أمر عمليات صهيوني-سعودي بمهاجمة مخازن السلاح السورية

army syria arabic

الجيش السوري يحاصر المسلحين ويخيّرهم بين الاستسلام أو القتل
من معامل الدفاع في مهين إلى اللواء 80 في حلب وصولاً للواء 93 في الرقة، نقاط عسكرية إستراتيجية للجيش السوري شتّتتها الجغرافيا ووحدتها صيرورتها هدفا لهجمات المجموعات المسلحة خلال الأشهر الأخيرة.. تتضارب الأنباء الواردة عن حقيقة مايجري في تلك النقاط الحساسة للجيش السوري كونها تحوي مستودعات للذخيرة والصواريخ، ففي الوقت الذي قامت فيه صفحات مايسمى بـ”الثورة السورية” ببث صور تثبت سيطرة المسلحين على تلك النقاط، نفى الجيش السوري صحة تلك الصور التي تم التقاطها في مستودع صغير خال من الذخيرة يحمل الرقم 4 في مهين وأكد أن المسلحين محاصرون في تلك النقاط.

صدقت رواية الجيش إذا في اللواء 80 الذي يبعد 15 كم شرق حلب ويوفر الحماية لمطاري النيرب العسكري وحلب الدولي وفي اللواء 93 في عين عيسى بالرقة الذي يصنف كتشكيل مهمته حماية وإسناد قيادة الفرقة 17 التي يطوقها المسلحون منذ أشهر، حيث أعلن استعادتهما في اليومين الماضيين ليبقى سيناريو مهين بانتظار أن يكتب الجيش خاتمته، خاتمة يرى مراقبون أنها أصبحت رهن الساعات القليلة القادمة بحسب الخبير العسكري حسن حسن الذي قال في حديث خاص لـ “العهد الإخباري” إنه من غير المستغرب لجوء الإرهابيين في هذا التوقيت لمهاجمة مستودعات أسلحة أو مقار لها صفة عسكرية، واضعاً الهجمات الأخيرة لهؤلاء في سياق الاستجابة لتنفيذ أمر عمليات استخباراتي سعودي للهجوم على تلك المخازن والسيطرة عليها للإيحاء بأن تلك المجموعات ماتزال قادرة على تحقيق انجازات بالرغم من تقدم الجيش السوري على مختلف محاور الاشتباك وللتسويق للرأي العام أيضا بأن تلك الجماعات ماتزال تؤتمر بالإرادة السعودية.

وكشف حسن عن معلومات تتحدّث عن قيام رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان برحلات مكوكية بمحاذاة الحدود السورية الأردنية بهدف التنسيق مع الاستخبارات الأردنية لإشعال الجغرافيا السورية، ورسم الخطط لتحرك المجموعات المسلحة عليها في محاولة لإثبات دور لتلك المجموعات على الأرض، مؤكدا أن لقاءً بين بندر ورئيس المخابرات التركية هاكان فيدان سيعقد خلال الأيام القليلة القادمة في تركيا بهدف التنسيق لدعم الميليشيات المسلحة على الأرض السورية.
وأشار حسن إلى وجود أمر عمليات من غرفة القيادة في الجيش الصهيوني لاستهداف مراكز تسليح الجيش والتحصينات العسكرية منذ الأيام الأولى لاندلاع الأعمال المسلحة في سوريا، واضعا الاستهداف المبكر لقطعات الدفاع الجوي والضباط الطيارين في هذا السياق.

واعتبر الخبير العسكري أن التطورات في الأجواء الدولية والتي أفرزت تغييرات في الموقف التركي أدت بالضرورة لانخفاض منسوب توريد السلاح والمسلحين.

ولفت إلى العامل الأساسي الذي أدى إلى تغير المواقف التركية وهو تخوف القيادة التركية إثر تهديد داعش بنقل نشاطها إلى داخل حدود هذا البلد حيث استفاقت حكومة أردوغان أخيرا على القول إن الغول الذي ربّته انفلت من عقاله، معتبرا أن انتقال تلك المجموعات نتيجة حتمية فعلى من فتح الحدود تحمل النتائج لكن هذا لاينفي أن الحدود ماتزال جيبا مفتوحا أمام الجسم الإرهابي.

ولخص حسن الأسباب الميدانية التي دفعت بتلك المجموعات للهجوم في هذا التوقيت على المناطق البعيدة واستهداف مخازن السلاح فيها بالتقدم الذي يحققه الجيش على طول خارطة الاشتباك ما مكنه من مراكمة خبراته حول تكتيكات تلك المجموعات وجيوبها النارية بالإضافة إلى تنفيذه عدد من الكمائن المحكمة التي استطاع أن يوقع بها مئات المسلحين وكذلك قطعه لطرق الامداد والتواصل عنهم بعد أن أصبحت معظم نقاط الامداد الحدودية لاسيما التركية منها تحت مرمى نيران الجيش كل ذلك دفع بهم للبحث عن بدائل لتعويض النقص الحاصل.

وفي الاطار نفسه، قلل حسن من أهمية هذه الهجمات كونها تتم على نقاط فنية للجيش حيث لم تتمكن تلك المجموعات من الوصول إلى داخل تلك المستودعات أو إخراج الذخيرة منها مؤكدا أنها محاصرة الآن في محيط مستودعات مهين تحت مرمى نيران الجيش وهي أما خيارين لاثالث لهما إما الاستسلام أو القتل.

من جهة ثانية، علق الخبير العسكري على عملية الجيش النوعية على محور برزة بالأمس بالقول إن القسم الأكبر من مسلحي برزة هم من جنسيات غير سورية، ما يعني أن نخبة الفكر الإرهابي الاستخباراتي القاعدي الوهابي موجودة في هذا الجيب القريب من دمشق وهو مايفسر العدد الكبير للأنفاق التي اكتشفها الجيش بالإضافة كذلك للسيارات المفخخة التي كانت ترسل إلى دمشق وضواحيها.

وختم أن ما تمّ إنجازه على كامل هذا المحور هو أكثر بكثير مما بقي، معتبرا أن العمليات على الأرض تتقدم كل يوم لصالح الجيش السوري بالموازاة مع التقهقر الذي تعيشه الجماعات المسلحة.

المصدر: موقع العهد الإخباري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.