أحداث العوامية: صافرة انطلاق انهيار الدولة السعودية؟

موقع إنباء الإخباري ـ
يوسف الشيخ:
تستمر منذ ٨١ يوماً أحداث حي المسورة في مدينة العوامية بمحافظة القطيف شرق السعودية والتي أشعلت هبة ضد السياسة القمعية السعودية في القطيف .
ومؤخراً ومنذ أيام بدأت سلطات الأمن السعودي حركة منظمة لتهجير أهالي مدينة العوامية والناصر والقديح وبالأسلوب نفسه، وهو التطويق ونشر الحواجز وإرسال تعزيزات عسكرية برية ضخمة واستخدام سلاحي المدرعات والمدفعية في الاعتداء على المنازل الآمنة بطريقة تدميرية مقصودة هدفها التهجير.
ومع بدء بروز حركة هجرة مدنية ضخمة من العوامية حمل شباب المنطقة السلاح الفردي المتوفر وبدأوا بعملية دفاع حقيقية عن مدنهم التي تشهد حرب عصابات حقيقية تتخللها سلسلة من الضربات والكمائن الناجحة استطاعت المس بأمن القوات السعودية المهاجمة وإقلاق راحتها وإجبارها على خوض معركة لا تتحكم فيها هذه القوات بحرية الحركة بل وحتى بالمبادئة، إذ ظهر جلياً من خلال أحداث الأسبوع الماضي أن المجاميع المقاومة والمدافعة عن العوامية أستطاعت حرمان العدو من عنصر المبادئة الحيوي والذي يعتبر شرطاً أولياً لنجاح أي معركة .
وقد استخدمت السعودية سلاحها الجوي في الإرهاب والضغط المعنوي ووصفت بالمحاولة اليائسة لاستعادة زمام المبادرة دون نتيجة .

الخلاصة أن فشل جيش آل سعود في تحقيق أي إنجاز فعلي على الارض ضد مقاومي العوامية ومحيطها واستخدام هذا الجيش اسلوب الأرض المحروقة لهو دليل على أنه فقد السيطرة بالفعل على العواميةـ وهذا مؤشر على أن الأيام والاسابيع المقبلة تبشر بانجاز تاريخي على صعيد بداية تفكك السيطرة السعودية على جزء أساسي من المنطقة الشرقية، ما يرجح مستقبلاً بروز مقاومة كهذه في اغلب أراضي الحجاز من خلال القبائل الخمسة الكبرى التي تتجهز منذ سنوات وأصبح لديها قنواتها التلفزيونية وميليشياتها وقياداتها التي يبدو أنها مستاءة من عدم احترام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لها، وهو المرشح للحلول مكان والده أو على الأقل مرشح يتمتع بالنفوذ الأساسي في صناعة القرار.
ويحصل كل هذا في ظل وجود مؤشرات حقيقية أن محمد ابن سلمان الذي يدغدغه طموح تقليد جده عبد العزيز في توحيد شعب الحجاز بالسيف والعصا سيسعى لتطويع القبائل الكبرى في الحجاز وهو ما يعني حكماً مشاكل وفوضى في معظم أراضي المملكة، وهذا ما سيدفع الأمور نحو حرب أهلية أو قبلية وبدء تغير شكل الدولة أو زوال دولة وحكم ونظام آل سعود بشكله المعروف منذ العام ١٩٢٦ وشيوع الفوضى هناك بسرعة كبيرة كالنار في الهشيم .
وإن غداً لناظره قريب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.