#إسرائيل تعد خطة «فرار» من #حزب_الله

 

موقع العهد الإخباري ـ
جهاد حيدر:
خلال الأيام الماضية، نشرت إسرائيل ما قالت أنه خطة أعدها الجيش الإسرائيلي، «مدى آمن»، لمواجهة سيناريو محاولة حزب الله التوغل إلى الداخل الإسرائيلي والسيطرة على مستوطنات. وترتكز هذه الخطة على المسارعة لسحب نحو 78 الف مستوطن ضمن مدى 4 كلم، في حال نشوب الحرب، أو توفر انذار استخباراتي مسبق في ساعات ما قبل الحرب.
تأتي هذه الخطوة ضمن ورشة عمل يقوم بها جيش العدو، لحماية العمق والتخوم.. ادراكا منه أن مروحة التهديدات لم تعد تقتصر على مجال دون آخر. بما فيها عمليات التوغل إلى الداخل الإسرائيلي. ومع أن الخطة يغلب عليها الطابع التكتيكي والعملاني لكنها تنطوي على رسائل وأبعاد تتصل برؤية جيش العدو لقدرات حزب الله وخططه، وتصميمه والمدى الذي يمكن أن يبلغه في أي مواجهة لاحقة.
تريد اسرائيل التذكير الدائم وفي مختلف المناسبات ،انها تملك خطة دفاعية لمواجهة التهديد الذي يمثله تطور خبرات حزب الله، وتطور قدراته «الاستراتيجية» والتكتيكية بفعل مشاركته في الحرب ضد الارهاب على الاراضي السورية.
ينبغي القول، أن صحيفة هآرتس، التي عرضت الخطة، لفتت ايضا إلى أن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، افيف كوخافي، عمل على مدى عامين كاملين، على تحصين الجبهة الشمالية في مواجهة حزب الله، بما يشمل عوائق ودفاعات من شأنها تصعيب تسلل عناصر حزب الله إلى المستوطنات، ومنع هجمات فجائية. اضافة إلى عناصر اخرى تتصل بتهديد الصواريخ المضادة للدروع وتهديد امكانية التسلل إلى المستوطنات…
خطة تكتيكية.. بدلالات استراتيجية
مع الإدراك المسبق، بأن هذه خطة «مدى آمن» هي جزء من خطة أشمل، لكنها تنطوي على مؤشرات دالة صريحة ازاء حجم التحول الذي استجد على الفكر الاستراتيجي لقادة جيش العدو. تتضح ملامح هذا التحول مع ادراك حقيقة أن إسرائيل التي تطورت قدراتها العسكرية والتكنولوجية إلى مستويات لم تشهدها طوال تاريخها، هي إسرائيل نفسها التي كانت تتباهى بأنها تعالج مصادر التهديد المحدقة بأمنها عبر  المبادرة إلى نقل المعركة إلى ارض العدو وتدمير قدراته واحتلال ارضه. لكنها الآن انحدرت إلى مرحلة الاضطرار لإتخاذ اجراءات عبر  اخلاء استباقي وسريع لمستوطنيها، قبل أن تصل اليهم ايدي رجال حزب الله الذين من المؤكد – بحسب التقدير الإسرائيلي –سيعبرون الحدود ويتوغلون إلى الداخل الإسرائيلي.
لكن المؤشر الأهم، أن خيارا «هروبيا» كهذا ما كان ليتبلور إلا نتيجة اقرار أعلى مستويات القرار السياسي والعسكري بفشل المبادئ التي اعتمدتها الدولة اليهودية منذ اقامتها، والقائمة على ردع أعداء «إسرائيل» من التخطيط والمبادرة العملانية، وعلى الثقة بقدرات انذار تسمح لها باستشراف التهديدات ثم المبادرة إلى توجيه ضرباتها الوقائية والإستباقية التي تؤدي إلى تدمير قدرات أعدائها.
الوجه الآخر لتبني عقيدة «الإخلاء»، أن إسرائيل باتت تسلم بشكل مطلق، بجدية التهديدات التي سبق أن وجهها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، لجهة السيطرة على الجليل.  وبفشل قدرة ردعها على ثني قيادة حزب الله، ورجاله المجاهدين عن هذا الخيار. والثقة بأنهم يملكون التصميم والقدرة على تنفيذه.
ولعل المفهوم الذي يحضر بقوة بفعل الكشف عن خطة «تهريب» المستوطنين. أن إسرائيل التي احتلت ما كان يعرف بالحزام الامني، لمدة 15 عاما، وبررت ذلك في حينه بأن الاحتفاظ بهذه المنطقة يشكل مطلبا استراتيجيا وحيويا كونه يشكل خط دفاع عن شمال إسرائيل «الإلتفات إلى معنى الحزام الأمني»، لم تعد تجرؤ حتى على التفكير  أو التلويح بهذا الخيار، لمواجهة امكانية اقتحام المجاهدين للمستوطنات ردا على أي اعتداء إسرائيلي ضد لبنان. بل لم تجرؤ على الرهان على فعالية تشكيل حزام أمني مماثل داخل الأراضي المحتلة، يحمي المستوطنين الموجودين ضمن نطاقه. وانما لجأت إلى خيار  «تهريبهم» وإخلائهم قبل أن تصل اليهم أيدي مجاهدي حزب الله..
انها بكل وضوح تجلٍ صارخ لنجاح حزب الله وتحطيم صورة الجيش الذي كان يفترض أنه قادر  على تحقيق كل ما تطلبه منه قيادته السياسية.. وتعزيز لصورة مقاتل حزب الله المتوثب..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.