بيان من المصلحة الوطنية لنهر الليطاني منذ ساعات طلبت فيه من السكان ترشيد استهلاك الكهرباء في المناطق المغذّاة من معامل الليطاني.

وقالت المصلحة في بيانها “بسبب انحسار إنتاج المعامل الحرارية لدى مؤسسة كهرباء لبنان بسبب نفاد مادة الفيول، فقد اضطرت المصلحة لربط معاملها على شبكة التوتر العالي لتلبية طلب بعض المرافق العامة الاساسية، لكن وبسبب الوضع السيئ لهذه الشبكة وبسبب عدم القدرة على ضبط الحمولات، فقد تضررت المجموعة رقم 1 في معمل شارل الحلو وتوقف انتاجها، مما اضطر المصلحة لزيادة ساعات التقنين على الشبكات المغذّاة من معاملها”.

وأفادت المصلحة بأن “فرقها الفنية تعمل جاهدة لاصلاح المجموعة رقم 1 في معمل شارل حلو لإعادتها الى الانتاج في اقرب فرصة ممكنة، وحينها ستعود التغذية الكهربائية الى وضعها السابق، كما تمنّت على المواطنين في المناطق المغذّاة من معامل الليطاني ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية حرصًا على ديمومة الانتاج في معامل الليطاني”.

المدير العام للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني، ​سامي علوية، يشير في حديث​ لموقع “العهد” الإخباري إلى أن المصلحة تلعب اليوم دورًا أساسيًا بموضوع توليد الطاقة والمناورات على الشبكة العامة، خصوصًا مع توقف المعامل الحرارية في كل المناطق اللبنانية، حيث باتت معامل الليطاني هي المصدر الوحيد للكهرباء.

ويلفت علوية إلى أن المصلحة كانت توزع الانتاج الأكبر لخطوط التوتر المتوسط، بينما يوزع الفائض لخطوط التوتر العالي، أما اليوم “فإننا نقوم بعكس ما كنا عليه، حيث يتوزع الانتاج البالغ 80 ميغاواط بمعدل وسطي بين خطوط التوتر المتوسط حوالي 20 ميغاواط فقط، أما خطوط التوتر العالي فحوالي 60 ميغاواط”، ويضيف “ففي سياق تعزيز تغذية خطوط الخدمات العامة بالكهرباء وتأمين مياه الشفة والمرافق الحيوية وفي ظل توقف المعامل الحرارية، أصبحت معظم خطوط الخدمات العامة تتغذى من معامل الليطاني على خطوط التوتر العالي 66 ك.ف، إضافة إلى البلدات المغذاة على خطوط التوتر المتوسط 15 ك.ف في إقليم الخروب وإقليم التفاح وجزين والشوف والبقاع الغربي (حوالي 112 بلدة ومدينة)”.

ويشير علوية إلى أهم المرافق الحيوية المغذاة من إنتاج المعامل الكهرومائية، وهي: مطار رفيق الحريري الدولي، سجن رومية، وزارة الدفاع الوطني، إلى جانب تغذية محطات الضخ في ضبية، البسطة التحتا، الطيبة، آبار وادي جيلو، تفاحتا، فخر الدين، باتوليه، محطة صور (البص – راس العين وادي جيلو)، محطة مرجعيون، محطة بيت الدين، محطة جب جنين (البقاع الغربي وراشيا)، محطة عنجر ( ابار شمسين)، محطة عين الزرقا (البقاع الغربي)، إلى جانب تغذية محطات تكرير الصرف الصحي في زحلة وجب جنين، ومعامل فرز النفايات المغذاة من محطة جب جنين (معمل الفرز في غزة)، ومحطات تكرير الصرف الصحي في البقاع الغربي (عيتنت وصغبين)، علمًا أن التوزيع والمناورات تتم وفق قدرة الشبكة العامة لمؤسسة كهرباء لبنان وثبات الفولطية والذبذبة.

وإذ يشدد على أهمية الطاقة الكهرومائية، بصفتها مستدامة وزهيدة السعر ونظيفة، يلفت إلى “أننا لا نستطيع الاستمرار بهذه الوتيرة، اذ إننا محكومون لكمية المياه، واذا استمررنا على هذا المنوال ستنفد المياه في السادس عشر من شهر تشرين الثاني، ولذلك سنقوم في أول أسبوع من تشرين الأول بتخفيض الإنتاج للحفاظ على مخزون المياه، ولنستمر بالتغذية إلى حين حلول موسم الأمطار”، معتبرًا أن هذا يستدعي من كهربا لبنان أن تأخذ التدابير اللازمة لتأمين الفيول لإشغال المعامل الحرارية في هذا الوقت.

يلفت علوية إلى أن المصلحة اضطرت لربط معاملها على شبكة التوتر العالي لتلبية طلب بعض المرافق العامة الأساسية، بسبب انحسار إنتاج المعامل الحرارية لدى مؤسسة كهرباء لبنان بسبب نفاد مادة الفيول، لكنه وبسبب الوضع السيئ لهذه الشبكة، وبسبب عدم القدرة على ضبط الحمولات، فقد تضررت المجموعة رقم 1 في معمل شارل حلو في جون، وتوقف إنتاجها مما اضطر المصلحة لزيادة ساعات التقنين على الشبكات المغذاة من معاملها، مؤكدًا أن الفرق الفنية تعمل جاهدة لإصلاح المجموعة رقم 1 في معمل شارل حلو لإعادتها إلى الانتاج في أقرب فرصة ممكنة، وحينها ستعود التغذية الكهربائية لوضعها السابق.

ويشير هنا إلى أن هذا الضغط على الشبكة، يؤدي في المقابل للضغط على المعامل والمولدات، وبالتالي يطلب المدير العام للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني عبر “العهد” من المواطنين تفهّم الوضع، إذ إن انخفاض ساعات التغذية سببها العطل من جهة والضغط على الشبكة من جهة ثانية، متمنيًا على المواطنين في المناطق المغذاة من معامل الليطاني ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية حرصًا على ديمومة الانتاج.

علوية تطرق في ختام الحديث إلى موضوع مشغلي مكنات العملات الرقمية، مؤكدًا أن المصلحة الوطنية لنهر الليطاني وجهت لكل من وزير الطاقة وليد فياض والداخلية بسام مولوي والنيابة التمييزية ملحقًا بأسماء مشغلي هذه الماكينات في مناطق نيحا الشوف ويحمر (البقاع الغربي)، وطلبت المصلحة في كتبها تكليف من يلزم بضبط هذه الأنشطة، نظرًا لعدم شرعيتها ولاستهلاكها الكثير من الطاقة في ظل التعديات من القائمين بتلك الأنشطة على شبكات التوزيع وسرقة الكهرباء في هذه المناطق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.